ديوان‮ ‬‮ ‬‮رفــ الحصانة ــع ‬

2006-01-26

ما وراء الشبابيك في فنون البراريك

في هذه المناسبة نلتفت إلى جانب الفن التشكيلي والتصويري للإعلام في براريك الغضب الليبية.

يقول البعض أن الإنترنت وفرت صوتا لمن لاصوت له، ولكن الإنترنت في الحقيقة لم توفر صوتا بل وفرت مكبرا للصوت ولباقي وسائل التعبير، وحرية إستعمال الإنترنت جعلت من جهوريتها سيفا ذا حدين: إبلاغ الرسالة إلى الهدف والإفصاح عن المصدر.

ولكن قبل الحديث عن فنون البراريك، نحن بحاجة إلى تعريف كلمة وفكرة مركزية، للأسف، لانعرف لها مقابل على لسان العرب المتجلط، وهي صفة subtle والإسم subtlety . لانستطيع أن نعبر عن تقدم أو رقي حسي\ذوقي بدون هذه الكلمة. القاموس يعرف الصفة بكلمة (دهائي) والإسم دهاء، ولكنني أعتقد أن دهاء لها وقع سلبي، في حين أن الأصل لايتضمن ذلك. ربما تتقارب بعض معانى الكلمة مع عبارة (تحت السطح) أو صفة باطن، أو خفيف، أو خافت بشكل يجعل إستشعاره ممكنا ولكن الإحساس به ليس حتميا وليس لا إراديا. إذا، الكلمة تتعلق بالإحساس العقلي، وهو أمر يتميز عن الإحساس البدني (الحيواني) بشتى أنواعه. في اللهجة الليبية عندنا كلمات مقاربة مثل كلمة (دكنوني)، صفة لتعبير أو رسالة، وكلمة (رزين) كصفة لسكون وهدوء المرسل.

بدون رزن وبدون دكنونية يصبح الفن صراخا وعواء، مجرد ضجيج أو قشرة فاقعة بدون لب للمتذوق. يقال أن اللبيب بالإشارة يفهم، ونقول أن ذلك النوع من الإشارة التي يفهمها اللبيب ولايعيها السفيه هو بالتحديد مانعنيه بالرزن والدكنونية. خففوا الصوت وخففوا الوطء ياعالم!

الرزن كقيمة ومركبة فنية تكاد أن تكون غائبة من الجانب التصميمي في الثقافات البدائية. أنظر مثلا إلى لباس البدو في ليبيا، وستجد فيه شرمولة من الألوان الفاقعة، بدون أي تنسيق يستهدف عين العقل. وأنظر إلى لباس القذافي، الذي تحضر فيه بدوية الذوق مرفوعة لأس عشرة، تماشيا مع مبدأ التوريم تعظيم. وأنظر كذلك إلى ملصقات الثورات الثقافية من الصين إلى زوارة، بإشعاعاتها وشعلاتها وشموسها المتشرتعة على العالم من منبع العلم. ولكن، في هذه المناسبة لن نطلب الفن في الصين، بل سنكتفي بنماذج من فنون ذوي القربى، أحبابنا معشر البراريك، نماذج سياسية وإجتماعية من المعاني الكامنة والرزن المفقود.

علم المملكة الليبية قد يكون أبرز المعالم الفنية في براريك الغضب، خاصة بعد إنعقاد مؤتمر المعارضة في الصيف الماضي وإنتشاء مايعرف بالشق الجذري من المعارضة بجرعة من (الشرعية الدستورية). ولكن، رغم أهمية هذا الرمز عند البعض ورغم ضرورة خضوعه لمقاييس ومواصفات محددة، فإن المتتبع لعروضه في البراريك يفاجأ بتنوع الصور وتحورها.


علم المملكة الليبية (١٩٥١-١٩٦٩) من موقع (أعلام العالم)

الصورة أعلاه هي أقرب نموذج لعلم المملكة الليبية حسب تعريفه الدستوري وما تبعه من تدقيقات رسمية (لم تصل إلى تعديلات دستورية.)

من الدستور الليبي، الفصل الأول، مادة ٧.

يكون العلم الوطني على الشكل والأبعد الآتية :

طوله ضعفا عرضه ويقسم على ثلاثة ألوان متوازية أعلاها الأحمر فالأسود فالأخضر . على أن تكون مساحة اللون الأسود تساوي مجموع مساحة اللونين الآخرين وأن يحتوي في وسطه على هلال أبيض بين طرفيه كوكب أبيض خماسي الأشعة
من موقع الإتحاد الدستوري الليبي
لم يحدد الدستور تفاصيل الهلال والنجمة من حيث الأبعاد والتراصف والوجهة. للمزيد من المعلومات حول تاريخ أعلام ليبيا، قبل حتى أن تسمى ليبيا، ننصحكم بزيارة موقع (أعلام العالم) الذي يعرض تاريخ أعلام ليبيا منذ العهد العثماني، بما فيها أعلام الدولة القرمانلية التي يجهلها ويتجاهلها معظم الليبيين المعاصرين، لاسيما المغرمين بخرافة (ليبيا الحديثة) وأسطورة توحيد ليبيا على يد إدريس السنوسي، إلخ. يقدم الموقع (وثيقة حكومية غير مؤرخة) صادرة عن وزارة الإعلام والإرشاد (؟) يأتي فيها ذكر المزيد من تفاصيل ومحددات الهلال والنجمة، من بينها مثلا أن أحد أشعة النجمة يؤشر إلى مركز الهلال، إلخ.


على يسار القارئ تنفرد صورة علم المملكة من موقع الإتحاد الدستوري، وفيها أخطاء في تناسب الأبعاد وفي ميول النجمة وعرض الهلال،... وإذا كان هذا أداء منظمة مكرسة تماما لفكرة الإلتزام بالدستور الليبي، فماذا نتوقع من البزقليف؟ طبعا هذا جانب آخر من ثنائية التقديس والتدنيس الليبية.
شعار المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية

شعار ليبيا لمستقبل

لاحظ التعديلات التي طرأت على شكل العلم في شعاري المؤتمر و (ليبيا المستقبل) السابقين؛ تحديدا، لاحظ تقارب مساحات الأشرطة الثلاث. هذه التعديلات ليست محض الصدف بل إنعكاسات رغبة دكنونية في تعديل التاريخ وجعله مستساغا بالذوق السياسي المعاصر. من المعلوم أن العلم والمملكة بحذافيرها تأسست على علم وإمارة برقة السنوسية الأسود بهلاله ونجمته (تستور)، ومن المعلوم أيضا أن هناك قوى خارجية ساهمت بشكل كبير في تأسيس المملكة وكان لها أثر ملحوظ على شكل نظام الدولة، كما كانت لها مصالح في شمولية السلطات التي منحها (الدستور) لحليفها الملك إدريس. وبما أن الأشرطة الثلاث ترمز للولايات الثلاث، فقد قضت (الشرعية الدستورية) أن يكون نصيب برقة في شعار الدولة يعادل ضعف نصيب طرابلس أو فزان، وهي قسمة غير عادلة، مثلها مثل تقسيم عضوية مجلس النواب ومجلس الشيوخ بالتساوي على الولايات الثلاث، في حين أن عدد سكان ولاية طرابلس كان (ولا زال) يفوق ضعف عدد سكان برقة وفزان مجتمعين! وهذا الخلل الهيكلي والوليد المشوه يسوقه الكثيرون تحت عنوان (ليبيا الحديثة). ولكن على مستوى آخر--دكنوني--نجد من بينهم من يحاول تنقية ذلك المفهوم بدون أن يفصح عن شوائبه.

في فندق حامورابي هناك قسم مخصص لتاريخ العلم الليبي، ولكنه يبدأ بعلم ١٩٥١. لماذا؟ لأن السيد إبراهيم إغنيوة ينتمي للجيل الذي فطم على مصاصة (ليبيا الحديثة)، ويؤكد ذلك كل عام بعرضه صورة عمر المختار--بمفرده طبعا-- في مناسبة عيد الإستقلال. المهم هنا أن جيل السيد إغنيوة يعتقدون أن الكيان الجغرافي-سياسي المسمى اليوم ليبيا لم يكن له تاريخ ولا إستقلالية ولا سيادة ولا سفارات ولا أعلام، ولم يتوحد تحت أي علم قبل علم المملكة. ولكن إذا حسبنا الأعوام، نجد أن عمر المملكة يساوي حوالي عشر عمر الدولة القرمانلية على سبيل المثال. نحن لا نعاتب السيد إغنيوة لأنه يمثل بصدق الثقافة التي ترعرعنا جميعا في رحابها. ولكننا لا نقبل تسمية أي شيء (تاريخ العلم الليبي) إلا إذا تضمن على الأقل إشارة إلى ماسبق خرافة (ليبيا الحديثة).

الخلاصة من النماذج المعروضة أعلاه أن الفنون البراريكية تحمل في ثناياها بعض المؤشرات إلى قضايا مهمة، ولكنها مؤشرات تحت السطح. ومن جانب آخر، نوعية الأعمال الفنية تعكس ضحالة إلتزام معديها وإكتفائهم بالمواصفات القشرية، بغض الطرف عن التفاصيل الجوهرية المهمة. من أهم أسباب تدني فنون البراريك أن القائمين عليها لا يملكون موهبة الفن. باهي، مش مشكلة، لا نشترط أنهم قادرون على سد الحاجة الفنية، ولكن هل يعلمون هم ذلك، وهل يعملون على سد الثغرات، أم أننا بحاجة إلى تكرار مقولة بو درنة؟

وماذا عن فنون الإصلاحجية الذين يظهرون ميولا تنمويا، ولكن بيش بتنفخ النار يا لشلم؟ إليكم بعض روائع منتدى (ملتبس)، المتخصص--إفتراضا--في حشد و تنظيم وتنمية القدرات وإستغلال الموارد البشرية، ولنبدأ بشعار المنظمة


تو بالله هذا شعار منظمة تنمية وإلا طابع لحم؟

على الأقل الجماعة إختاروا اللون الأحمر، المخصص (حسب علمي) لطبع اللحم الوطني!

وإليكم شعار موقع (ملتبس)، الذي يمثل شاطيء الأمان في أفق رحلة الإصلاح، رغم أننا نواجه صعوبة في تحديد جغرافية هذا الشاطيء، هل هي جزيرة إستوائية تحفها أشجار (لوز القرد)، أم أنه شاطيء نخيل قرب زليتن؟ وبعد التدقيق في الصورة أصابنا الحول. لقد سبق أن رأينا أشجار زيتون في تونس لها جذوع خشنة (مكعبرة) يسمونه الزيتون (المفرعن)، أما النخل أبو راسين فهذا خبر جديد لم نراه ولم نسمع به من قبل حتى في الأدلة السياحية للجنة!


من بحر التيه إلى شاطيء الأمان في جنة الإصلاحجية
وإذا النخيل إنشطرت... رؤوس يومئذ حكّت وعيون بحلقت... إضغط على الصورة للتكبير

ويذكرنا النخيل المنشطر عند (ملتبس) بطرفة كنا نتندر بها أيام الصغر، تدور أحداثها حول مؤتمر علمي خطير عقد في ليبيا وبمشاركة أرقى العلماء من جميع أنحاء العالم. وكان هناك صحافي (أو مقيد أحوال) يريد التسلل إلا قاعات المؤتمر فذهب يتقصى الأمور عند بوابة المبنى، ولكنه ذهل عندما وجد أن البواب المكلف كان أعمى! فسأله الصحافي، كيف تستطيع أن تتأكد من هوية المشاركين وأنت لاتفهم لغاتهم ولاتستطيع حتى أن ترى وجوههم؟ فقال البواب،"بسيطة جدا. العلماء جميعا يصابون بالصلع من كثرة التفكير، ولذلك ما علي إلا أن أتلمس رؤوسهم فإن كانت ملساء سمحت لهم بالدخول." بعد فترة قصيرة عاد الصحافي إلى البوابة ولكن هذه المرة لم يتكلم وإنما خلع سراويله ومد كعكوصه للبواب الذي تلمسه وأعلن متعجبا،"تئ تئ، فيه اللي من العلم نين روسهم إنشقوا!" وهذا ماحصل لنخيل جماعة (ملتبس)، إنقسمت رؤوسه من وفرة الري في جنة الإصلاح التي تجري من تحتها الرياح! هذه منظمة تتسمى بالتنموية ولاتستطيع في غضون سنوات أن تحشد من القدرات البشرية مايكفي لتصميم شعار معقول. شكشكي!

ننتقل إلى الجانب الإجتماعي، أينما نجد ظاهرة مهمة أردنا في البداية أن نعرض منها بعض النماذج، ولكننا عدلنا عن ذلك لأننا نتعامل مع القوم الغاضبين؛ ورغم إلتزامنا بمبدأ رفع الحصانة، سنكتفي هنا بوصف الظاهرة بدون أي نماذج صورية. تعود جذور هذه الملاحظة إلى كتاب بعنوان (أبناء الله)، كتبته السيدة آغنيس نيوتن كيث (أمريكية) عاشت في ليبيا برفقة زوجها (الإنجليزي) المتخصص في علم الغابات (صدق أو لا تصدق) والمنتدب آنذاك من الأمم المتحدة لفرز وتصنيف أنواع الأشجار في ليبيا، وكان ذلك في الفترة بين أواخر الخمسينات و بداية الستينات. الكتاب ممتاز بشكل عام ويستحق القراءة لأنه يحمل عدة ملاحظات أصلية على الثقافة الليبية في ذلك العصر. تحدثت الكاتبة من خلال سردها لأحداث الأعراس والمآتم و في الأسواق، وعلاقاتها مع الليبيين وبين بعضهم البعض. ولكن من أروع ما كتبت كانت ملاحظاتها عن الشخصية الليبية في ذلك العصر. كتبت مثلا عن ولع الليبيين بغسل أرجلهم قبل النوم، حتى في وسط الصحراء، عند توفر الماء...، ولكن الملاحظة التي علقت بذاكرتي أكثر من غيرها كانت حول النساء الليبيات، وقالت فيها أن النساء الليبيات ينتقلن من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشيخوخة مباشرة، ولايعبرن بما يعرف في باقي العالم بمرحلة (متوسط العمر). ويالها من ملاحظة ثاقبة! بعد الإطلاع على العديد من صور المناسبات الإجتماعية في براريك الغضب، إتضح لنا أن المشكلة التي أشارت لها الكاتبة في الستينات قد تفاقمت بين الليبيات في الخارج، خاصة في بريطانيا، فبدل أن تسترد المرأة الليبية متوسط عمرها، فقدت المزيد، وهي الأن تمر من مرحلة الطفولة إلى التلاشي مباشرة. هل هي مؤامرة تحيكها بريطانيا ضد الليبيات؟ ماهي المشكلة؟ نحن نعلم أن الليبيين في ليبيا (رجالا ونساء) يتعرضون للأشعة الفوق بنفسجية وهي السبب في ترهل بشرتنا وتعكرش وجوهنا وكثرة حالات (الماء الأزرق والأبيض) في عيوننا. ولكن ما هي مشكلة النساء في الخارج، وفي بريطانيا بالذات التي تندر فيها الأيام المشمسة أصلا؟ والذي زاد من حيرتنا أن الليبيون لم يتوقفوا عن التكاثر في بريطانيا، فمن أين يأتي الأطفال، إذا كانت النساء تتلاشى قبل عمر الأمومة؟ ظاهرة عجيبة حقا! بعد بحث جهيد، وإتصالات مع خبراء عالميين (بجماجمهم المنشطرة) وصلنا إلى تفسير لهذه الظاهرة الغريبة. الليبيات في الخارج لايعكسن الضوء! نعم، هن حاضرات في جميع المناسبات المصورة في براريك الغضب، ولكن عندما يلتقط أحد صورة لا تظهر فيها المرأة البالغة لأنها لاتعكس الضوء، يعني مثل الثقوب السوداء في الكون. ولو دققت النظر في بعض صور البراريك، يمكنك أن تستنتج منها نفس النتيجة. أنظر مثلا لهذه الصورة من حفلة ليبية في مانشيستر بمناسبة عيد اللحم. في القسم الخلفي للحجرة، أينما تبدو الكراسي غير مشغولة، في الحقيقة هناك العديد من السيدات ولكن لا يمكن تصويرهن! وأنظر كذلك إلى هذه الصورة، ولاشك أنك ستلاحظ الثغرة على يمينك. في الحقيقة هناك سيدة واقفة مع الفتيات ولكنها لا تظهر في الصورة بعد أن فقدت خاصية عكس الأضواء.

وإليكم مثال من الفنون الصاخبة الصارخة، فغطوا آذانكم وعيونكم!


هذا مثال لعمل فني يفقد الرزن، عمل غير ناضج عاطفيا، وإبتدائي تقنيا.


وأخيرا، نصل إلى شعار نستطيع أن نجزم بإنتماءه للمدرسة الفالوسية، المسماة إشتقاقا من (الفالوس) وهو الإسم الإغريقي للذكر ورمز الخصب، والفالوسية كمذهب ديني\فني تواجدت في العديد من الحضارات في العالم، وقد يكون لها أثر غير مقصود على الكثير من الأعمال الفنية في جميع الثقافات التي يسيطر فيها الرجال. من ليبيا إليكم شعار (جمعية الشباب الليبيين)


هل يراودك أي شك أن مصمم هذا الشعار شاب وليس شابة؟ كيخ كيخ كيخ! ياللخلاعة! ياللفجاعة! يا شفاعة يارسول الله! قر قر قر!

التسميات: , , ,

2006-01-21

منتدى ليبيا... (ملتبس)... (شل) والعائلة الحاكمة

السادة رئيس وأعضاء مجلس إدارة منتدى ليبيا للتنمية البشرية والسياسية (ملتبس).

نحمل لكم سؤالا لا شك أنه يراود أذهان المراقبين للساحة الليبية، تحديدا، حول مواقفكم المعلنة عبر تصريحات رئيس مجلس الإدارة من جانب وتصريحات موقع شفافية-ليبيا أو (شل) من الجانب الآخر.

عقب إنعقاد (المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية) حرر السيد رئيس مجلس إدارة المنتدى مقالة تدعو لعقد (مؤتمر وطني للإصلاح)، صرح فيها أن (ملتبس) مستعد للتعاون مع مؤسسة القذافي في مشاريع عمل مشتركة.

والآن، بعد إنطلاق موقع (شل) الجديد، لاحظنا أن المنتدى يخصص فيه قسما بارزا بإسم (فساد العائلة الحاكمة)، ويتهم فيه عائلة القذافي صراحة بفساد الذمة وفجور الخلق.

السؤال: هل تغير شيء في وجهة نظركم حول فساد (مؤسسة العائلة الحاكمة العالمية) التي يقودها سيف القذافي ويدعوها رئيسكم للشراكة؟

--ضمير مستتر
ديوان رفع الحصانة
http://mindamir.blogspot.com/


التسميات:

2006-01-20

ولع‮ ‬التعازي‮:‬‮ ‬تقديس‮ ‬أم‮ ‬تدنيس؟

وفيات‭:‬

البيئة‭ ‬الليبية‭ ‬يصفها‭ ‬بعض‭ ‬الأجانب‮ (‬دبلوماسيا‮)‬‭ ‬بأنها‭ ‬شديدة‭ ‬التباين٫‭ ‬ونحن‭ ‬نقول‭ ‬أنها‭ ‬بيئة‮ ‬تتعايش‭ ‬فيها‭ ‬النقائض‭ ‬وتتجانس‭ ‬بشكل‭ ‬غريب،‭ ‬مغشاة‭ ‬ومغمومة،‭ ‬فلا‭ ‬تباين‭ ‬يذكر،‭ ‬وإنما‭ ‬خلط‭ ‬وقلب‭ ‬للمفاهيم‭ ‬إلى‮ ‬درجة‭ ‬التلابس‭ ‬بين‭ ‬التدنيس‭ ‬والتقديس٫‭ ‬فبينما‭ ‬تحث‭ ‬بعض‮ ‬الثقافات‭ ‬أفرادها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإتزان‭ ‬بين‭ ‬تحصين‮ ‬المقدسات‭ ‬من‭ ‬التداول‭ ‬والإستهلاك‭ ‬وبين‭ ‬جعلها‭ ‬ملموسة‭ ‬حاضرة‮ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬ثقافتنا‭ ‬تذهب‭ ‬في‭ ‬الإتجاه‮ ‬المعاكس‭ ‬صوب‭ ‬تسليع‭ ‬المقدسات‭ ‬وتسويقها‭ ‬وهو‭ ‬ما‮ ‬يؤدي‭ ‬حتما‮ ‬إلى‭ ‬إستهلاكها‭ ‬وتدنيسها٫‭ ‬الأرباب‭ ‬والرسل‭ ‬والأبطال‮ ‬جميعا‭ ‬بمثابة‭ ‬‮(‬ماركات‭ ‬غير‭ ‬مسجلة‮)‬‭ ‬شائعة‭ ‬الإستعمال‭ ‬مجانا،‮ ‬صالحة‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬جاهزة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬حشرها‭ ‬في‮ ‬أي‭ ‬سياق،‭ ‬ولذلك‭ ‬ترى‭ ‬العقل‭ ‬الليبي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬مفهوم‭ ‬إعادة‮ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مقدساته‭ ‬ولايرى‭ ‬داع‭ ‬لتغييرها‭ ‬أو‭ ‬تطويرها٫

سبق‮ ‬أن‭ ‬أشرنا‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬ولع‭ ‬الليبيين‭ ‬بتقديم‭ ‬التعازي‭ ‬مرارا‮ ‬وتكرارا‭ ‬في‭ ‬براريك‭ ‬الغضب،‭ ‬فما‮ ‬هو‮ ‬أصل‭ ‬هذه‮ ‬العادة‮ ‬الغريبة؟‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬الأصل‭ ‬قد‭ ‬يكمن‮ ‬في‭ ‬طغيان‭ ‬الحسابية‭ ‬على‭ ‬العقلية‭ ‬الليبية،‭ ‬وما‭ ‬هذا‭ ‬التكرار‮ ‬إلا‭ ‬وجه‭ ‬آخر‭ ‬للتسبيح‭ ‬وتكرار‭ ‬الدعاء‮ ‬في‮ ‬المنتديات‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬قص‮-‬لصق،‭ ‬وحسابيات‭ ‬الحسنات‮ ‬والسيئات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الممارسات‮ ‬والعادات‭ ‬الوثنية‮ ‬الهادفة‮ ‬إلى‮ ‬ربط‮ ‬العالم‮ ‬المادي‮ ‬التجريبي‮ ‬بالعالم‮ ‬الروحاني‮ ‬الوجداني‮. ‬ألا‭ ‬تسد‭ ‬أولى‮ ‬التعازي‭ ‬لإعلام‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يعلم؟‭ ‬وماذا‭ ‬تضيف‭ ‬الثانية‮ ‬والثالثة‭ ‬إذا‭ ‬تواجدت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ ‬مع‭ ‬الأولى؟المفاد‭ ‬الوحيد‭ ‬للتعزية‭ ‬المكررة‭ ‬هو‭ ‬تسجيل‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‮ ‬لصالح‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬ولاتفيد‭ ‬متلقيها‭ ‬بأى‭ ‬شكل‭ ‬منالأشكال٫‭ ‬يا‭ ‬ناس،‭ ‬قلنا‭ ‬ونعيد،‭ ‬إذا‭ ‬سبقك‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬ونشرتعزية‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الخبر‭ ‬قد‭ ‬ذاع،‭ ‬وإذا‭ ‬يهمك‭ ‬أن‮ ‬تواسي‭ ‬صديقك‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬معنوياته‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬منك‭ ‬أن‮ ‬تؤدي‭ ‬الواجب‭ ‬بأقصى‭ ‬حد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الشخصنة٫‭ ‬أرفع‭ ‬التلفون‮ ‬وخاطب‭ ‬صديقك‭ ‬مباشرة،‭ ‬أو‭ ‬أرسل‭ ‬رسالة‭ ‬وحملها‭ ‬بكلماتك‮ ‬الخاصة‭ ‬ولا‮ ‬حاجة‭ ‬لإستعراض‭ ‬المجاملات‮ ‬المعلبة٫‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للمجاملات‭ ‬مجال،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬توقفت‮ ‬تعزيتك‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬السطور‭ ‬التقليدية‭ ‬بصبرها‭ ‬وسلوانها،‭ ‬فما‮ ‬الداعي‭ ‬لعرضها‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هب‭ ‬ودب؟‭ ‬يزينا‭ ‬من‭ ‬هذه‮ ‬الموازين‭ ‬المقلوبة‭ ‬يا‭ ‬أولي‭ ‬الألقاب‭! ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬أن‮ ‬لاضرر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجاملات‭ ‬السطحية،‭ ‬ولكننا‭ ‬نقول‭ ‬أن‮ ‬نتائجها‭ ‬غير‭ ‬موجبة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬مجالها‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬فما‮ ‬دون،‭ ‬وإحتمال‮ ‬الضرر‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬قدر‭ ‬اللا‭ ‬مبالاة‭ ‬التي‮ ‬ترافق‭ ‬صدورها،‭ ‬

فلننظر‭ ‬مثلا‭ ‬إلى‭ ‬تعازي‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم،‮ ‬بعد‮ ‬ملاحظة‮ ‬تمليها‮ ‬الظروف‮. ‬سنتحدث‮ ‬أدناه‮ ‬عن‮ ‬أخبار‮ ‬وفيات،‮ ‬وهي‮ ‬أحداث‮ ‬حقيقية،‮ ‬لها‮ ‬وقع‮ ‬إنساني‮ ‬شديد،‮ ‬وليست‮ ‬بذاتها‮ ‬محل‮ ‬شك‮ ‬أو‮ ‬نقد‮ ‬أو‮ ‬تقليل‮. ‬ولكننا‮ ‬لانتعامل‮ ‬هنا‮ ‬مع‮ ‬الحدث،‮ ‬بل‮ ‬نعرض‮ ‬قراءة‮ ‬لنماذج‮ ‬من‮ ‬أساليب‮ ‬وخلقيات‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬الأحداث‮ ‬الجسام،‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬يضعنا‮ ‬أمام‮ ‬جانب‮ ‬من‮ ‬جوانب‮ ‬ثنائية‮ ‬التقديس‮ ‬والتدنيس‮. ‬

هناك‮ ‬تعزية‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬حامورابي‭ ‬للسيد‭ ‬محمد‭ ‬ربيع‭ ‬عاشور‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بعض‮ ‬أصدقائه،‭ ‬وقد‭ ‬نشرت‮ ‬التعزية‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬براكة‭ ‬‮(‬ليبيا‭ ‬المستقبل‮) ‬برفقة‭ ‬تعزية‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬المدير‭ ‬حسن‭ ‬الأمين٫‭ ‬ولكن‭ ‬تعزية‮ ‬الأصدقاء‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬والد‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬توفى،‭ ‬وتعزية‭ ‬السيد‮ ‬المدير‮--‬المكررة‭ ‬بلامبالاة‮--‬‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬والدته‭ ‬توفت،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‮ ‬فهي‭ ‬تكاد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مطابقة‭ ‬لرفيقتها٫

في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬نشرت‮ (‬ليبيا‭ ‬المستقبل‮)‬‭ ‬تعازي‭ ‬موجهة‭ ‬للسيد‭ ‬السنوسي‭ ‬كويدير‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مثلا‭ ‬واحدة‮ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬ثم‭ ‬تلتها‭ ‬تعزية‭ ‬من‭ ‬طرف‮ ‬‭ ‬السيد‭ ‬علي‭ ‬زيو٫‭ ‬ولكن،‭ ‬في‭ ‬الأولى‭ ‬توفت‭ ‬شقيقة‮ ‬المعزى،‭ ‬وفي‭ ‬الثانية‭ ‬من ‮ ‬يع‬‬‬‬‬‬‬ني؟‮ ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬هذا‮ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الإعلام‭ ‬وهل‭ ‬يحقق‭ ‬فائدته‭ ‬الممكنة؟‭ ‬نحن‭ ‬الآن‭ ‬بحاجة‮ ‬لتصحيح‭ ‬اللبس‭ ‬وتوضيح‭ ‬من‭ ‬توفى،‭ ‬الوالد‭ ‬أم‭ ‬الوالدة‭ ‬أم‮ ‬الشقيقة٫‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬لاحظنا‭ ‬أن‭ ‬السيد‭ ‬الأمين‭ ‬خص‮ ‬إحدى‮ ‬التعازي‭ ‬التي‮ ‬نشرها‮ ‬بالتثنية‮ ‬ولكنه‭ ‬صمت‭ ‬تجاه‮ ‬الأخرى،‭ ‬فما‮ ‬يعني‮ ‬ذلك؟‮ ‬‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مفاد‮ ‬لتعزية‮ ‬وإنتقائية‭ ‬السيد‭ ‬الأمين‭ ‬سوى‭ ‬إشهار‭ ‬إرتباطاته‮ ‬الشخصية،‭ ‬وهل‭ ‬يؤهلها‭ ‬ذلك‭ ‬للنشر؟‭ ‬ياناس‭ ‬سادنا‭ ‬من‭ ‬دراه‮ ‬الكبد،‭ ‬وتعاملوا‭ ‬مع‭ ‬عقولنا،‭ ‬أرجوكم‭! ‬‮ ‬كيف‮ ‬يكون‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬المقدسات‮: ‬بسيطة،‮ ‬إختر‮ ‬نموذجا‮ ‬معدا‮ ‬للمناسبة،‮ ‬ثم‮ ‬أضف‮ ‬بعض‮ ‬المعلومات‮ ‬الخاصة،‮ ‬ويمكن‮ ‬لك‮ ‬أن‮ ‬تخرف‭ ‬أي‭ ‬كلام،‮ ‬بدون‮ ‬عناية،‮ ‬بدون‮ ‬حرص،‮ ‬بدون‮ ‬تركيز،‮ ‬بدون‮ ‬خشوع‮. ‬إذا،‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬التدنيس؟

وإليكم‭ ‬آخر‭ ‬حلقة‮ ‬في‮ ‬سلسة‮ ‬تعازي‮ ‬السيد‭ ‬صلاح‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬نقتطين‮ ‬بوضوح‮:‬‭ ‬أولا،‮ ‬الكاتب‭ ‬لايميز‭ ‬بين‭ ‬جلطة‭ ‬‮(‬أو‮ ‬إنسداد‮) ‬وبين‭ ‬إنفجار‭ ‬في‭ ‬عرق‭ ‬من‭ ‬عروق‭ ‬الدماغ٫‭ ‬ثانيا،‭ ‬تبين‮ ‬المقالة‭ ‬إنتهازية‭ ‬الكاتب‭ ‬وإستغلاله‭ ‬رواج‭ ‬سوق‭ ‬التعازي‭ ‬لتمرير‮ ‬بضائعه‭ ‬العاطفية‭ ‬حول‭ ‬علاقة‭ ‬سببية‭ ‬بين‭ ‬حالة‭ ‬معينة‭ ‬من‮ ‬جلطة‭ ‬الدماغ‭ ‬وبين‭ ‬ممارسات‭ ‬عصابة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬بشكل‮ ‬عام،‭ ‬بل‭ ‬تصل‭ ‬به‭ ‬قلة‭ ‬الذوق‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬حرفيا‭ ‬أن‭ ‬غليان‭ ‬دم‭ ‬المتوفي‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أدى‮ ‬إلى‭ ‬إنفجار‭ ‬في‭ ‬دماغه‭! ‬ماذا‭ ‬نقول؟‭ ‬لايسعنا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نكرر‭ ‬مقولة‮ ‬بو‭ ‬درنّة‭ ‬‮(‬خنفس‭ ‬الروث‮)‬‭ ‬حين‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬‮(‬صباب‮)‬‭ ‬صعب‭ ‬عليه‮ ‬أن‭ ‬يكوره‭ ‬فاستنكر‭ ‬قائلا‭: "‬اللي‭ ‬مايعرفش‭ ‬يخرا،‭ ‬ليش‭ ‬يخرا؟‭" ‬

ولكن‮ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬النكد‭ ‬سجله‭ ‬الكاتب‭ ‬المسمى‭ ‬بن‮ ‬جواد‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬حامورابي،‭ ‬وقد‭ ‬يرى‭ ‬بن‭ ‬جواد‭ ‬أن‭ ‬المستهلك‮ ‬الليبي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬الكآبة‮ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬البراريك‭ ‬فخصص‭ ‬جهوده‮ ‬لسد‭ ‬هذه‭ ‬الثغرة‭ ‬بإستيراد‭ ‬البضائع‭ ‬من‭ ‬جريدة‭ ‬أخبار‮ ‬بنغازي٫‮ ‬‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬ينقلها‭ ‬بن‭ ‬جواد‭ ‬لم‭ ‬تبلغ‭ ‬من‮ ‬العمر‭ ‬سوى‭ ‬بضع‭ ‬ساعات‭ ‬وبعضها‭ ‬دقائق٫‭ ‬الحقيقة،‭ ‬لاندري‭ ‬إذا‮ ‬كان‭ ‬إسم‭ ‬الكاتب‭ ‬مشتق‭ ‬من‭ ‬الجود،‭ ‬أو‭ ‬إسم‭ ‬قرية‭ ‬بن‮ ‬جواد،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬مستوردا‭ ‬من‭ ‬مصر٫٫٫‭ ‬ولكن‭ ‬ياسلام‮ ‬على‭ ‬الكرم‭ ‬المصائبي‭ ‬وخلاص‭! ‬

ولادات‭:‬

إضافات‭ ‬اليوم‭ ‬لقائمة‭ ‬‮(‬المنظمة‭ ‬دو‭ ‬جور‮)‬‭ ‬

ولدت‮ ‬حركة‭ ‬‮(‬العصيان‭ ‬المدني‮)‬‭ ‬وأعلنت‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬الأول،‭ ‬الذي‮ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬صدوره‭ ‬‮(‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬وبنغازي‮)‬‭ ‬تناغما‭ ‬مع‭ ‬الزوجية‮ ‬المزورة‭ ‬منذ‭ ‬تصف‭ ‬قرن‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮(‬ليبيا‭ ‬الحديثة‮)‬،‭ ‬وختمت‮ ‬المنظمة‭ ‬بيانها‭ ‬بأسلوب‭ ‬إبداعي‭ ‬خارق‭ ‬حين‭ ‬هتفت‭ ‬‮(‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر‮). ‬ياسلام،‭ ‬نحن‭ ‬نحب‭ ‬الجديد‭! ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الوليدة‭ ‬تذكرنا‭ ‬بحركةخلاص‭ ‬التي‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬بارئها‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‮ ‬بيانات‭ ‬منفعلة‮ ‬مفتعلة٫
‭ ‬
أضف‮ ‬كذلك‭ ‬‮(‬جمعية‭ ‬عمر‭ ‬المختار‭ ‬لأصحاب‭ ‬الثروة‭ ‬المحرومين‮ ‬منها‭-‬الجبل‭ ‬الأخضر‮)‬‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬علينا‭ ‬بما‭ ‬تسميه‭ ‬‮(‬دعوى‮ ‬قضائية‭ ‬ضد‭ ‬الفاسدين‭ ‬والمفسدين‮) ‬وليس‭ ‬بها‭ ‬حقائق‭ ‬مثبتة‭ ‬سوى‭ ‬أسماء‮ ‬بعض‭ ‬عملاء‭ ‬العصابة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬ليبيا٫‭ ‬ولكن،‭ ‬للإنصاف،‭ ‬مستوى‭ ‬هذه‭ ‬الدعوى‮ ‬اللغوي‭ ‬والمنطقي‭ ‬لايبعد‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬البراريك‭ ‬مؤخرا‭ ‬تحت‮ ‬إسم‭ ‬‮(‬دعوى‭ ‬حسبية‮)‬‭ ‬ضد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والتي‭ ‬عرفت‭ ‬لنا‭ ‬كلمة‭ ‬حسبية‭ ‬في‭ ‬ثناياها‮ ‬بدقة‮ ‬قانونية‮ ‬متناهية‭ ‬بأنها‭ ‬تعني‭ ‬‮(‬لوجه‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‮).‬‭ ‬ياسلام‭ ‬على‭ ‬المنطق‮ ‬المجرد‭ ‬المقطر‭! ‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه،‮ ‬وأنى‮ ‬للمنطق‮ ‬أن‮ ‬ينبت‮ ‬ويثمر‮ ‬القانون‮ ‬في‮ ‬بيئة‮ ‬تبدو‮ ‬وكأنها‮ ‬غابة‮ ‬للعدالة‮ ‬وصحراء‮ ‬للحقوق؟

التسميات:

2006-01-15

سد‮ ‬الذرائع‮ ‬ورد‮ ‬البضائع

رسالة‮ ‬إلى‮ ‬‮(‬أخبار‮ ‬ليبيا‮)‬‮ ‬و‮ ‬‮(‬ليبيا‮ ‬اليوم‮)‬‮ ‬و‮ ‬‮(‬ليبيا‮ ‬المستقبل‮)‬‮ ‬و‮ ‬‮(‬المنارة‮ ‬للإعلام‮)‬

السادة‮\‬السيدات‮ ‬رؤساء‮ ‬وأعضاء‮ ‬هيئات‮ ‬تحرير‮ ‬‮ ‬براريك‮ ‬الغضب‮:‬

لاحظنا ‮‬إهتمامكم ‮‬بالقصة ‮‬التي ‮‬نشرتها‮ ‬صحيفة‮ ‬‮(‬معاريف‮)‬‮ ‬حول ‮‬غراميات ‮‬الممثلة ‮‬الإسرائيلية ‮‬أورلي‮ ‬واينرمان‮ ‬مع‮ ‬سيف‮‬ القذافي،‮ ‬والتي‮‬ نشرتوها ‮‬بدون ‮‬تعليقات‮ ‬أو‮ ‬تأكيدات‮ ‬حتى‮ ‬من ‮‬باب‮‬‮ (‬فتبينوا‮)‬‮. ‬‮‬لكن،‮ ‬لاشك ‮‬أنكم‮ ‬أدرى‮ ‬‮ ‬بموازين ‮‬قرائكم ‮‬وتقييمهم ‮‬للمعلومات‮.‬‮ ‬إستكمالا‮‬‮‮ ‬للفائدة،‮ ‬وتجنبا‮‬‮ ‬لتهمة‮‬ السلبية، ‮‬نقدم‮ ‬لكم‮ ‬الرابط‮‬ أدناه‮ ‬لمجموعة‮ ‬من ‮‬صور‮ ‬الممثلة‮‬،‮ ‬عسى‮‬ أن‮ ‬يستحلب‮ ‬منها‮ ‬‮‬قرائكم‮ ‬مزيدا‮ ‬من ‮‬المنافع‮. ‬‮‬وشكرا‮.‬

‮-‬‮-‬ضمير‮ ‬مستتر
تقديره‮:‬‮ ‬‮ ‬ياودي‮.‬‮.‬‮.‬‮ ‬هئه‮!‬

التسميات: , , ,

2006-01-10

ما‮ ‬أصاب‮ ‬عمنا‮ ‬مخضرم؟

نشر‮ ‬الكاتب‮ (‬مخضرم‮) ‬ترجمة‮ ‬لتقرير‮ ‬قانوني‮ ‬صدر‮ ‬مؤخرا‮ ‬عن‮ ‬مجلة‮ (‬جون‮ ‬أفريك‮) ‬حول‮ ‬تعثر‮ ‬بعض‮ ‬التوابع‮ ‬القانونية‮ ‬لإعتراف‮ ‬الدولة‮ ‬ليبيا‮ ‬بمسؤولية‮ ‬تفجير‮ ‬الطائرة‮ ‬الفرنسية‮ ‬وقبولها‮ ‬إدانة‮ ‬محكمة‮ ‬فرنسية‮ ‬لستة‮ ‬مسؤولين ليبيين‮ ‬والحكم‮ ‬عليهم‮ ‬غيابيا‮ ‬بالسجن‮ ‬المؤبد‮. ‬وقد‮ ‬أضاف‮ ‬السيد‮ ‬مخضرم‮ ‬لترجمته‮ ‬تعليقا‮ ‬حول‮ ‬موضوعها،‮ ‬كما‮ ‬جرت‮ ‬العادة‮ ‬التي‮ ‬تميزه‮ ‬عن‮ ‬فريق‮ ‬الحمالين‮ ‬الذين‮ ‬يفترون‮ ‬علينا‮ ‬بين‮ ‬الحين‮ ‬والآخر‮ ‬تحت‮ ‬عنوان‮ (‬قرأت‮ ‬لك‮) ‬والأصدق‮ ‬أن‮ ‬يقولوا‮ (كركرت‮ ‬لك‮) ‬أو‮ ‬حتى‮ (‬إخترت‮ ‬لك‮). ‬وبين‮ ‬سطور‮ ‬التعليق‮ ‬وجدنا‮ ‬نافذة‮ ‬صغيرة‮ ‬على‮ ‬مشكلة‮ ‬ثقافية‮ ‬كبيرة،‮ ‬وهي‮ ‬مشكلة‮ ‬التمظهر‮ ‬بالألقاب‮ ‬كمؤشر‮ ‬للدونية‮ ‬ولإختلال‮ ‬معايير‮ ‬وقيم‮ الحقيقة ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬الليبي‮. ‬

بشكل‮ ‬عام،‮ ‬مشاركات‮ ‬السيد‮ ‬مخضرم‮ ‬في‮ ‬براريك‮ ‬الغضب،‮ ‬أو‮ ‬المواقع‮ ‬الوطنية‮ ‬كما‮ ‬يسميها،‮ ‬جديرة‮ ‬بالإحترام‮ ‬لعدة‮ ‬أسباب‮ ‬موضوعية،‮ ‬بغض‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬وقوعها‮ ‬داخل‮ ‬أو‮ ‬خارج‮ ‬دائرة‮ ‬الإتفاق‮. ‬أولا،‮ ‬الكتابات‮ ‬معدة‮ ‬بحرص‮ ‬على‮ ‬تماسكها‮ ‬فكريا‮ ‬ولغويا‮. ‬ثانيا،‮ ‬أنها‮ ‬كتابات‮ ‬لحيمة‮ ‬تكتسي‮ ‬فيها‮ ‬الحقائق‮ ‬بالأراء‮ ‬ولا‮ ‬تترطرط‮ ‬مادتها‮ ‬كالأجواف‮ ‬المتنفخة‮ ‬في‮ ‬قفة‮ ‬المصارين‮. ‬ثالثا،‮ ‬أن‮ ‬الكاتب‮ ‬يتناول‮ ‬مواضيع‮ ‬متنوعة‮ (‬أحداث،‮ ‬أعمال‮ ‬وحتى‮ ‬أقوال‮)‬،‮ ‬بأساليب‮ ‬مختلفة،‮ ‬ولكنه‮ ‬لايضرب‮ ‬تحت‮ ‬الحزام‮. ‬ومن‮ ‬الملاحظ‮ ‬عن‮ ‬الكاتب‮ ‬مخضرم‮ ‬عزوفه‮ ‬عن‮ ‬التفاعل‮ ‬مع‮ ‬باقي‮ ‬الكتاب‮ ‬في‮ ‬براريك‮ ‬الغضب،‮ ‬ولا‮ ‬ملامة،‮ ‬بإستثناء‮ ‬تفاعل‮ ‬وحيد‮ (‬على‮ ‬ما‮ ‬نذكر‮) ‬كان‮ ‬ردا‮ ‬على‮ ‬دعوة‮ ‬السيد‮ ‬الهادي‮ ‬شلوف‮ ‬لإنظمام‮ ‬ليبيا‮ ‬إلى‮ ‬الإتحاد‮ ‬الأوروبي‮. ‬أمام‮ ‬هذه‮ ‬الخلفية‮ ‬تلقينا‮ (‬بسرور‮) ‬الملاحظة‮ ‬التي‮ ‬أوردها‮ ‬الكاتب‮ ‬ضمن‮ ‬تعليقه‮ ‬على‮ ‬المقالة‮ ‬القانونية‮ ‬المترجمة،‮ ‬حيث‮ ‬قال‮:‬
ولقد‭ ‬وجدنا‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬ترجمتها‭ ‬لما‭ ‬شابها‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬الإجراءات‭ ‬والأساليب‭ ‬القانونيّة‭ ‬‮(‬وكان‭ ‬أجدر‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بهذه‭ ‬المهمّة‭ ‬أساطين‭ ‬القانون‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يملّون‭ ‬من‭ ‬تذييل‭ ‬كتاباتهم‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬بالألقاب‭ ‬الفخيمة‮!)

المصدر: جرجرة القذافي إلى محاكم 18 دولة!!

كان‮ ‬رد‮ ‬فعلنا‮ ‬الأولي‮: ‬كيخ‮ ‬كيخ‮ ‬كيخ‮! ‬ولو‮ ‬كان‮ ‬بيدي‮ ‬لاستبدلت‮ ‬كلمة‮ (‬الفخيمة‮) ‬بكلمة‮ (‬المفخمة‮) ‬أو‮ (‬المفخفخة‮) ‬أو‮ ‬حتى‮ (‬المفخخة‮). ‬طبعا،‮ ‬مقيدو‮ ‬أحوال‮ ‬الكامبو‮ ‬الليبي‮--‬من‮ ‬أمثالنا‮-- ‬يعلمون‮ ‬جيدا‮ ‬أن‮ ‬المعني‮ ‬بهذه‮ ‬النخسة‮ ‬هو‮--‬شد‮ ‬روحك‮--:‬

الأخ‮ ‬الأستاذ‮ ‬الدكتور‮ ‬المحامي،‮ ‬دكتوراه‭ ‬الدولة‮ ‬‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬‮(‬‭ ‬فرنسا‮)‬،‮ ‬دكتوراه ‮ Ph.D. في‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭ ‬والعلوم‭ ‬الجنائية‭ ‬‮(‬إيطاليا‮)‬،‮ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الأوروبية‭ ‬العربية‭ ‬للمحامين‭ ‬والقانونيين‭ ‬بباريس،‮ ‬محكم‭ ‬دولي،‮ ‬مؤسس‭ ‬ورئيس‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والديمقراطية‭ ‬الليبي‮. ‬آسف،‮ ‬قريب‮ ‬نسيت‮ ‬أن‮ ‬إسمه‮ ‬الهادي‮ ‬شلوف‮. ‬وإذا‮ ‬كانت‮ ‬مؤهلاته‮ ‬الأكاديمية‮ ‬من‮ ‬نفس‮ ‬نوعية‮ ‬مؤهلاته‮ ‬الحزبية،‮ ‬فقل‮ ‬عليها‮ ‬السلام‮! ‬الغريب‮ ‬في‮ ‬الأمر‮ ‬أن‮ ‬السيد‮ ‬شلوف‮ ‬ذكر‮ ‬في‮ ‬إحدى‮ ‬شطحاته‮ ‬أن‮ ‬حزبه‮--‬الفردي‮ ‬آنذاك‮-- ‬يتعامل‮ ‬بلقب‮ (‬السيد‮) ‬و‮(‬السيدة‮) ‬فقط‮ ‬ولا‮ ‬يتعامل‮ ‬بألقاب‮ ‬مثل‮ (‬الأخ‮) ‬و‮(‬الأخت‮) ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬المفردات‮ ‬الملونة‮. ‬ولكن‮ ‬سيادته‮ ‬لا‮ ‬يمتنع‮ ‬ عن‮ ‬عرض‮ ‬ألقابه‮ ‬المهنية‮ ‬ضمن‮ ‬مساعيه‮ ‬التي‮ ‬تدفعها‮ ‬طموحات‮ ‬سياسية‮ (‬أو‮ ‬ظهورية‮) ‬لا‮ ‬مهنية‮. ‬وقد‮ ‬لاحظنا‮ ‬مؤخرا‮ ‬أن‮ ‬عضوية‮ ‬حزب‮ ‬شلوف‮ ‬نمت‮ ‬فجأة‮ ‬فبلغت‮ ‬ثلاثة‮ ‬أضعاف‮ ‬ما‮ ‬كانت‮ ‬عليه،‮ ‬بعد‮ ‬إنضمام‮ ‬عضوين‮،‮ ‬أحدهما‮ ‬السيد‮ ‬جاب‮ ‬الله‮ ‬موسى‮ ‬حسن،‮ ‬المتخصص‮ ‬في‮ ‬‮ ‬منصب‮ ‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬مجلس‮ ‬الإدارة‮ ‬أينما‮ ‬حل‮، ‬إلا‮ ‬في‮ ‬جوقة ‮ (‬يانا‮ ‬علي‮ ‬يا‮ ‬بريقتي‮) ‬حيث‮ ‬يضطلع بمهمة‮ ‬الشاوش‮. ‬طبعا،‮ ‬السيد‮ ‬جاب‮ ‬الله‮ ‬يذيل‮ ‬مقالاته‮ ‬المتكررة‮ ‬كما‮ ‬يلي‮:‬

أستاذ‮ ‬مشارك‮ ‬بجامعة‮ ‬تكساس‮ ‬الجنوبية‮ --‬ولكننا‮ ‬لم‮ ‬نجد‮ ‬له‮ ‬ذكرا‮ ‬على‮ ‬موقع‮ ‬الجامعة.

‬أستاذ‮ محاضر‮ ‬بكلية‮ --Alvin والأصح‮ ‬أن‮ ‬يترجمها‮ (‬معهد‮) ‬لأنها‮ ‬تخرج‮ ‬طلبتها‮ ‬بعد‮ ‬عامين‮ ‬بشهادة‮ (‬مرافق‮) ‬ولاتمنح‮ ‬شهادة‮ ‬بكالوريوس‮. ‬على‮ ‬فكرة،‮ ‬‬إسم‮ Alvin هكذا‮ ‬حاف‮ ‬يذكرنا‮ ‬بشخصية‮ ‬شهيرة‮ ‬في‮ ‬عالم‮ ‬الرسوم‮ ‬المتحركة،‮ ‬وهو‮ ‬السنيجيب‮ ‬التحفون‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬المرفقة،

أستاذ‮ ‬محاضر‮ ‬بكلية‮ ‬مقاطعة‮ ‬هارس‮ ‬الشمالية‮-- ‬وربما الأصح‮ ‬ ‬شمال‮ ‬متصرفية‮ ‬هارس،‮ ‬لإن‮ ‬هارس‮ ‬إسم‮ ‮ ‬قطاع‮ ‬أكبر‮ ‬من‮ ‬مدينة‮ ‬وأصغر‮ ‬من‮ ‬ولاية،‮ ‬ولكن‮ المقاطعة ‬‮ ‬تعادل ‮ ‬الولاية،‮ ‬كما‮ ‬تستعمل‮ ‬مثلا‮ ‬في‮ ‬تفصيل‮ ‬كندا‮ ‬الجغرافي‮.‬

الخلاصة‮ ‬أن‮ ‬السيد‮ ‬جاب‮ ‬الله‮ ‬يعرض‮ ‬عناوين‮ ‬عمله‮ ‬في‮ ‬غير‮ ‬محلها،‮ ‬ورغم‮ ‬أنها‮ ‬معاهد‮ ‬وكليات‮ ‬غير‮ ‬رفيعة،‮ ‬فهي‮ ‬توهم‮ ‬الرعاع‮ ‬في‮ ‬ليبيا‮ ‬بأنه‮ ‬فلتة‮ ‬عصره‮ ‬الذي‮ ‬يعمل‮ ‬ليس‮ ‬في‮ ‬جامعة‮ ‬واحدة‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬في‮ ‬جامعات‮ ‬وكليات‮ ‬في‮ ‬شمال‮ ‬تكساس‮ ‬وجنوبها‮. ‬الحقيقة‮ ‬أن‮ ‬الإرتباط‮ ‬الأكاديمي‮ ‬يخضع‮ ‬لمبدأ‮ (‬لو‮ ‬كان‮ ‬يحرث‮ ‬ما‮ ‬باعوه‮)‬،‮ ‬ولذلك‮ ‬تعدد‮ ‬جهات‮ ‬العمل‮ ‬الأكاديمي‮ ‬لايعتبر‮ ‬مؤشرا‮ ‬للنجاح‮ ‬والتفوق‮ ‬بل‮ ‬مؤشرا‮ ‬لعدم‮ ‬قدرة‮ ‬العامل‮ ‬على‮ ‬نيل‮ ‬منصب‮ ‬كامل‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬منها‮. ‬للأسف‮ ‬أن‮ ‬السيد‮ ‬جاب‮ ‬الله‮ ‬يضيع‮ ‬بإستعراضيته‮ ‬فرصة‮ ‬إستثمار‮ ‬موقعه‮ ‬لتقديم‮ ‬العبر‮ ‬والدروس‮ ‬والقيم‮ ‬الإنسانية‮ ‬الحقيقية‮ ‬الناجمة‮ ‬عن‮ ‬خبرته‮. ‬العمل‮ ‬الشريف‮ ‬ليس‮ ‬عيبا‮ ‬أينما‮ ‬كان،‮ ‬ولكن‮ ‬التفاخر‮ ‬في‮ ‬غير‮ ‬محله‮ ‬هو‮ ‬المشكل‮. ‬سيرة‮ ‬السيد‮ ‬جاب‮ ‬الله‮ ‬تقول‮ ‬أنه‮ ‬ترك‮ ‬ليبيا‮ ‬في‮ ‬أواسط‮ ‬العمر‮ ‬وهاجر‮ ‬بصحبة‮ ‬عائلة ‬إلى‮ ‬مصر‮ ‬ثم‮ ‬إنتقل‮ ‬إلى‮ ‬مدينة‮ ‬هيوستن‮ ‬وكدح‮ ‬في‮ ‬أعمال‮ ‬جانبية‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬تمكن‮ ‬من‮ ‬العودة‮ ‬إلى‮ ‬مجال‮ ‬التعليم‮ ‬الجامعي‮. ‬رصيد‮ ‬السيد‮ ‬جاب‮ ‬الله‮ ‬لايكمن‮ ‬في‮ ‬محلات‮ ‬عمله‮ ‬الآن،‮ ‬بل‮ ‬العبرة‮ ‬‮ ‬في‮ ‬خبرته‮ ‬وصعوبة‮ ‬المسار‮ ‬الذي‮ ‬شقه،‮ ‬لأن‮ ‬‬قوة الإنسان‮ ‬‮ تقاس ‬بشدة‮ ‬الأزمات‮ ‬التي‮ ‬يتغلب‮ ‬عليها‮،‮ ‬والفضيلة‮ ‬ضعيفة‮ ‬مالم‮ ‬تمتحن،‮ ‬كما‮ ‬يقال‮. ‬السيد‮ ‬جاب‮ ‬الله‮ ‬يملك‮ ‬أن‮ ‬يقدم‮ ‬للشباب‮ ‬الليبيين‮ ‬مثالا‮ ‬للمثابرة‮ ‬نحو‮ ‬الحرية‮ ‬وتقرير‮ ‬المصير،‮ ‬ومثالا‮ ‬للنهوض‮ ‬بعد‮ ‬الإنتكاس،‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬القيم‮ ‬الإنسانية‮ ‬العظيمة‮ ‬التي‮ ‬يجهلها‮ ‬ويفتقرها‮ ‬شباب‮ ‬ليبيا‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮. ‬ولكن‮ ‬هيهات‮...‬

مشكلة‮ ‬الألقاب‮ ‬واحدة‮ ‬من‮ ‬أعراض‮ ‬مرض‮ ‬متجذر‮ ‬في‮ ‬ثقافة‮ ‬ليبيا‮ ‬وجيرانها،‮ ‬قد‮ ‬تعود‮ ‬أصوله‮ ‬إلى‮ ‬مئات‮ ‬أو‮ ‬آلاف‮ ‬السنين‮. ‬

في‮ ‬أيام‮ ‬الصبا‮ ‬كنت‮ ‬أظن‮ ‬أن‮ ‬المشكلة‮ ‬منحصرة‮ ‬في‮ ‬الخطاب‮ ‬العقائدي‮\‬الأيديولوجي،‮ ‬خطاب‮ ‬المتثورين‮ ‬والمتدينين‮. ‬بعد‮ ‬إنقلاب‮ ‬القذافي‮ ‬إتفق‮ ‬المعسكران‮ ‬على‮ ‬مصطلح‮ (‬الأخ‮) ‬ليحل‮ ‬محل‮ ‬مصطلح‮ (‬السيد‮)‬،‮ ‬لأن‮ ‬هولاء‮ ‬العكعك‮ ‬يعتقدون‮ ‬أن‮ ‬كلمة‮ (‬سيد‮) ‬تنم‮ ‬عن‮ ‬مفهوم‮ ‬طبقي‮ ‬يعتمد‮ ‬التمييز‮ ‬بين‮ ‬من هو سيد‮ ‬ومن هو عبد،‮ ‬ولا‮ ‬يفهمون‮ ‬أنها‮ ‬تعني‮ ‬سيد‮ ‬على‮ ‬إرادته‮ ‬وقراره،‮ ‬سيد‮ ‬على‮ ‬خصوصيته‮ ‬وحرمته،‮ ‬أي‮ ‬أن‮ ‬لقب‮ ‬سيد‮ ‬يساوي‮ ‬إنسان‮ حر. ‬

والآن‮ ‬نرى‮ ‬بوضوح‮ ‬أن‮ ‬النظام‮ ‬ومعارضته‮ ‬تخرجوا‮ ‬من‮ ‬نفس‮ ‬المدرسة،‮ ‬مدرسة‮ ‬الثقافة‮ ‬الليبية،‮ ‬التي‮ ‬أضفت‮ ‬عليهم‮ ‬عديدا‮ ‬من‮ ‬القيم‮ ‬المشتركة‮. ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال،‮ ‬مراقب‮ ‬الإخوان‮ ‬المسلمين‮ ‬يدعى‮ ‬المهندس‮ ‬سليمان‮ ‬عبد‮ ‬القادر،‮ ‬والسيد‮ ‬إبراهيم‮ ‬إغنيوة‮ ‬يضيف‮ ‬لقب‮ ‬دكتور‮ ‬لإسمه‮ ‬ليجعل‮ ‬منه‮ ‬عنوانا‮ ‬لموقعه،‮ ‬والسيد‮ ‬محمد‮ ‬بويصير‮ ‬يلقي‮ ‬كلمة‮ ‬في‮ ‬مؤتمر‮ ‬الأقباط‮ ‬ثم‮ ‬يضيف‮ ‬لقب‮ ‬المهندس‮ ‬عندما‮ ‬ينشرها‮ ‬في‮ ‬المواقع‮ ‬الليبية،‮ ‬وسيف‮ ‬القذافي‮ ‬هو‮ ‬الآخر‮ ‬مهندس‮ ‬وأخته‮ ‬عائشة‮ ‬دكتورة‮ ‬بإجازة‮ ‬من‮ ‬جامعة‮ ‬ترهونة‮ ‬العريقة،‮ ‬ إلخ‮. هذا الغلو البدائي يشكل القاعدة لمفاهيم العنونة والإعلام والتعريف والحقيقة برمتها في الثقافة الليبية، ولا يتميز في ذلك جهاز إعلام الشلافطي القذافي عن باقي البراريك إلا بمقداره.

‬آخر‮ ‬نموذج‮ ‬طالعته‮ ‬من‮ ‬سفسطة‮ ‬التلقيب،‮ ‬أو‮ ‬سندويتشات‮ ‬الكلام،‮ ‬كان‮ ‬في‮ ‬محاولة‮ ‬السيد‮ ‬عيسى‮ ‬عبد‮ ‬القيوم‮ ‬تلخيص‮ ‬أهم‮ ‬أحداث‮ ‬العام‮ ‬الماضي،‮ ‬والتي‮ ‬ذكر‮ ‬فيها‮ ‬عددا‮ ‬من‮ ‬الشخصيات‮ ‬البارزة‮ ‬في‮ ‬براريك‮ ‬الغضب،‮ ‬مضيفا‮ ‬صورهم،‮ ‬ربما‮ ‬وقاية‮ ‬من‮ ‬عيون‮ ‬الحساد‮. ‬تفضلوا‮ ‬هذه‮ ‬العينة‮:‬


تهانينا‮ ‬الحارة‮ ‬للسيد‮ ‬علي‮ ‬أبو‮ ‬زعكوك‮ ‬بمناسبة‮ ‬حصوله‮ ‬على‮ ‬شهادة‮ ‬الدكتوراة‮ (‬الفخرية‮) ‬بتشريف‮ ‬من‮ ‬معالي‮ ‬صاحب‮ ‬السمو‮ ‬الفلكي،‮ ‬مولانا‮ ‬عيسى‮ ‬بن‮ ‬القيوم‮... ‬وهاهي‮ ‬باقة‮ ‬أخرى‮ ‬


‮ ‬وتهانينا‮ ‬للفقيد‮ ‬منصور‮ ‬الكيخيا‮ ‬على‮ ‬فوزه‮ ‬بتكريمات‮ ‬السيد‮ ‬عيسى،‮ ‬وإن‮ ‬تأخرت‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬عشرة‮ ‬أعوام‮ ‬بعد‮ ‬إختفاءه‮. ‬على‮ ‬فكرة،‮ ‬تنبه‮ ‬أنه‮ ‬حسب‮ ‬عرف‮ ‬صناعة‮ ‬سندويتشات‮ ‬الكلام،‮ ‬حرف‮ ‬الدال‮ ‬هو مختصر ‬لقب‮ ‬دكتور‮، ‬وكذلك الميم‮ ‬لمهندس‮ ‬والهمزة‮ ‬لأستاذ،‮ ‬والأخيرة‮ ‬لاتشترط‮ ‬أي‮ ‬مؤهلات‮ ‬تعليمية‮ ‬على‮ ‬حاملها‮ ‬إذا‮ ‬ بلغ‮ مطلقها ‬نصاب‮ ‬الجهل‮‮. ‬

في‮ ‬خضم‮ ‬تكلفه‮ ‬الذي‮ ‬جاوز‮ ‬الحدود،‮ ‬يضيف‮ ‬السيد‮ ‬عيسى‮ ‬نماذجا‮ ‬أخرى‮ ‬من‮ ‬النوع‮ ‬التالي‮:‬



وهنا‮ ‬نقدم‮ ‬نعازينا‮ ‬للسيد‮ ‬مصطفى‮ ‬قرقوم‮ ‬والسيد‮ ‬صابر‮ ‬مجيد،‮ ‬ولاحول‮ ‬ولا‮ ‬قوة‮ ‬إلا‮ ‬بالعقل‮. ‬لماذا‮ ‬لم‮ ‬يتكرم‮ ‬السيد‮ ‬عيسى‮ ‬عليهم حتى‮ ‬بهميزة‮ ‬على‮ ‬السطر‮ ‬وأورد‮ ‬هذه‮ ‬الأسماء‮ ‬طليسة‮ ‬مجردة؟‮ ‬ثم‮ ‬ماذا‮ ‬عن‮ ‬الحاج‮ ‬صابر،‮ ‬ألا‮ ‬يستحق‮ ‬إسمه‮ ‬حتى‮ ‬حرف‮ ‬حاء يحميه؟‮ ‬عيب‮ ‬عيب‮ ‬عيب‮!‬

المشكلة‮ ‬أكبر‮ ‬بكثير‮ ‬من‮ ‬مقالة‮ ‬عيسى‮ ‬عبد‮ ‬الكرموس‮ ‬أو‮ ‬غيره،‮ ‬فهذه‮ ‬جميعا‮ ‬أعراض‮ ‬مرض‮ ‬ثقافي‮ ‬شديد‮ ‬وهو‮ ‬تفتت‮ ‬الحس‮ ‬الجماعي‮ ‬لماهية‮ ‬الحقيقة‮. ‬عادة‮ ‬التغليف‮ ‬والتزوير‮ ‬قديمة‮ ‬جدا‮ ‬في‮ ‬ثقافتنا‮. ‬أنظر‮ ‬إلى‮ ‬أسماء‮ ‬الأعلام‮ ‬في‮ ‬الكتب‮ ‬القديمة‮ ‬وكيف‮ ‬تردم‮ ‬في‮ ‬سلسلة‮ ‬طويلة‮ ‬من‮ ‬الألقاب‮. ‬قلما‮ ‬يذكر‮ ‬الإسم‮ ‬مجردا‮ ‬على‮ ‬شكل‮ ‬فلان‮ ‬بن‮ ‬علان،‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬الهجاء‮. ‬أما‮ ‬إذا‮ ‬كان‮ ‬سياق‮ ‬تبجيل‮ ‬وإحترام،‮ ‬إييييييه‮ ‬شن‮ ‬يحدها‮! ‬هو‮ ‬ذو‮ ‬الفضل‮ ‬والمكارم‮ ‬الشيخ‮ ‬الإمام‮ ‬أبو‮ ‬جعفر‮ ‬إبن‮ ‬أبي‮ ‬طاقية‮ ‬المكنى‮ ‬بالفظيع‮ ‬بن‮ ‬أبي‮ ‬الفظيع‮ ‬الأقطع‮ ‬الأقرع‮ ‬الجنفاوي‮ ‬الفرادي‮ ‬حجة‮ ‬عصره‮... ‬أشكون؟‮ ‬عاود‮ ‬من‮ ‬جديد‮! ‬

أعتقد‮ ‬أن‮ ‬الليبيين‮ ‬ينظرون‮ ‬للكلام‮ ‬المباشر‮ ‬على‮ ‬أنه‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬الوحشية‮ ‬والفظظ،‮ ‬ولذلك‮ ‬يرون‮ ‬الإسم‮ ‬الشخصي‮ ‬مثل‮ ‬العورة‮ ‬التي‮ ‬يجب‮ ‬سترها‮ ‬وتغليفها،‮ ‬وهذا‮ ‬إذا‮ ‬كان‮ ‬المسمى‮ ‬رجلا،‮ ‬أما‮ ‬المرأة‮ ‬فلاتعرف‮ ‬بإسمها‮ ‬على‮ ‬الإطلاق‮ ‬وإنما‮ ‬تعرف‮ ‬بالإضافة‮ ‬والتبعية‮ (‬حرم‮ ‬د‮. ‬فلان،‮ ‬إبنة‮ ‬أ‮. ‬علان،‮ ‬أم‮ ‬هذا‮ ‬الهفك،‮ ‬أو‮ ‬أرملة‮ ‬ذاك‮.) ‬في‮ ‬ليبيا،‮ ‬بدل‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬تداول‮ ‬الأسماء‮ ‬شيئا‮ ‬طبيعيا‮ ‬مثل‮ ‬شرب‮ ‬الماء،‮ ‬لايحتاج‮ ‬لمقدمات‮ ‬ولا‮ ‬مؤخرات،‮ ‬أصبحت‮ ‬المناداة‮ ‬مثل‮ ‬شرب‮ ‬النبيذ‮ ‬لايطيب‮ فيها الإسم ‬إلا‮ ‬بين‮ ‬فراش‮ ‬وغطاء‮.‬

في‮ ‬الختام،‮ ‬ومواكبة‮ ‬لأحداث‮ ‬الموسم،‮ ‬ننقل ‬لكم‮ ‬من‮ ‬طرائف‮ ‬الألقاب‮ ما‮ ‬ورد‮ ‬على‮ ‬لسان‮ ‬السيد‮ ‬نور‮ ‬الدين‮ ‬العزومي،‮ ‬طبال‮ ‬القذافي‮ ‬الفاطس،‮ ‬حين‮ ‬سأله‮ ‬الطبال‮ ‬الحي‮ ‬أحمد‮ ‬النويري‮ ‬أن‮ ‬يلقي‮ ‬قصيدة أعدها بعد ‬‬ذهابه‮ ‬للحج‮. ‬ فابتدأ العزومي بمقدمة أكل عيش قال فيها ‮ "‬ينصر‮ ‬الله‮ ‬الثورة‮ ‬اللي‮ ‬حججت‮ ‬الناس‮ ‬أكّل‮... ‬تو‮ ‬الليبيين‮ ‬ولوا كي‮ ‬البل‮ ‬المتعلمة‮ ‬بالعليف،‮ ‬إليا‮ ‬قلت‮ ‬يا‮ ‬حاج‮ ‬يتلفتوا‮ ‬كلهم‮." ‬كيخ‮ ‬كيخ‮ ‬كيخ‮! ‬وينصر‮ ‬الله‮ ‬عيسى‮ ‬عبد‮ ‬القيوم‮ ‬وأمثاله‮ ‬الذين‮ ‬تجاوزوا‮ ‬الثورة‮ ‬في‮ ‬كرم‮ ‬العليف‮ والتحريف فطالوا القطيع من النخبة إلى البزقليف.‬

ولعمنا‮ ‬مخضرم‮ ‬نصيحة‮: ‬لا‮ ‬تسبق‮ ‬المدفوف‮ ‬ولا‮ ‬تتبع‮ ‬المعلوف‮!


2006-01-08

جبهة‮ ‬الإنقاذ‮ ‬وبراريك‮ ‬النفاق‮ ‬والعناد

منذ‮ ‬أيام‮ ‬خسرت‮ ‬جبهة‮ ‬الإنقاذ‮ ‬عنوانها‮ ‬على‮ ‬الإنترنت،‮ ‬أو‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬إسم‮ ‬النطاق،‮‮ ‬ونشرت‮ ‬على‮ ‬واجهة‮ ‬براكتها‮ ‬أن‮ ‬عنوان‮ ‬الموقع‮ ‬قد‮ ‬تغير‮ ‬لأسباب‮ ‬خارجة‮ ‬عن‮ ‬إرادتها،‮ ‬وهذا‮ ‬غير‮ ‬صحيح‮.‬‮ ‬طبعا،‮ ‬من‮ ‬المتوقع‮ ‬بعد‮ ‬هذا‮ ‬الحدث‮ ‬أن‮ ‬تقوم‮ ‬الجبهة‮ ‬بإشعار‮ ‬‬جميع‮ ‬البراريك‮ ‬التي‮ ‬‮ ‬تنشر‮ ‬رابطا‮ ‬لموقعها‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬أن‮ ‬تقوم‮ ‬الأخيرة‮ ‬بتصحيح‮ ‬الرابط‮.‬‮ ‬وقد‮ ‬يظن‮ ‬البعض‮ ‬‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬حدث‮ ‬عادي‮ ‬‮ ‬لا‮ ‬يحمل‮ ‬أي‮ ‬دلالات‮ ‬خاصة،‮ ‬ولكن‮ ‬‮ ‬سرعة‮ ‬تجاوب‮ ‬‮ ‬البراريك‮ ‬‮ ‬مع‮ ‬طلب‮ ‬الجبهة‮ ‬‮(‬المفترض‮)‬‮ ‬تتناسب‮ ‬‮ ‬مع‮ ‬درجة‮ ‬الولاء‮ ‬المتبادل‮ ‬بينها‮ ‬وبين‮ ‬‬الجبهة‮.‬‮ ‬إلى‮ ‬‮ ‬تاريخ‮ ‬اليوم،‮ ‬تم‮ ‬تحديث‮ ‬عنوان‮ ‬موقع‮ ‬الجبهة‮ ‬في‮ ‬فندق‮ ‬حامورابي‮ ‬وفي‮ ‬براكة ‬(‬ليبيا‮ ‬المستقبل)‬‮،‮ ‬ولم‮ ‬يتم‮ ‬تحديث‮ ‬الروابط‮ ‬في‮ ‬براكتي‮ ‬‮(‬أخبار‮ ‬ليبيا‮)‬‮ ‬و‮ ‬‮(‬ليبيا‮ ‬المنارة‮)‬‮.‬‮ ‬لماذا؟‮ ‬‮ ‬العاقل‮ ‬يفهم‮!‬‮ ‬الأولى‮ ‬يديرها‮ ‬عضو‮ ‬سابق‮ ‬‮ ‬في‮ ‬الجبهة‮ ‬والثانية‮ ‬يديرها‮ ‬‮ ‬أعضاء‮ ‬في‮ ‬حزب‮ ‬الإخوان‮ ‬‮ ‬المسلمين،‮ ‬فرع‮ ‬ليبيا،‮ ‬ومقره‮ ‬أوروبا‮.‬

العبرة‮:‬‮ ‬‮ ‬المجتمع‮ ‬الليبي‮ ‬‮ ‬يكثر‮ ‬فيه‮ ‬النفاق،‮ ‬ولذلك‮ ‬‮ ‬جميع‮ ‬مايظهر‮ ‬‮ ‬من‮ ‬علاقات‮ ‬‮ ‬لايعول‮ ‬عليه‮ ‬‮ ‬إلا‮ ‬إذا‮ ‬‮ ‬كان‮ ‬سالبا،‮ ‬أما‮ ‬الباقي‮ ‬يجب‮ ‬إدراجه‮ ‬‮ ‬في‮ ‬خانة‮ ‬‮ ‬‮(‬تو‮ ‬إنقولوله‮)‬‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬تنقشع‮ ‬‮ ‬سحابة‮ ‬‮ ‬الضحكات‮ ‬الصفراء‮.‬

2006-01-04

الجسدية‮:‬‮ ‬داء‮ ‬ودواء

للمرة‮ ‬الثانية‮ ‬في‮ ‬غضون‮ ‬شهر‮ ‬طالعنا‮ ‬مقالة‮ ‬بقلم‮ ‬السيدة‮ ‬نوال‮ ‬المفتي‮ ‬على‮ ‬صفحات‮ (‬ليبيا‮ ‬اليوم‮)‬،‮ ‬وهي‮ ‬ثاني‮ ‬حلقة‮ ‬في‮ ‬سلسلة‮ (‬أبناؤنا‮ ‬أكبادنا‮...) ‬التي‮ ‬إستهلتها‮ ‬الكاتبة‮ ‬بصرخة‮ ‬حول‮ (‬فجور‮ ‬الفتيات‮ ‬الليبيات‮ ‬على‮ ‬شاشات‮ ‬الإنترنت‮) ‬على‮ ‬حد‮ ‬تعبيرها،‮ ‬ولكنها‮ ‬لم‮ ‬تحدد‮ ‬إن‮ ‬كان‮ ‬الفجور‮ ‬قد‮ ‬أتى‮ ‬للشاشة‮ ‬أم‮ ‬أن‮ ‬الشاشة‮ ‬أتت‮ ‬للفجور‮. ‬هذا‮ ‬الأمر‮ ‬يطرح‮ ‬على‮ ‬أذهاننا‮ ‬السؤال‮ ‬المعروف‮: ‬إذا‮ ‬سقطت‮ ‬شجرة‮ ‬في‮ ‬غابة‮ ‬خالية،‮ ‬هل‮ ‬تحدث‮ ‬صوتا؟‮ ‬

بنت‮ ‬الكاتبة‮ ‬الحلقة‮ ‬الأولى‮ ‬للمجهول،‮ ‬حيث‮ ‬أنها‮ ‬لم‮ ‬تقدم‮ ‬شيئا‮ ‬من‮ ‬الحقائق‮ ‬الملموسة‮ ‬التي‮ (‬نفترض‮ ‬أنها‮) ‬أسست‮ ‬عليها‮ ‬نظرتها‮. ‬وفي‮ ‬الحلقة‮ ‬الثانية،‮ ‬هبت‮ ‬ريح‮ ‬من‮ ‬بحر‮ ‬الحقائق‮ ‬ولكنها‮ ‬أتت‮ ‬بما‮ ‬لاتشتهي‮ ‬السفن،‮ ‬حيث‮ ‬أن‮ ‬الكاتبة‮ ‬إستهلت‮ ‬حديثها‮ ‬كما‮ ‬يلي‮:‬



عبر‭ ‬شاشات‭ ‬الإنترنت‭ ‬وعلى‭ ‬موقع‭ ‬www‭.‬hi5‭.‬com‭ ‬رأيت‭ ‬إحدى‭ ‬الفتيات‭ ‬التي‭ ‬عهدتها‭ ‬ترتدي‭ ‬الحجاب‭ ‬منذ‭ ‬صغرها،‭ ‬وقد‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬بدون‭ ‬حجاب‭ ‬تعرضها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬كما‭ ‬تعرض‭ ‬أيضا‭ ‬صور‭ ‬لشباب‭ ‬أوروبيين‭ ‬وعرب‭ ‬تفتخر‭ ‬وتتباهى‭ ‬بأنهم‭ ‬أصدقاءها٫

http://‬www‭.‬libya‭-‬alyoum‭.‬com‭/‬data‭/‬aspx‭/‬d0‭/‬3990‭.‬aspx



وكم‮ ‬سعدنا‮ ‬أن‮ ‬الكاتبة‮ ‬قدمت‮ ‬لنا‮ ‬حقيقة‮ ‬ملموسة‮ ‬هذه‮ ‬المرة،‮ ‬على‮ ‬شكل‮ ‬عنوان‮ ‬لموقع‮ (‬فجوري‮)‬،‮ ‬ولكننا‮ ‬ذهلنا‮ ‬عندما‮ ‬ذهبنا‮ ‬إلى‮ ‬الموقع‮ ‬فوجدناه‮ ‬مغلقا‮ ‬ولايدخله‮ ‬إلا‮ ‬الأعضاء‮ ‬المسجلين‮. ‬ياسلام‮! ‬كيف‮ ‬تسنى‮ ‬للكاتبة‮ ‬أن‮ ‬تشاهد‮ ‬الفجور،‮ ‬وما‮ ‬جرها‮ ‬للتسجيل‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬الموقع؟‮ ‬هذه‮ ‬أسئلة‮ ‬نترك‮ ‬إجابتها‮ ‬للمختصين‮. ‬

على‮ ‬كل‮ ‬حال،‮ ‬عرضت‮ ‬الكاتبة‮ ‬في‮ ‬مقالتها‮ ‬بعض‮ ‬مسببات‮ ‬الفجور،‮ ‬ولكن‮ ‬عرضها‮ ‬لم‮ ‬يتجاوز‮ ‬عبارة‮ (‬ضغوط‮ ‬الغربة‮)‬،‮ ‬التي‮ ‬يمكننا‮ ‬الرد‮ ‬عليها‮ ‬بعبارة‮ (‬أقتلني‮ ‬يا‮ ‬سمن‮ ‬البقر‮). ‬ثم‮ ‬قفزت‮ ‬الكاتبة‮ ‬إلي‮ ‬بعض‮ ‬الحلول‮ ‬التقليدية‮ ‬ولكنها،‮ ‬للأسف،‮ ‬لم‮ ‬تربط‮ ‬بين‮ ‬الحلول‮ ‬والمشكلة‮ ‬المفترضة‮. ‬مثلا،‮ ‬لم‮ ‬تحدد‮ ‬لنا‮ ‬الكاتبة‮ ‬كيف‮ ‬تحول‮ ‬قراءة‮ ‬القرآن‮ ‬دون‮ ‬عرض‮ ‬الفتيات‮ ‬صورهن‮ ‬بحجاب‮ ‬أو‮ ‬بدون‮ ‬حجاب،‮ ‬ولم‮ ‬توضح‮ ‬للقراء‮ ‬كيف‮ ‬يحد‮ ‬تعاطي‮ ‬النصوص‮ ‬الدينية‮ ‬من‮ ‬عادة‮ ‬تكوين‮ ‬الصداقات‮ ‬بين‮ ‬بني‮ ‬الإنسان،‮ ‬وبناته‮ ‬كذلك‮. ‬ببساطة،‮ ‬يبدو‮ ‬أن‮ ‬الكاتبة‮ ‬تجهل‮ ‬مدى‮ ‬تفشي‮ ‬الفساد‮ ‬الخلقي‮ ‬في‮ ‬المؤسسات‮ ‬الدينية‮ ‬بشكل‮ ‬عام،‮ ‬داخل‮ ‬وخارج‮ ‬عالم‮ ‬الإسلام‮. ‬ولو‮ ‬أن‮ ‬ترديد‮ ‬النصوص‮ ‬الدينية‮ ‬يحل‮ ‬المشاكل‮ ‬الإجتماعية،‮ ‬فلماذا‮ ‬لم‮ ‬تفلح‮ ‬هذه‮ ‬التعويذة‮ ‬في‮ ‬المجتمعات‮ ‬الإسلامية‮ ‬التي‮ ‬تصدح‮ ‬أسواقها‮ ‬ليل‮-‬نهار‮ ‬بأشرطة‮ ‬تجويد‮ ‬القرآن؟‮ ‬

من‮ ‬جانب‮ ‬آخر،‮ ‬عنوان‮ ‬سلسلة‮ (‬أبناؤنا‮ ‬أكبادنا‮...) ‬شد‮ ‬إنتباهنا‮ ‬بما‮ ‬يحمله‮ ‬من‮ ‬جسدية،‮ ‬إن‮ ‬صح‮ ‬التعبير‮. ‬أليس‮ ‬غريبا‮ ‬أمر‮ ‬الليبيين‮ ‬فيما‮ ‬يخص‮ ‬الجسدية؟‮ ‬من‮ ‬جانب،‮ ‬نحن‮ ‬نعتبر‮ ‬الجسد‮ ‬عورة‮ ‬يجب‮ ‬سترها‮ ‬وإبعادها‮ ‬عن‮ ‬الأنظار‮ ‬وعن‮ ‬الحياة‮ ‬العامة‮. ‬ومن‮ ‬الجانب‮ ‬الآخر،‮ ‬لايستطيع‮ ‬أي‮ ‬ليبي‮ ‬أن‮ ‬يفصح‮ ‬عن‮ ‬مشاعره‮ ‬بدون‮ ‬الغوص‮ ‬في‮ ‬جسده‮ ‬وتعرية‮ ‬فلذة‮ ‬كبده‮ ‬أو‮ ‬عظامه‮ ‬أو‮ ‬غيرها‮ ‬من‮ ‬الأعضاء‮. ‬لعلك‮ ‬لاحظت‮ ‬تراكم‮ (‬الأدب‮ ‬التشريحي‮) ‬حول‮ ‬قضية‮ ‬الأيدز‮ ‬وماجرته‮ ‬علينا‮ ‬من‮ (‬جمرة‮ ‬في‮ ‬القلب‮) ‬و‮(‬حرقة‮ ‬في‮ ‬العين‮) ‬و‮(‬شياط‮ ‬في‮ ‬الكبد‮) ‬و‮(‬إلتهاب‮ ‬في‮ ‬الأمعاء‮). ‬ما‮ ‬هذه‮ ‬الحيوانية‮ ‬ياقوم،‮ ‬ألا‮ ‬يمكن‮ ‬لنا‮ ‬أن‮ ‬نعبر‮ ‬عن‮ ‬مشاعرنا‮ ‬بدون‮ ‬سطحيات‮ ‬التشريح‮ ‬والتشليح؟‮ ‬

على‮ ‬كل‮ ‬حال،‮ ‬أنا‮ ‬أظن‮ ‬أن‮ ‬الحل‮ ‬العملي‮ ‬لمشكلة‮ (‬الفجور‮) ‬قد‮ ‬يكمن‮ ‬في‮ ‬مفهوم‮ ‬الجسدية‮ ‬عند‮ ‬الليبيين،‮ ‬ولكن‮ ‬الحل‮ ‬الذي‮ ‬أتصوره‮ ‬يقوم‮ ‬على‮ ‬قلب‮ ‬الموازين،‮ ‬مثلما‮ ‬حصل‮ ‬مع‮ ‬مشكلة‮ ‬جني‮ ‬الطماطم‮ ‬آليا‮. { ‬حاول‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬المهندسين‮ ‬والمخترعين‮ ‬تحسين‮ ‬عمل‮ ‬آلات‮ ‬جني‮ ‬الطماطم‮ ‬بزيادة‮ ‬حساسيتها‮ ‬وجعلها‮ ‬ناعمة،‮ ‬ولكن‮ ‬لم‮ ‬يتوقف‮ ‬الهرس‮ ‬والمرس‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬قرر‮ ‬أحدهم‮ ‬أن‮ ‬يطور‮ ‬الطماطم‮ ‬بدلا‮ ‬من‮ ‬هندسة‮ ‬الآلة،‮ ‬فأصبحت‮ ‬لها‮ ‬قشرة‮ ‬سميكة‮ ‬تتحمل‮ ‬قبضة‮ ‬الآلة‮ ‬بدون‮ ‬جروح‮.} ‬وحيث‮ ‬أن‮ ‬الأعضاء‮ ‬الخارجية‮ ‬للجسم‮ ‬هي‮ ‬وحدها‮ ‬التي‮ ‬تخضع‮ ‬لقوانين‮ ‬العورة‮ ‬وتؤهل‮ ‬عارضها‮ ‬للفجور،‮ ‬فإننا‮ ‬نقترح‮ ‬على‮ ‬الشبيبة‮ ‬الباحثين‮ ‬على‮ ‬أصدقاء‮ ‬أن‮ ‬يمتنعوا‮ ‬عن‮ ‬عرض‮ ‬وجوههم‮ ‬وشعورهم‮ ‬وأن‮ ‬يقوموا‮ ‬بعرض‮ ‬صور‮ ‬لأكبادهم‮ ‬وأمعائهم‮ ‬ومعاليقهم‮. ‬وكفى‮ ‬الله‮ ‬المسلمين‮ ‬شر‮ ‬الإنفعال‮.‬

التسميات: