ديوان‮ ‬‮ ‬‮رفــ الحصانة ــع ‬

2006-01-20

ولع‮ ‬التعازي‮:‬‮ ‬تقديس‮ ‬أم‮ ‬تدنيس؟

وفيات‭:‬

البيئة‭ ‬الليبية‭ ‬يصفها‭ ‬بعض‭ ‬الأجانب‮ (‬دبلوماسيا‮)‬‭ ‬بأنها‭ ‬شديدة‭ ‬التباين٫‭ ‬ونحن‭ ‬نقول‭ ‬أنها‭ ‬بيئة‮ ‬تتعايش‭ ‬فيها‭ ‬النقائض‭ ‬وتتجانس‭ ‬بشكل‭ ‬غريب،‭ ‬مغشاة‭ ‬ومغمومة،‭ ‬فلا‭ ‬تباين‭ ‬يذكر،‭ ‬وإنما‭ ‬خلط‭ ‬وقلب‭ ‬للمفاهيم‭ ‬إلى‮ ‬درجة‭ ‬التلابس‭ ‬بين‭ ‬التدنيس‭ ‬والتقديس٫‭ ‬فبينما‭ ‬تحث‭ ‬بعض‮ ‬الثقافات‭ ‬أفرادها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإتزان‭ ‬بين‭ ‬تحصين‮ ‬المقدسات‭ ‬من‭ ‬التداول‭ ‬والإستهلاك‭ ‬وبين‭ ‬جعلها‭ ‬ملموسة‭ ‬حاضرة‮ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬ثقافتنا‭ ‬تذهب‭ ‬في‭ ‬الإتجاه‮ ‬المعاكس‭ ‬صوب‭ ‬تسليع‭ ‬المقدسات‭ ‬وتسويقها‭ ‬وهو‭ ‬ما‮ ‬يؤدي‭ ‬حتما‮ ‬إلى‭ ‬إستهلاكها‭ ‬وتدنيسها٫‭ ‬الأرباب‭ ‬والرسل‭ ‬والأبطال‮ ‬جميعا‭ ‬بمثابة‭ ‬‮(‬ماركات‭ ‬غير‭ ‬مسجلة‮)‬‭ ‬شائعة‭ ‬الإستعمال‭ ‬مجانا،‮ ‬صالحة‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬جاهزة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬حشرها‭ ‬في‮ ‬أي‭ ‬سياق،‭ ‬ولذلك‭ ‬ترى‭ ‬العقل‭ ‬الليبي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬مفهوم‭ ‬إعادة‮ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مقدساته‭ ‬ولايرى‭ ‬داع‭ ‬لتغييرها‭ ‬أو‭ ‬تطويرها٫

سبق‮ ‬أن‭ ‬أشرنا‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬ولع‭ ‬الليبيين‭ ‬بتقديم‭ ‬التعازي‭ ‬مرارا‮ ‬وتكرارا‭ ‬في‭ ‬براريك‭ ‬الغضب،‭ ‬فما‮ ‬هو‮ ‬أصل‭ ‬هذه‮ ‬العادة‮ ‬الغريبة؟‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬الأصل‭ ‬قد‭ ‬يكمن‮ ‬في‭ ‬طغيان‭ ‬الحسابية‭ ‬على‭ ‬العقلية‭ ‬الليبية،‭ ‬وما‭ ‬هذا‭ ‬التكرار‮ ‬إلا‭ ‬وجه‭ ‬آخر‭ ‬للتسبيح‭ ‬وتكرار‭ ‬الدعاء‮ ‬في‮ ‬المنتديات‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬قص‮-‬لصق،‭ ‬وحسابيات‭ ‬الحسنات‮ ‬والسيئات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الممارسات‮ ‬والعادات‭ ‬الوثنية‮ ‬الهادفة‮ ‬إلى‮ ‬ربط‮ ‬العالم‮ ‬المادي‮ ‬التجريبي‮ ‬بالعالم‮ ‬الروحاني‮ ‬الوجداني‮. ‬ألا‭ ‬تسد‭ ‬أولى‮ ‬التعازي‭ ‬لإعلام‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يعلم؟‭ ‬وماذا‭ ‬تضيف‭ ‬الثانية‮ ‬والثالثة‭ ‬إذا‭ ‬تواجدت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ ‬مع‭ ‬الأولى؟المفاد‭ ‬الوحيد‭ ‬للتعزية‭ ‬المكررة‭ ‬هو‭ ‬تسجيل‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‮ ‬لصالح‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬ولاتفيد‭ ‬متلقيها‭ ‬بأى‭ ‬شكل‭ ‬منالأشكال٫‭ ‬يا‭ ‬ناس،‭ ‬قلنا‭ ‬ونعيد،‭ ‬إذا‭ ‬سبقك‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬ونشرتعزية‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الخبر‭ ‬قد‭ ‬ذاع،‭ ‬وإذا‭ ‬يهمك‭ ‬أن‮ ‬تواسي‭ ‬صديقك‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬معنوياته‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬منك‭ ‬أن‮ ‬تؤدي‭ ‬الواجب‭ ‬بأقصى‭ ‬حد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الشخصنة٫‭ ‬أرفع‭ ‬التلفون‮ ‬وخاطب‭ ‬صديقك‭ ‬مباشرة،‭ ‬أو‭ ‬أرسل‭ ‬رسالة‭ ‬وحملها‭ ‬بكلماتك‮ ‬الخاصة‭ ‬ولا‮ ‬حاجة‭ ‬لإستعراض‭ ‬المجاملات‮ ‬المعلبة٫‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للمجاملات‭ ‬مجال،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬توقفت‮ ‬تعزيتك‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬السطور‭ ‬التقليدية‭ ‬بصبرها‭ ‬وسلوانها،‭ ‬فما‮ ‬الداعي‭ ‬لعرضها‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هب‭ ‬ودب؟‭ ‬يزينا‭ ‬من‭ ‬هذه‮ ‬الموازين‭ ‬المقلوبة‭ ‬يا‭ ‬أولي‭ ‬الألقاب‭! ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬أن‮ ‬لاضرر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجاملات‭ ‬السطحية،‭ ‬ولكننا‭ ‬نقول‭ ‬أن‮ ‬نتائجها‭ ‬غير‭ ‬موجبة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬مجالها‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬فما‮ ‬دون،‭ ‬وإحتمال‮ ‬الضرر‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬قدر‭ ‬اللا‭ ‬مبالاة‭ ‬التي‮ ‬ترافق‭ ‬صدورها،‭ ‬

فلننظر‭ ‬مثلا‭ ‬إلى‭ ‬تعازي‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم،‮ ‬بعد‮ ‬ملاحظة‮ ‬تمليها‮ ‬الظروف‮. ‬سنتحدث‮ ‬أدناه‮ ‬عن‮ ‬أخبار‮ ‬وفيات،‮ ‬وهي‮ ‬أحداث‮ ‬حقيقية،‮ ‬لها‮ ‬وقع‮ ‬إنساني‮ ‬شديد،‮ ‬وليست‮ ‬بذاتها‮ ‬محل‮ ‬شك‮ ‬أو‮ ‬نقد‮ ‬أو‮ ‬تقليل‮. ‬ولكننا‮ ‬لانتعامل‮ ‬هنا‮ ‬مع‮ ‬الحدث،‮ ‬بل‮ ‬نعرض‮ ‬قراءة‮ ‬لنماذج‮ ‬من‮ ‬أساليب‮ ‬وخلقيات‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬الأحداث‮ ‬الجسام،‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬يضعنا‮ ‬أمام‮ ‬جانب‮ ‬من‮ ‬جوانب‮ ‬ثنائية‮ ‬التقديس‮ ‬والتدنيس‮. ‬

هناك‮ ‬تعزية‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬حامورابي‭ ‬للسيد‭ ‬محمد‭ ‬ربيع‭ ‬عاشور‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بعض‮ ‬أصدقائه،‭ ‬وقد‭ ‬نشرت‮ ‬التعزية‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬براكة‭ ‬‮(‬ليبيا‭ ‬المستقبل‮) ‬برفقة‭ ‬تعزية‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬المدير‭ ‬حسن‭ ‬الأمين٫‭ ‬ولكن‭ ‬تعزية‮ ‬الأصدقاء‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬والد‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬توفى،‭ ‬وتعزية‭ ‬السيد‮ ‬المدير‮--‬المكررة‭ ‬بلامبالاة‮--‬‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬والدته‭ ‬توفت،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‮ ‬فهي‭ ‬تكاد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مطابقة‭ ‬لرفيقتها٫

في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬نشرت‮ (‬ليبيا‭ ‬المستقبل‮)‬‭ ‬تعازي‭ ‬موجهة‭ ‬للسيد‭ ‬السنوسي‭ ‬كويدير‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مثلا‭ ‬واحدة‮ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬ثم‭ ‬تلتها‭ ‬تعزية‭ ‬من‭ ‬طرف‮ ‬‭ ‬السيد‭ ‬علي‭ ‬زيو٫‭ ‬ولكن،‭ ‬في‭ ‬الأولى‭ ‬توفت‭ ‬شقيقة‮ ‬المعزى،‭ ‬وفي‭ ‬الثانية‭ ‬من ‮ ‬يع‬‬‬‬‬‬‬ني؟‮ ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬هذا‮ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الإعلام‭ ‬وهل‭ ‬يحقق‭ ‬فائدته‭ ‬الممكنة؟‭ ‬نحن‭ ‬الآن‭ ‬بحاجة‮ ‬لتصحيح‭ ‬اللبس‭ ‬وتوضيح‭ ‬من‭ ‬توفى،‭ ‬الوالد‭ ‬أم‭ ‬الوالدة‭ ‬أم‮ ‬الشقيقة٫‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬لاحظنا‭ ‬أن‭ ‬السيد‭ ‬الأمين‭ ‬خص‮ ‬إحدى‮ ‬التعازي‭ ‬التي‮ ‬نشرها‮ ‬بالتثنية‮ ‬ولكنه‭ ‬صمت‭ ‬تجاه‮ ‬الأخرى،‭ ‬فما‮ ‬يعني‮ ‬ذلك؟‮ ‬‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مفاد‮ ‬لتعزية‮ ‬وإنتقائية‭ ‬السيد‭ ‬الأمين‭ ‬سوى‭ ‬إشهار‭ ‬إرتباطاته‮ ‬الشخصية،‭ ‬وهل‭ ‬يؤهلها‭ ‬ذلك‭ ‬للنشر؟‭ ‬ياناس‭ ‬سادنا‭ ‬من‭ ‬دراه‮ ‬الكبد،‭ ‬وتعاملوا‭ ‬مع‭ ‬عقولنا،‭ ‬أرجوكم‭! ‬‮ ‬كيف‮ ‬يكون‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬المقدسات‮: ‬بسيطة،‮ ‬إختر‮ ‬نموذجا‮ ‬معدا‮ ‬للمناسبة،‮ ‬ثم‮ ‬أضف‮ ‬بعض‮ ‬المعلومات‮ ‬الخاصة،‮ ‬ويمكن‮ ‬لك‮ ‬أن‮ ‬تخرف‭ ‬أي‭ ‬كلام،‮ ‬بدون‮ ‬عناية،‮ ‬بدون‮ ‬حرص،‮ ‬بدون‮ ‬تركيز،‮ ‬بدون‮ ‬خشوع‮. ‬إذا،‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬التدنيس؟

وإليكم‭ ‬آخر‭ ‬حلقة‮ ‬في‮ ‬سلسة‮ ‬تعازي‮ ‬السيد‭ ‬صلاح‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬نقتطين‮ ‬بوضوح‮:‬‭ ‬أولا،‮ ‬الكاتب‭ ‬لايميز‭ ‬بين‭ ‬جلطة‭ ‬‮(‬أو‮ ‬إنسداد‮) ‬وبين‭ ‬إنفجار‭ ‬في‭ ‬عرق‭ ‬من‭ ‬عروق‭ ‬الدماغ٫‭ ‬ثانيا،‭ ‬تبين‮ ‬المقالة‭ ‬إنتهازية‭ ‬الكاتب‭ ‬وإستغلاله‭ ‬رواج‭ ‬سوق‭ ‬التعازي‭ ‬لتمرير‮ ‬بضائعه‭ ‬العاطفية‭ ‬حول‭ ‬علاقة‭ ‬سببية‭ ‬بين‭ ‬حالة‭ ‬معينة‭ ‬من‮ ‬جلطة‭ ‬الدماغ‭ ‬وبين‭ ‬ممارسات‭ ‬عصابة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬بشكل‮ ‬عام،‭ ‬بل‭ ‬تصل‭ ‬به‭ ‬قلة‭ ‬الذوق‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬حرفيا‭ ‬أن‭ ‬غليان‭ ‬دم‭ ‬المتوفي‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أدى‮ ‬إلى‭ ‬إنفجار‭ ‬في‭ ‬دماغه‭! ‬ماذا‭ ‬نقول؟‭ ‬لايسعنا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نكرر‭ ‬مقولة‮ ‬بو‭ ‬درنّة‭ ‬‮(‬خنفس‭ ‬الروث‮)‬‭ ‬حين‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬‮(‬صباب‮)‬‭ ‬صعب‭ ‬عليه‮ ‬أن‭ ‬يكوره‭ ‬فاستنكر‭ ‬قائلا‭: "‬اللي‭ ‬مايعرفش‭ ‬يخرا،‭ ‬ليش‭ ‬يخرا؟‭" ‬

ولكن‮ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬النكد‭ ‬سجله‭ ‬الكاتب‭ ‬المسمى‭ ‬بن‮ ‬جواد‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬حامورابي،‭ ‬وقد‭ ‬يرى‭ ‬بن‭ ‬جواد‭ ‬أن‭ ‬المستهلك‮ ‬الليبي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬الكآبة‮ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬البراريك‭ ‬فخصص‭ ‬جهوده‮ ‬لسد‭ ‬هذه‭ ‬الثغرة‭ ‬بإستيراد‭ ‬البضائع‭ ‬من‭ ‬جريدة‭ ‬أخبار‮ ‬بنغازي٫‮ ‬‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬ينقلها‭ ‬بن‭ ‬جواد‭ ‬لم‭ ‬تبلغ‭ ‬من‮ ‬العمر‭ ‬سوى‭ ‬بضع‭ ‬ساعات‭ ‬وبعضها‭ ‬دقائق٫‭ ‬الحقيقة،‭ ‬لاندري‭ ‬إذا‮ ‬كان‭ ‬إسم‭ ‬الكاتب‭ ‬مشتق‭ ‬من‭ ‬الجود،‭ ‬أو‭ ‬إسم‭ ‬قرية‭ ‬بن‮ ‬جواد،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬مستوردا‭ ‬من‭ ‬مصر٫٫٫‭ ‬ولكن‭ ‬ياسلام‮ ‬على‭ ‬الكرم‭ ‬المصائبي‭ ‬وخلاص‭! ‬

ولادات‭:‬

إضافات‭ ‬اليوم‭ ‬لقائمة‭ ‬‮(‬المنظمة‭ ‬دو‭ ‬جور‮)‬‭ ‬

ولدت‮ ‬حركة‭ ‬‮(‬العصيان‭ ‬المدني‮)‬‭ ‬وأعلنت‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬الأول،‭ ‬الذي‮ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬صدوره‭ ‬‮(‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬وبنغازي‮)‬‭ ‬تناغما‭ ‬مع‭ ‬الزوجية‮ ‬المزورة‭ ‬منذ‭ ‬تصف‭ ‬قرن‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮(‬ليبيا‭ ‬الحديثة‮)‬،‭ ‬وختمت‮ ‬المنظمة‭ ‬بيانها‭ ‬بأسلوب‭ ‬إبداعي‭ ‬خارق‭ ‬حين‭ ‬هتفت‭ ‬‮(‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر‮). ‬ياسلام،‭ ‬نحن‭ ‬نحب‭ ‬الجديد‭! ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الوليدة‭ ‬تذكرنا‭ ‬بحركةخلاص‭ ‬التي‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬بارئها‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‮ ‬بيانات‭ ‬منفعلة‮ ‬مفتعلة٫
‭ ‬
أضف‮ ‬كذلك‭ ‬‮(‬جمعية‭ ‬عمر‭ ‬المختار‭ ‬لأصحاب‭ ‬الثروة‭ ‬المحرومين‮ ‬منها‭-‬الجبل‭ ‬الأخضر‮)‬‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬علينا‭ ‬بما‭ ‬تسميه‭ ‬‮(‬دعوى‮ ‬قضائية‭ ‬ضد‭ ‬الفاسدين‭ ‬والمفسدين‮) ‬وليس‭ ‬بها‭ ‬حقائق‭ ‬مثبتة‭ ‬سوى‭ ‬أسماء‮ ‬بعض‭ ‬عملاء‭ ‬العصابة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬ليبيا٫‭ ‬ولكن،‭ ‬للإنصاف،‭ ‬مستوى‭ ‬هذه‭ ‬الدعوى‮ ‬اللغوي‭ ‬والمنطقي‭ ‬لايبعد‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬البراريك‭ ‬مؤخرا‭ ‬تحت‮ ‬إسم‭ ‬‮(‬دعوى‭ ‬حسبية‮)‬‭ ‬ضد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والتي‭ ‬عرفت‭ ‬لنا‭ ‬كلمة‭ ‬حسبية‭ ‬في‭ ‬ثناياها‮ ‬بدقة‮ ‬قانونية‮ ‬متناهية‭ ‬بأنها‭ ‬تعني‭ ‬‮(‬لوجه‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‮).‬‭ ‬ياسلام‭ ‬على‭ ‬المنطق‮ ‬المجرد‭ ‬المقطر‭! ‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه،‮ ‬وأنى‮ ‬للمنطق‮ ‬أن‮ ‬ينبت‮ ‬ويثمر‮ ‬القانون‮ ‬في‮ ‬بيئة‮ ‬تبدو‮ ‬وكأنها‮ ‬غابة‮ ‬للعدالة‮ ‬وصحراء‮ ‬للحقوق؟

التسميات: