ديوان‮ ‬‮ ‬‮رفــ الحصانة ــع ‬

2004-08-27

نكث‮ ‬المرمة‮ ‬في‮ ‬رياض‮ ‬أصحاب‮ ‬المهمة

السيد‮ ‬ماسينيسا‮ ‬كاباون،‮ ‬بعد‮ ‬التحية‮:‬

أشكركم‮ ‬على‮ ‬ردكم،‮ ‬وإن‮ ‬جانبتم‮ ‬المنطق،‮ ‬مع‮ ‬إحترامي‮ ‬لشخصكم‮. ‬وارجو‮ ‬أن‮ ‬تقبلوا‮ ‬ردي‮ ‬هذا‮ ‬على‮ ‬ملاحظاتكم‮.‬

‮١. ‬لا‮ ‬يعيرني‮ ‬يا‮ ‬حضرة‮ ‬المحرر‮ ‬أن‮ ‬تخاطبني‮ ‬بصيغة‮ ‬المذكر‮ ‬أو‮ ‬المؤنث،‮ ‬طالما‮ ‬أنك‮ ‬تخاطبني‮ ‬بصيغة‮ ‬الإنسان‮. ‬ولكنني‮ ‬أفضل‮ ‬أن‮ ‬أبتعد‮ ‬عن‮ ‬ألفاظ‮ ‬العصابات‮ ‬العرقية‮ ‬والأيدولوجية،‮ ‬مثل‮ ‬أخ‮ ‬وأخت،‮ ‬لما‮ ‬تمليه‮ ‬من‮ ‬تبعية‮ ‬وما‮ ‬تجني‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬إستقلالية‮ ‬وفردية‮.‬

‮٢. ‬ليس‮ ‬من‮ ‬المنطق‮ ‬يا‮ ‬سيادة‮ ‬المحرر‮ ‬أن‮ ‬ترد‮ ‬على‮ ‬شيء‮ ‬بأنه‮ ‬غير‮ ‬قابل‮ ‬للرد‮. ‬هذا‮ ‬رفس‮ ‬مدفوع‮ ‬بعاطفة‮ ‬عشواء،‮ ‬لا‮ ‬يليق‮ ‬بمحرر‮ ‬نتوقع‮ ‬منه‮ ‬الحرص،‮ ‬والموضوعية‮ ‬وحدة‮ ‬النظر‮.‬

‮ ٣. ‬لم‮ ‬تحمل‮ ‬رسالتي‮ ‬أي‮ ‬نكران‮ ‬ولا‮ ‬حتى‮ ‬تشكيك‮ ‬في‮ ‬وجود‮ ‬قانون‮ ‬ليبي‮ ‬يحظر‮ ‬الأسماء‮ ‬الغير‮ ‬العربية،‮ ‬ولم‮ ‬أضع‮ ‬وجود‮ ‬ذلك‮ ‬القانون‮ ‬في‮ ‬دائرة‮ ‬النقاش‮. ‬ملاحظاتي‮ ‬الخاصة‮ ‬بمقالتكم‮ ‬تدور‮ ‬جميعها‮ ‬حول‮ ‬محور‮ ‬واحد‮ ‬وهو‮ ‬خلطك‮ ‬بين‮ ‬الإسم‮ ‬والمسمى‮ ‬وإستنكارك‮ _ ‬بصريح‮ ‬النص‮ _ ‬لمساواة‮ ‬الأسماء‮ ‬الأمازيغية‮ ‬بالأسماء‮ ‬التركية‮ ‬كنماذج‮ ‬لأسماء‮ ‬محظورة‮ ‬بحكم‮ ‬أنها‮ ‬غير‮ ‬عربية‮. ‬وعلى‮ ‬كل‮ ‬حال،‮ ‬أنا‮ ‬إقتطعت‮ ‬النصوص‮ ‬التى‮ ‬أعارضها‮ ‬في‮ ‬مقالتكم‮ ‬وأضفت‮ ‬مرجعا‮ ‬للمقالة‮ ‬بكاملها‮ ‬لمن‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يتأكد‮ ‬من‮ ‬صحة‮ ‬ما‮ ‬نسبت‮ ‬إليكم‮. ‬فهل‮ ‬نفهم‮ ‬من‮ ‬ردك‮ ‬أنك‮ ‬تنكر‮ ‬ماسبق‮ ‬منك‮ ‬من‮ ‬نبز‮ ‬وخلط،‮ ‬أم‮ ‬أنك‮ ‬تريد‮ ‬إسقاطه‮ ‬وردمه‮ ‬بدون‮ ‬إعتذار؟‮ ‬أرجوك‮ ‬أن‮ ‬تفصح‮ ‬عن‮ ‬غرضك‮ ‬بطريقة‮ ‬مباشرة‮. ‬

‮٤. ‬وردت‮ ‬في‮ ‬رسالتي‮ ‬كلمة‮ "‬الزبل‮" ‬مرة‮ ‬واحدة‮ ‬بين‮ ‬ما‮ ‬يزيد‮ ‬عن‮ ‬ألف‮ ‬كلمة،‮ ‬ولكنك‮ ‬رأيت‮ ‬من‮ ‬الضرورة‮ ‬أن‮ ‬تضعها‮ ‬في‮ ‬ردك‮ ‬القصير‮ ‬ثلاث‮ ‬مرات‮!‬

‮٥. ‬الكلمة‮ ‬التى‮ ‬كانت‮ ‬سببا‮ ‬في‮ ‬إضطرابك‮ ‬تعني‮ ‬بالليبية‮ ‬السماد،‮ ‬ولا‮ ‬تعد‮ ‬كلمة‮ ‬بذيئة‮ ‬حتى‮ ‬بين‮ ‬سكان‮ ‬المدن‮ ‬والفيافي‮ ‬القاحلة‮. ‬

‮٦. ‬وردت‮ ‬الكلمة‮ ‬المرفوضة‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬تعبير‮ ‬شعري‮\‬فني،‮ ‬كانت‮ ‬فيه‮ ‬رافدة‮ ‬ولم‮ ‬تكن‮ ‬ركيزة‮ ‬ولا‮ ‬مغزى‮ ‬في‮ ‬ذاتها‮. ‬ونجد‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬السياق‮ ‬كلمات‮ ‬أخرى‮ "‬زراعية‮" ‬تستعمل‮ ‬مجازا،‮ ‬مثل‮ ‬كلمة‮ ‬العرق،‮ ‬ولكنك‮ ‬قبلت‮ ‬العرق‮ ‬ورفضت‮ ‬السماد‮. ‬الهجاء‮ ‬الشعري‮ ‬كان‮ ‬مصوبا‮ ‬نحو‮ ‬إدعاء‮ ‬النقاء‮ ‬العرقي،‮ ‬وهو‮ ‬إدعاء‮ ‬باطل،‮ ‬في‮ ‬نظري،‮ ‬لأن‮ ‬تاريخ‮ ‬ليبيا‮ ‬قوامه‮ ‬الإحتلال‮ ‬الأجنبي‮ ‬الذي‮ ‬تعددت‮ ‬ألوانه‮ ‬وتوالت‮ ‬مراحله‮ ‬على‮ ‬مدى‮ ‬آلاف‮ ‬السنين،‮ ‬إجتاح‮ ‬فيها‮ ‬المحتلون‮ ‬جميع‮ ‬حرمات‮ ‬السكان‮ ‬المحليين،‮ ‬بل‮ ‬عاملوهم‮ ‬كالعبيد‮ ‬ففرض‮ ‬كل‮ ‬محتل‮ ‬عليهم‮ ‬لغته‮ ‬ودينه‮ ‬وثقافته،‮ ‬وهي‮ ‬ظروف‮ ‬وبيئة‮ ‬مشوبة‮ ‬لا‮ ‬تنبت‮ ‬العروق‮ ‬النقية‮. ‬ومن‮ ‬هذا‮ ‬المنطلق،‮ ‬نسألك‮ ‬يا‮ ‬سيادة‮ ‬المحرر،‮ ‬ما‮ ‬الفرق‮ ‬بين‮ ‬عبارة‮ "‬زبل‮ ‬الرومي‮" ‬التي‮ ‬تحتج‮ ‬عليها‮ ‬وعبارة‮ "‬بقايا‮ ‬العصمانلي‮" ‬التي‮ ‬ترمز‮ ‬بها‮ ‬إلى‮ ‬عدد‮ ‬كبير‮ ‬من‮ ‬الليبيين؟‮ ‬أنا‮ ‬أرى‮ ‬أن‮ ‬السماد‮ ‬غذاء،‮ ‬لما‮ ‬يتضمنه‮ ‬من‮ ‬عوامل‮ ‬النمو‮ ‬والحيوية،‮ ‬والكلمة‮ ‬لا‮ ‬تتعدى‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬رمزا‮ ‬لأحد‮ ‬العوامل‮ ‬المؤثرة‮ ‬في‮ ‬تطور‮ ‬الإنسان‮ ‬الليبي‮ ‬ولا‮ ‬تصف‮ ‬الإنسان‮ ‬ذاته،‮ ‬بينما‮ ‬كلمة‮ "‬البقايا‮" ‬تشير‮ ‬إلى‮ ‬الركود‮ ‬والتآكل،‮ ‬وهي‮ ‬من‮ ‬صفات‮ ‬الجماد‮ ‬وقد‮ ‬وردت‮ ‬في‮ ‬مقالتكم‮ ‬كوصف‮ ‬للإنسان‮ ‬الليبي‮ ‬بذاته‮ ‬ولم‮ ‬تكن‮ ‬وصفا‮ ‬لبيئته‮. ‬

‮٧. ‬أخيرا‮ ‬يا‮ ‬سيادة‮ ‬الكاتبدار‮ ‬نصل‮ ‬إلى‮ ‬مربط‮ ‬الفرس،‮ ‬أو‮ ‬الكوري‮ ‬بلغة‮ ‬بقايا‮ ‬العصمانلي،‮ ‬وعذرا‮ ‬إذا‮ ‬أزكمتك‮ ‬تعابيري‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮. ‬لقد‮ ‬لاحظنا‮ ‬مؤخرا‮ ‬أنكم‮ ‬أضفتم‮ ‬قسما‮ ‬جديدا‮ ‬لصفحة‮ ‬تاوالت‮ ‬تتناولون‮ ‬فيه‮ ‬رسائل‮ ‬مختارة‮ ‬من‮ ‬بريدكم،‮ ‬فتردون‮ ‬على‮ ‬بعضها‮ ‬وتنشرون‮ ‬بعضها‮ ‬بحذافيرها‮ ‬بحكم‮ ‬أنها‮ ‬مبهمة‮ ‬وغير‮ ‬مفهومة‮. ‬والحقيقة‮ ‬أن‮ ‬التفاعل‮ ‬مع‮ ‬القراء‮ ‬عمل‮ ‬جيد،‮ ‬ولكن‮ ‬نشركم‮ ‬لما‮ ‬لاتفهمون‮ ‬يبعث‮ ‬فينا‮ ‬الحيرة‮ ‬لأنه‮ ‬يعني‮ ‬بالضرورة‮ ‬أنكم‮ ‬تنشرون‮ ‬مواد‮ ‬بدون‮ ‬أن‮ ‬تعوا‮ ‬إذا‮ ‬كانت‮ ‬متفقة‮ ‬أو‮ ‬متعارضة‮ ‬مع‮ ‬سياساتكم،‮ ‬إلا‮ ‬إذا‮ ‬كانت‮ ‬سياساتكم‮ ‬لا‮ ‬تتعارض‮ ‬مع‮ ‬نشر‮ ‬الهذيان‮ ‬والهراء‮. ‬ولاحظنا‮ ‬أن‮ ‬السيدة‮ ‬شروس،‮ ‬القائمة‮ ‬على‮ ‬قسم‮ ‬الرسائل،‮ ‬ذكرت‮ ‬في‮ ‬الحلقة‮ ‬الأولى‮ ‬أنكم‮ ‬لاتمتلكون‮ ‬سلة‮ ‬مهملات‮ ‬لرسائل‮ ‬القراء،‮ ‬وربما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬إشارة‮ ‬لإختلافكم‮ ‬المفترض‮ ‬مع‮ ‬موقع‮ ‬أخبار‮ ‬ليبيا‮ ‬التابع‮ ‬لشركة‮ ‬آس‮ ‬ميديا‮ ‬للنشر‮. ‬وهذا‮ ‬الإدعاء‮ ‬المتزامن‮ ‬مع‮ ‬تجاهلها‮ ‬لرسالتنا‮ ‬يدفع‮ ‬بنا‮ ‬إلى‮ ‬التساؤل‮: ‬أيهما‮ ‬أفضل،‮ ‬سلة‮ ‬مهملات‮ ‬مرئية‮ ‬أم‮ ‬ثقوب‮ ‬سوداء‮ ‬تلتهم‮ ‬حتى‮ ‬الضوء‮ ‬والظل؟‮ ‬ولاحظنا‮ ‬أيضا‮ ‬أن‮ ‬السيدة‮ ‬شروس‮ ‬قدمت‮ ‬الحلقة‮ ‬الثانية‮ ‬بأنها‮ ‬عادة‮ ‬وهو‮ ‬تعبير‮ ‬آمل‮ ‬ولكنه‮ ‬ذكرنا‮ ‬بالمثل‮ ‬الذي‮ ‬يقول‮ "‬بات‮ ‬في‮ ‬الدباغ‮ ‬ليلة،‮ ‬صبح‮ ‬قربة‮." ‬وبغض‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬إنسلاخ‮ ‬الواقعية‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬الكلام‮ ‬اللزج،‮ ‬فإننا‮ ‬نتعشم‮ ‬خيرا‮ ‬ونأمل‮ ‬ألا‮ ‬يكون‮ ‬نفخنا‮ ‬في‮ ‬قربة‮ ‬مثقوبة‮. ‬لو‮ ‬أنني‮ ‬يا‮ ‬سيدي‮ ‬توخيت‮ ‬العاطفية‮ ‬في‮ ‬ردي‮ ‬لقفزت‮ ‬مثلك‮ ‬واشترطت‮ ‬أن‮ ‬تنشر‮ ‬رسالتي‮ ‬كما‮ ‬هي‮ ‬أو‮ ‬ترفضها‮ ‬كما‮ ‬هي‮. ‬وربما‮ ‬كان‮ ‬تعلقك‮ ‬بكلمة‮ ‬الزبل‮ (‬كإسم‮ ‬مستقل‮ ‬وكمضاف‮ ‬إلي‮) ‬مجرد‮ ‬إستفزاز‮ ‬ودفع‮ ‬بي‮ ‬إلى‮ ‬النط‮ ‬في‮ ‬هاوية‮ ‬العاطفية‮. ‬ولكنني‮ ‬سأخيب‮ ‬ظنكم‮ ‬وأضعكم‮ ‬أمام‮ ‬ضميركم‮. ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬تعجبكم‮ ‬كلمة‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬عشر‮ ‬كلمات‮ ‬من‮ ‬ألف‮ ‬في‮ ‬رسالتي‮ ‬فلن‮ ‬أجعل‮ ‬لكم‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬ذريعة‮ ‬للتهرب‮ ‬من‮ ‬المسؤولية‮ ‬والإلتزام‮ ‬بما‮ ‬تدعون‮. ‬نعم‮ ‬يا‮ ‬حضرات،‮ ‬بإمكانكم‮ ‬نشر‮ ‬رسالتي‮ ‬وفقا‮ ‬للشروط‮ ‬التالية‮:‬

‮١. ‬أن‮ ‬تتفضلوا‮ ‬بشطب‮ ‬أي‮ ‬كلمة‮ ‬لا‮ ‬تتفق‮ ‬مع‮ ‬سياستكم‮ ‬الغير‮ ‬معلنة،‮ ‬بدون‮ ‬أي‮ ‬بتر‮ ‬أو‮ ‬تغيير‮ ‬آخر‮.‬

‮٢. ‬أن‮ ‬تتفضلوا‮ ‬بوضع‮ ‬رابط‮ ‬إلى‮ ‬صفحتي‮ ‬الشخصية‮ ‬لكي‮ ‬يتمكن‮ ‬القراء‮ ‬من‮ ‬مطالعة‮ ‬الأصل‮ ‬بكامله،‮ ‬بدون‮ ‬تحميلكم‮ ‬أي‮ ‬مسؤولية‮.‬

لا‮ ‬أظن‮ ‬أن‮ ‬مطالبي‮ ‬تخرج‮ ‬عن‮ ‬دائرة‮ ‬المعقول‮ ‬ولا‮ ‬أنها‮ ‬تخالف‮ ‬ما‮ ‬سبق‮ ‬من‮ ‬طرفكم‮. ‬مثلا،‮ ‬عندما‮ ‬نشرتم‮ ‬مقالات‮ ‬السيد‮ ‬فرج‮ ‬نجم‮ ‬وأشرتم‮ ‬إلى‮ ‬مصدرها‮ (‬جريدة‮ ‬العرب‮)‬،‮ ‬لم‮ ‬نحسب‮ ‬إشارتكم‮ ‬قبولا‮ ‬أو‮ ‬إتفاقا‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬ماينشر‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬المصدر‮. ‬وبالمثل،‮ ‬إن‮ ‬أشرتم‮ ‬إلى‮ ‬مصدر‮ ‬رسالتي،‮ ‬فلا‮ ‬أظن‮ ‬أن‮ ‬أي‮ ‬عاقل‮ ‬سيحملكم‮ ‬أي‮ ‬مسؤولية‮ ‬عما‮ ‬ينشر‮ ‬خارج‮ ‬نطاق‮ ‬سيطرتكم‮. ‬وبهذا‮ ‬الشكل‮ ‬تتمسكوا‮ ‬أنتم‮ ‬بمبادئكم‮ ‬وأتمسك‮ ‬أنا‮ ‬بحريتي‮ ‬في‮ ‬التعبير،‮ ‬ولا‮ ‬يحول‮ ‬إختلافنا‮ ‬في‮ ‬واحدة‮ ‬دون‮ ‬نشر‮ ‬الألف،‮ ‬وليقارن‮ ‬القراء‮ ‬معاييرنا‮ ‬في‮ ‬الفكر‮ ‬والتعبير‮.‬

ومن‮ ‬جانبي،‮ ‬أعدكم‮ ‬بإنني‮ ‬سأستمر‮ ‬في‮ ‬نشر‮ ‬مراسلاتنا‮ (‬الغير‮ ‬شخصية‮) ‬بكاملها‮ ‬على‮ ‬صفحات‮ ‬متاحة‮ ‬للقراءة‮ ‬والتعليق،‮ ‬من‮ ‬بينها‮ ‬صفحتي‮ ‬الخاصة‮ ‬على‮ ‬العنوان‮ ‬التالي‮:‬

http‭://‬mindamir‭.‬blogspot‭.‬com‭/‬

شكرا‮ ‬لكم‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮ ‬على‮ ‬ردكم‮. ‬والكرة‮ ‬الآن‮ ‬عندكم‮.‬

‮--‬ضمير‮ ‬مستتر
عضو‮ ‬مؤقت،‮ ‬التجمع‮ ‬الكوني‮ ‬للتحزمات‮ ‬الكرنافية‮-- ‬تكتك

التسميات: ,

رد‮ ‬محرر‮ ‬تاوالت‮ ‬على‮ ‬‮"‬شق‮ ‬الغمة‮"‬

ازول , سلام ,
وصلتني مقالتك أو ردك على مقالتي المنشورة في تاوالت , ورغم انني لاأدري ما اذا كنت أرّد على ضمير مستثر تقديره هو أو تقديره هي , غير ان ذلك ليس مهما كثيرا , لاننا نناقش افكار وأراء وحتى اجتهادات , ان صح التعبير , ومرد حيرتي هو فقط لكي أعرف كيف اخاطبك , بصيغة المذكر أو بصيغة الموئنث ؟ يا أخ _ ت , يبدو انك تمسك السلم بالعرض , لانني تحدث عن قوانين يفرضها نظام ليبيا الحاكم ويمنع فيها استخدام الاسماء الامازيغية الليبية , وهذه حقيقة لاتستطيع ان تنكرها , وكنت سأرد عليك واتحاور معك بهدوء وبدون شطط وحدف كلام على وجوه العباد , لكنني وجدت مقالتك مليئة بالكلمات الغير قابلة للنشر وحتى غير قابلة للرد , فكيف أرد على كلمة (الزبل) مثلا , هل سأرد اليك ( زبلك ) أو تريدني ان اناقش افكارك , على العموم , اذا وصلتني منك مقالة مهذبة أورد يستحق التوقف عنده بدون قفز في الهواء فسوف أرد عليك واناقشك , وتأكد اننا شركاء في الوطن ولانريد ان نقف على ضفتين متقابلتين أو نرسم خطا ما بيننا ونتنابز بالكلمات , انت ايضا معني بالقضية وبشكل مباشر لانك ببساطة ليبي , وتأكد انني لاابخس افكارك ولا اتجاوز عقلك, فقط نتحاور مع بعضنا بهدوء وبعيدا عن ( الزبل ) , تانميرت , ماسينيسا كباون ,

التسميات: ,

2004-08-17

شق‮ ‬الغمّة‮ ‬على‮ ‬خلط‮ ‬الإسم‮ ‬بالمسمى



السادة‮ ‬أعضاء‮ ‬هيئة‮ ‬تحرير‮ ‬صحيفة‮ ‬تاوالت،‮ ‬بعد‮ ‬التحية‮:

تحتوي‮ ‬هذه‮ ‬الرسالة‮ ‬تعليقا‮ ‬على‮ ‬مقالة‮ ‬بقلم‮ ‬محرر‮ ‬تاوالت،‮ ‬بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬ملاحظات‮ ‬عامة‮ ‬حول‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالقضية‮ ‬الأمازيغية‮ ‬وتفاعل‮ ‬عامة‮ ‬الليبيين‮ ‬معها‮. ‬نرجو‮ ‬أن‮ ‬تنشروها‮ ‬على‮ ‬صفحتكم‮ ‬في‮ ‬أقرب‮ ‬فرصة‮. ‬وشكرا‮.‬
‮-- ‬ضمير‮ ‬مستتر‮ ‬




شق‮ ‬الغمّة‮ ‬على‮ ‬خلط‮ ‬الإسم‮ ‬بالمسمى


مقدمة‮ ‬

تحت‮ ‬عنوان‮ ‬القضية‮ ‬الأمازيغية‮ ‬أوالحق‮ ‬الأمازيغي‮ ‬تختلط‮ ‬أفكار‮ ‬كثيرة‮ ‬في‮ ‬الوسعاية‮ ‬الليبية‮ ‬ويكثر‮ ‬التناقض‮ ‬بين‮ ‬الشعارات‮ ‬والممارسات،‮ ‬ونعود‮ ‬للبداية‮ ‬لنتسائل‮: ‬هل‮ ‬الأمازيغية‮ ‬قضية‮ ‬وطنية‮ ‬أو‮ ‬قضية‮ ‬طائفية؟‮ ‬وهل‮ ‬تنساب‮ ‬مطالب‮ ‬الأمازيغية‮ ‬من‮ ‬منبع‮ ‬الإنصاف‮ ‬والمساواة،‮ ‬أم‮ ‬أنها‮ ‬تتساقط‮ ‬من‮ ‬سحابة‮ ‬الإسعاف‮ ‬والمواساة؟‮ ‬

لن‮ ‬نجادل‮ ‬الحقائق‮ ‬العلمية‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬أمازيغي،‮ ‬ولا‮ ‬حتى‮ ‬الحقائق‮ ‬التاريخية‮ (‬إن‮ ‬صحت‮ ‬التسمية‮) ‬ولا‮ ‬شك‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬إنسان‮ ‬أهل‮ ‬للحقوق‮ ‬المؤسسة‮ ‬على‮ ‬المساواة‮. ‬ولكننا‮ ‬لا‮ ‬نقبل‮ ‬الأمازيغية‮ ‬كمسوغة‮ ‬وراثية‮ ‬نسْلية‮ ‬تؤهل‮ ‬حاملها‮ ‬للإستثناء،‮ ‬ولا‮ ‬نقبل‮ ‬تصنيف‮ ‬أهل‮ ‬الحقوق‮ ‬بمفردات‮ ‬علوم‮ ‬الجماجم‮ ‬والخياشم‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬شعوذات‮ "‬د‮. ‬منغلي‭/‬منقلي‮" ‬وإلا‮ ‬حتى‮ ‬منشوي‮.‬

قبل‮ ‬أن‮ ‬تصبح‮ ‬الأمازيغية‮ ‬قضية‮ ‬وطنية،‮ ‬لا‮ ‬بد‮ ‬من‮ ‬طرحها‮ ‬في‮ ‬متناول‮ ‬الجميع‮ ‬ولابد‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬دائرة‮ ‬المشاركة‮ ‬فيها‮ ‬واسعة،‮ ‬سواء‮ ‬مشاركة‮ ‬إيجابية‮ ‬أو‮ ‬سلبية‮. ‬ولكن‮ ‬الموقف‮ ‬الحالي‮ ‬لعامة‮ ‬الليبيين‮ ‬تجاه‮ ‬الأمازيغية‮ ‬هو‮ ‬عدم‮ ‬الإكتراث‮ ‬مع‮ ‬قليل‮ ‬من‮ ‬الضحكات‮ ‬الصفراء،‮ ‬وربما‮ ‬نتج‮ ‬هذا‮ ‬التبلد‮ ‬عن‮ ‬إفراط‮ ‬الليبيين‮ ‬في‮ ‬تعاطي‮ ‬المسكنات‮ ‬والمسكتات‮ ‬من‮ ‬فصيلة‮ "‬كلنا‮ ‬مسلمون‮" ‬و‮"‬كلنا‮ ‬ثوريون‮" ‬و‮"‬كلنا‮ ‬حسب‮ ‬الطلب‮" ‬والداء‮ ‬في‮ "‬كلنا‮".‬

نعم،‮ ‬في‮ ‬الجماهيرية‮ ‬الطعنظهرية‮ ‬تنتهك‮ ‬حقوق‮ ‬الأمازيغ‮ ‬بآلية‮ ‬الدولة‮. ‬ولكن‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬الإجتماعي‮ ‬يجري‮ ‬التمييز‮ ‬والتعصب‮ ‬القبلي‮ ‬ذهابا‮ ‬وإيابا،‮ ‬ولا‮ ‬أظن‮ ‬أننا‮ ‬ننصف‮ ‬الأمازيغ‮ ‬إذا‮ ‬تحدثنا‮ ‬عنهم‮ ‬كضحايا‮ ‬بغض‮ ‬الطرف‮ ‬عما‮ ‬يمارسون‮ ‬من‮ ‬تمييز‮ ‬ضد‮ ‬الآخرين،‮ ‬كتمييزهم‮ ‬ضد‮ ‬الجنس‮ ‬الأسود‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮. ‬وحتى‮ ‬بين‮ ‬أعضاء‮ ‬المجموعة‮ ‬الواحدة‮ ‬نجد‮ ‬التعصب‮ ‬والتمييز‮ ‬بناءا‮ ‬على‮ ‬تفاوت‮ ‬مفترض‮ ‬لنقائهم‮ ‬أو‮ ‬طهارتهم‮ ‬العرقية،‮ ‬فهذا‮ ‬حر‮ ‬وذاك‮ ‬عبد‮ ‬أو‮ ‬مستعرب،‮ ‬وهذا‮ ‬شريف‮ ‬والآخر‮ ‬وصيف،‮ ‬إلخ‮. ‬إذا،‮ ‬برنامج‮ ‬الإنتهاك‮ ‬المنظم‮ ‬لحقوق‮ ‬الأمازيغ‮ ‬بشكل‮ ‬خاص،‮ ‬رغم‮ ‬أنه‮ ‬قد‮ ‬يتفق‮ ‬إستراتيجيا‮ ‬مع‮ ‬بعض‮ ‬أطراف‮ ‬التنازع‮ ‬القبلي،‮ ‬فهو‮ ‬لا‮ ‬يتنفذ‮ ‬إلا‮ ‬بآلية‮ ‬الدولة‮ (‬أو‮ ‬الحكومة‮) ‬التي‮ ‬يتشارك‮ ‬فيها‮ ‬الأمازيغ‮ ‬مع‮ ‬باقي‮ ‬المجموعات‮ ‬بنصيب‮ ‬يبدو‮ ‬متناسب‮. ‬ولذلك‮ ‬فإن‮ ‬خلط‮ ‬الجوانب‮ ‬السياسية‮ ‬بالإجتماعية‮ ‬تحت‮ ‬عنوان‮ ‬القضية‮ ‬الأمازيغية‮ ‬لا‮ ‬يعزز‮ ‬واقعيتها‮ ‬بل‮ ‬يؤدي‮ ‬بها‮ ‬إلى‮ ‬التجاهل،‮ ‬في‮ ‬أحسن‮ ‬الأحوال‮.‬

لا‮ ‬تحظى‮ ‬القضية‮ ‬الأمازيغية‮ ‬بإهتمام‮ ‬موسع‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬الصحافة‮ ‬الليبية‮ ‬المستقلة،‮ ‬أو‮ ‬بالأصح‮ ‬في‮ ‬أكشاك‮ ‬الموزعين‮ ‬الفرديين‮ ‬للصدقات‮ ‬الإعلامية‮. ‬على‮ ‬الرغم‮ ‬من‮ ‬تنوع‮ ‬الخطاب،‮ ‬لا‮ ‬نجد‮ ‬جهودا‮ ‬مركزة‮ ‬ضد‮ ‬الأمازيغية‮ ‬أو‮ ‬ممارسات‮ ‬مكثفة‮ ‬للتمييز‮ ‬ضدهم،‮ ‬بينما‮ ‬نجد‮ ‬دائرة‮ ‬الناشطين‮ ‬المناصرين‮ ‬محصورة‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬صغير‮ ‬ممن‮ ‬يحسبون‮ ‬أمازيغ‮ ‬أو‮ ‬جباليين‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬قبلي‮-‬نسلي‮-‬بيولوجي‮. ‬فأين‮ ‬هي‮ ‬الأطراف‮ ‬الأخرى‮ ‬في‮ ‬القضية‮ ‬وكيف‮ ‬نفسر‮ ‬غيابها؟‮ ‬

لا‮ ‬شك‮ ‬أن‮ ‬فتور‮ ‬عامة‮ ‬الليبيين‮ ‬تجاه‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالقضية‮ ‬الأمازيغية‮ ‬هو‮ ‬مايجعلها‮ ‬بالضرورة‮ ‬قضية‮ ‬طائفية‭/‬جهوية‮ ‬تخص‮ ‬فئة‮ ‬محدودة‮. ‬وستنعم‮ ‬الأمازيغية‮ ‬بالتجاهل‮ ‬طالما‮ ‬أن‮ ‬دعاتها‮ ‬لا‮ ‬يتجاوزون‮ ‬الخطوط‮ ‬الحمراء،‮ ‬أي‮ ‬طالما‮ ‬أنهم‮ ‬شركاء‮ ‬في‮ ‬سوق‮ ‬المسكنات‮. ‬طبعا،‮ ‬دعاة‮ ‬الأمازيغية‮ ‬يدركون‮ ‬جيدا‮ ‬أنه‮ ‬لا‮ ‬وطنية‮ ‬لقضية‮ ‬بلا‮ ‬إقحام‮ ‬الأغلبية،‮ ‬ولذلك‮ ‬نجد‮ ‬بعضهم‮ ‬يروجون‮ ‬أن‮ ‬الأغلبية‮ ‬الصامتة‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬الحقيقة‮ ‬شريكة‮ ‬مغفلة‮ ‬لأن‮ ‬أفرادها‮ ‬أمازيغ‮ ‬ولكنهم‮ ‬لا‮ ‬يعلمون‮. ‬ويذهب‮ ‬اليعض‮ ‬إلى‮ ‬التدجيل‮ ‬الإحصائي‮ (‬المهذب‮) ‬معلنا‮ ‬أن‮ ‬نسبة‮ ‬الأمازيغ‮ ‬بين‮ ‬سكان‮ ‬ليبيا‮ ‬تقارب‮ ‬الثمانين‮ ‬بالمائة‮ ‬أو‮ ‬نحو‮ ‬ذلك‮. ‬ولكن‮ ‬المنبهات‮ ‬الإحصائية‮ ‬سرعان‮ ‬ما‮ ‬تتلاشى‮ ‬في‮ ‬رياح‮ ‬العنصرية‮ ‬التي‮ ‬تهب‮ ‬من‮ ‬نفس‮ ‬المصادر،‮ ‬وهي‮ ‬نفسها‮ ‬الرياح‮ ‬التى‮ ‬تدفع‮ ‬عامة‮ ‬الليبيين‮ ‬بعيدا‮ ‬عن‮ ‬مركز‮ ‬الشراكة‮ ‬الفعلية‮. ‬

يوحي‮ ‬لنا‮ ‬المؤمزغون‮ ‬تارة‮ ‬بأننا‮ ‬جميعا‮ ‬أمازيغ،‮ ‬ثم‮ ‬يعودوا‮ ‬ليفتخروا‮ ‬بيننا‮ ‬بأن‮ ‬لاعب‮ ‬كرة‮ ‬ليبي‮ ‬مشهور‮ ‬هو‮ ‬لاعب‮ ‬أمازيغي،‮ ‬أو‮ ‬بأن‮ ‬أول‮ ‬حامل‮ ‬شهادة‮ ‬دكتوراة‮ ‬ليبي‮ ‬كان‮ ‬أمازيغي‮. ‬ونحن‮ ‬بدورنا‮ ‬نتحير‮: ‬إذا‮ ‬كنا‮ ‬جميعا‮ ‬أمازيغ،‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬بنسبة‮ ‬ثمانين‮ ‬بالمائة،‮ ‬فماذا‮ ‬تعني‮ ‬أمازيغية‮ ‬اللاعب‮ (‬نّس‮) ‬أو‮ ‬الدكتور‮ ‬المولود‮ ‬في‮ ‬كباو‮ (‬نّس‮)‬؟‮ ‬ماذا‮ ‬تضيف‮ ‬أمازيغية‮ ‬هؤلاء‮ ‬لهم‮ ‬كليبيين‮ ‬وما‮ ‬هو‮ ‬محلها‮ ‬من‮ "‬التمجيغ‮" ‬إن‮ ‬صح‮ ‬التعبير؟‮ ‬وعلى‮ ‬أي‮ ‬أساس‮ ‬يتم‮ ‬تمييز‮ ‬الأقلية‮ ‬المختارة‮ ‬عن‮ ‬الأغلبية‮ ‬المغفلة،‮ ‬إن‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬تمييز‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬بيولوجي‭/‬جماجمي‭/‬حفري‮ ‬متعصب؟‮ ‬إن‮ ‬عدم‮ ‬إكتراث‮ ‬الأغلبية‮ ‬بما‮ ‬يسمى‮ ‬بالقضية‮ ‬الأمازيغية‮ ‬لا‮ ‬يؤكد‮ ‬جهلها‮ ‬بقدر‮ ‬مايؤكد‮ ‬نفورها‮ ‬من‮ ‬منطق‮ ‬التمييز‮. ‬ومن‮ ‬جانب‮ ‬آخر،‮ ‬عدم‮ ‬إكتراث‮ ‬الأغلبية‮ ‬يدفع‮ ‬المؤمزغين‮ ‬إلى‮ ‬مزيد‮ ‬من‮ ‬التقوقع‮ ‬والتطرف،‮ ‬ولعل‮ ‬المثال‮ ‬التالي‮ ‬يسلط‮ ‬الضوء‮ ‬على‮ ‬نموذج‮ ‬آخر‮ ‬من‮ ‬خلط‮ ‬الإسم‮ ‬بالمسمى‮ ‬والتمادي‮ ‬في‮ ‬التغريد‮ ‬داخل‮ ‬السرب‮.‬

وجه‮ ‬الحاج‮ ‬اللي‮ ‬حج‮ ‬بيه‮ ‬

نشرت‮ ‬مؤسسة‮ ‬تاوالت‮ ‬مقالة‮ ‬يحتج‮ ‬فيها‮ ‬الكاتب‮ ‬على‮ ‬بيان‮ ‬سابق‮ ‬من‮ ‬منظمة‮ ‬الرقيب‮ ‬حول‮ ‬إنتهاك‮ ‬حقوق‮ ‬الليبيين‮ ‬بموجب‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬قانون‮ ‬حظر‮ ‬الأسماء‮ ‬الغير‮ ‬عربية‮. ‬كاتب‮ ‬المقالة‮ ‬هو‮ ‬محرر‮ ‬تاوالت‮ ‬الحالي،‮ ‬والذي‮ ‬يتمتع‮ ‬بكامل‮ ‬حقوق‮ ‬التسمي‮ ‬خارج‮ ‬ليبيا،‮ ‬السيد‮ ‬محمد‮ ‬عاشور‭/‬موحمد‮ ‬عاشور‭/‬ماسينيسا‮ ‬كاباون‭/‬إلخ‮. ‬وفي‮ ‬سياق‮ ‬تعليقه‮ ‬على‮ ‬إستنكار‮ ‬منظمة‮ ‬الرقيب‮ ‬لقانون‮ ‬حظر‮ ‬التسمي‮ ‬وردت‮ ‬الفقرة‮ ‬التالية‮:‬

رغم انني لا أبخس الخطوة الجريئة التي قامت بها مؤسسة الرقيب في شهر مارس الماضي, الا أنهم أخطأو _ ودائما بدون قصد _ في عبارة تقول : " وقد ترتب على هذا القانون منع تداول الاسماء الغير عربية كالامازيغية أو التركية " وهل يمكن ان نقارن الاسماء الليبية الاصيلة ببعض اسماء عائلات تركية طاب لها المقام في ليبيا عقب الغزو العثماني لها !!؟. أم أنها اشارة الى ما مفاده _ ماحّد خير من حدّ _ ويتساوى اصحاب الهوية والارض مع بقايا أسماء تركية، وعلّق صديق " بيكحلها عماها "،

في‮ ‬الحقيقة،‮ ‬بيان‮ ‬مؤسسة‮ ‬الرقيب‮ ‬نشر‮ ‬في‮ ‬يناير‮ ‬الماضي،‮ ‬ولم‮ ‬ينشر‮ ‬في‮ ‬مارس؛‮ ‬والعبارة‮ ‬المعنية‮ ‬لا‮ ‬تشير‮ ‬لأسماء‮ "‬تركية‮" ‬بل‮ "‬عثمانية‮." ‬ورغم‮ ‬أننا‮ ‬نفضل‮ ‬كلمة‮ "‬تركية‮" ‬لتحديد‮ ‬الخلفية‮ ‬الثقافية‮ ‬لتلك‮ ‬الأسماء،‮ ‬نتمنى‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬المحرر‮ ‬أكثر‮ ‬حرصا‮ ‬في‮ ‬المستقبل‮ ‬وألا‮ ‬يقدم‮ ‬معلومات‮ ‬خاطئة‮ ‬على‮ ‬شكل‮ ‬نصوص‮ ‬منقولة،‮ ‬لأن‮ ‬مخالفة‮ ‬الحقائق‮ ‬المتاحة‮ ‬قد‮ ‬تعد‮ ‬دليلا‮ ‬على‮ ‬التكاسل‮ ‬أو‮ ‬التزوير‮.


على‮ ‬أي‮ ‬حال،‮ ‬يمكن‮ ‬تلخيص‮ ‬موقف‮ ‬السيد‮ ‬المحرر‮ ‬بقوله‮ ‬أن‮ ‬بيان‮ ‬الرقيب يخلط‭ ‬ورقة‭ ‬الهوية‭ ‬مع‭ ‬ماتبقى‭ ‬من‭ ‬عائلات‭ ‬العصمانلي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‮.

يبدو‮ ‬أن‮ ‬محرر‮ ‬تاوالت‮ ‬يفصل‮ ‬بين‮ ‬مفهوم‮ ‬الحقوق‮ ‬ومفهوم‮ ‬المساواة،‮ ‬أي‮ ‬أن‮ ‬الحقوق‮ ‬ليست‮ ‬بالضرورة‮ ‬مبنية‮ ‬على‮ ‬المساواة‮ ‬وقد‮ ‬تكون‮ ‬مبنية‮ ‬على‮ ‬تفضيل‮ ‬البعض‮ ‬على‮ ‬الآخرين،‮ ‬كتفضيل‮ ‬ملاك‮ ‬الهوية‮ ‬على‮ ‬بقايا‮ ‬العصمانلي‮. ‬وهذا‮ ‬النوع‮ ‬من‮ ‬التفضيل‮ ‬قد‮ ‬يكون‮ ‬مشروعا‮ ‬بإتفاق‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬مبدأ‮ ‬الجبر‮ ‬والتعويض،‮ ‬ولكن‮ ‬السيد‮ ‬المحرر‮ ‬أشار‮ -- ‬كإشارة‮ ‬جحا‮ ‬لأذنه‮-- ‬أن‮ ‬موقفه‮ ‬ينبع‮ ‬من‮ ‬رفض‮ ‬مبدأ‮ "‬ما‮ ‬حد‮ ‬خير‮ ‬من‮ ‬حد‮." ‬ولذلك‮ ‬نقترح‮ ‬على‮ ‬سيادته‮ ‬أن‮ ‬يعرف‮ ‬مبادئه‮ ‬ومعاييره‮ ‬بطريقه‮ ‬مباشرة،‮ ‬مثلا‮ ‬بعبارة‮ " ‬يولد‮ ‬الناس‮ ‬سواسية‮... ‬ولكن‮ ‬بعضهم‮ ‬أكثر‮ ‬سواسية‮ ‬من‮ ‬بعض‮."‬

يستنكر‮ ‬المحرر‮ ‬مساواة‮ ‬حق‮ ‬إنتقاء‮ ‬الأسماء‮ ‬الأمازيغية‮ ‬بحق‮ ‬إنتقاء‮ ‬غيرها‮ ‬من‮ ‬الأسماء،‮ ‬ويعلل‮ ‬الطبقية‮ ‬التي‮ ‬ينشدها‮ ‬بالخلط‮ ‬بين‮ ‬الإسم‮ ‬والمسمى‮. ‬فهو‮ ‬يرى‮ ‬أن‮ ‬الأسماء‮ ‬الأمازيغية‮ ‬تتميز‮ ‬بكونها‮ ‬ملك‮ ‬أصحاب‮ ‬الأرض‮ ‬والهوية،‮ ‬على‮ ‬حد‮ ‬قوله،‮ ‬ويستنكر‮ ‬وضعها‮ ‬قانونيا‮ ‬على‮ ‬قدم‮ ‬المساواة‮ ‬مع‮ ‬أسماء‮ ‬أخرى‮ ‬يعرف‮ ‬أصحابها‮ ‬بأنهم‮ "‬عائلات‮ ‬تركية‮ ‬طاب‮ ‬لها‮ ‬المقام‮ ‬في‮ ‬ليبيا‮" (‬يعني‮ ‬مجرد‮ ‬تمديد‮ ‬إجازة‮) ‬ثم‮ ‬ينكر‮ ‬عطائهم‮ ‬وحيويتهم‮ ‬الإنسانية‮ ‬بكاملها،‮ ‬واصفا‮ ‬إياهم‮ -- ‬كالجماد‮ ‬المتآكل‮ -- ‬بأنهم‮ "‬ما‮ ‬تبقى‮ ‬من‮ ‬عائلات‮ ‬العصمانلي‮." ‬إن‮ ‬هذه‮ ‬العبارات‮ ‬النابزة‮ ‬تعبر‮ ‬بوضوح‮ ‬عن‮ ‬نظرة‮ ‬ضالة‮ ‬لأسس‮ ‬الحقوق‮. ‬ولو‮ ‬أن‮ ‬سيادة‮ ‬المحرر‮ ‬أدرك‮ ‬ماقال‮ ‬والتزم‮ ‬به‮ ‬لأزال‮ ‬إسم‮ ‬باشا‮ ‬الذي‮ ‬يتزين‮ ‬به‮ ‬إسم‮ ‬سليمان‮ ‬الباروني‮ ‬وتاريخه‮ ‬على‮ ‬صفحات‮ ‬تاوالت‮ ‬كرمز‮ ‬لمكانته‮ ‬الوطنية‮.‬

الأصل‮ ‬في‮ ‬الحقوق‮ ‬هو‮ ‬العدل‮ ‬والمساواة،‮ ‬والمستفيد‮ ‬والمؤهل‮ ‬لحقوق‮ ‬الإنسان‮ ‬هو‮ ‬المسمى‮ ‬وليس‮ ‬الإسم‮. ‬فالحق‮ ‬هو‮ ‬حق‮ ‬الإنسان‮ ‬أن‮ ‬يتسمى‮ ‬وليس‮ ‬حق‮ ‬الإسم‮ ‬أن‮ ‬يُنتحل‮. ‬ولذلك‮ ‬فإن‮ ‬شرعية‮ ‬حق‮ ‬الأمازيغ‮ ‬في‮ ‬التسمي‮ ‬لا‮ ‬تتوقف‮ ‬على‮ ‬خواص‮ ‬الإسم‮ ‬المختار،‮ ‬بل‮ ‬هو‮ ‬حقهم‮ ‬كغيرهم‮ ‬من‮ ‬البشر،‮ ‬ولا‮ ‬تنحصر‮ ‬شرعيته‮ ‬في‮ ‬حدود‮ ‬الأسماء‮ ‬الأمازيغية،‮ ‬لأنه‮ ‬حق‮ ‬أي‮ ‬إنسان‮ ‬في‮ ‬إنتقاء‮ ‬أي‮ ‬أسم‮. ‬ولو‮ ‬أن‮ ‬أحدا‮ ‬من‮ "‬بقايا‮ ‬العصمانلي‮" ‬حرم‮ ‬من‮ ‬تسمية‮ ‬إبنته‮ ‬بإسم‮ ‬أمازيغي،‮ ‬بينما‮ ‬حرم‮ ‬مواطن‮ ‬من‮ ‬بقايا‮ ‬الأمازيغ‮ ‬من‮ ‬تسمية‮ ‬إبنته‮ ‬بإسم‮ ‬عصمانلي،‮ ‬فهل‮ ‬سينظر‮ ‬السيد‮ ‬المحرر‮ ‬للحالتين‮ ‬بالتساوي؟‮ ‬إن‮ ‬موقفه‮ ‬السابق‮ ‬يوحي‮ ‬بأن‮ ‬الأمر‮ ‬سيختلط‮ ‬عليه‮ ‬لأنه‮ ‬لا‮ ‬يدرك‮ ‬أن‮ ‬صاحب‮ ‬الحق‮ ‬هو‮ ‬الإنسان‮ ‬وليس‮ ‬إسمه،‮ ‬ولا‮ ‬يدرك‮ ‬أن‮ ‬حق‮ ‬التسمى‮ ‬بأسماء‮ ‬أمازيغية‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬أسماء‮ ‬مرّيخية،‮ ‬لا‮ ‬يتوقف‮ ‬على‮ ‬أي‮ ‬إنتماء‮ ‬عرقي‮ ‬للمسمى‮. ‬وربما‮ ‬يرى‮ ‬البعض‮ ‬في‮ ‬تعدد‮ ‬أسماء‮ ‬المحرر‮ ‬مقياسا‮ ‬لنصيبه‮ ‬من‮ ‬الحقوق،‮ ‬ولكننا‮ ‬نرى‮ ‬أن‮ ‬موقف‮ ‬السيد‮ ‬المحرر‮ ‬يجيب‮ ‬بوضوح‮ ‬على‮ ‬تساؤلاتنا‮ ‬الأساسية‮. ‬إن‮ ‬طرح‮ ‬القضية‮ ‬الأمازيغية‮ ‬يخلط‮ ‬الإسم‮ ‬بالمسمى،‮ ‬وعدم‮ ‬تفاعل‮ ‬الليبيين‮ ‬هو‮ ‬ما‮ ‬يؤكد‮ ‬أن‮ ‬القضية‮ ‬المطروحة‮ ‬قضية‮ ‬إسمية‮ ‬وليست‮ ‬فعلية‮.‬

أخيرا،‮ ‬وفي‮ ‬ضوء‮ ‬ما‮ ‬تقدم،‮ ‬نرسل‮ ‬لكم‮ ‬الأبيات‮ ‬اللاحقة‮ ‬كهدية‮ ‬رمزية‮ ‬لمحرر‮(‬نّغ‮)‬،‮ ‬راجين‮ ‬أن‮ ‬يراعي‮ ‬فيها‮ ‬روح‮ ‬الدعابة‮ ‬والمبالغة‮ ‬التي‮ ‬عادة‮ ‬ما‮ ‬تصاحب‮ ‬الوخز‮ ‬المقفى‮.‬
‮ ‬

‮ ‬
يا‮ ‬حليلي‮ ‬مـ‮ ‬المازيغية‮ ... ‬دارت‮ ‬عنوان‮ ‬بلا‮ ‬حوش
وحلفت‮ ‬هاذي‮ ‬هي‮ ‬الهوية‮ ... ‬تبّوا‮ ‬ولاّ‮ ‬ماتبّوش
ما‮ ‬يرفض‮ ‬مني‮ ‬الهدية‮ ... ‬إلا‮ ‬اللي‮ ‬جذره‮ ‬مغشوش
لاني‮ ‬ليه‮ ‬ولاهو‮ ‬ليّ‮ ... ‬وخوذوا‮ ‬الدوة‮ ‬بالمفقوش

يا‮ ‬واقي‮!‬

فضلة‮ ‬عربان‮ ‬وعصمانلية‮ ... ‬مع‮ ‬أولادي‮ ‬ما‮ ‬يتساووش
ولعبدّة‮ ‬طول‮ ‬ماني‮ ‬حية‮ ... ‬من‮ ‬صونيتي‮ ‬ما‮ ‬ياكلوش
أني‮ ‬عرقي‮ ‬ما‮ ‬يولدش‮ ‬الكيّة‮ ... ‬بالزبل‮ ‬الرومي‮ ‬مفروش‮ ‬
وراوي‮ ‬بشخاخ‮ ‬الرقريقية‮ ... ‬نين‮ ‬غارق‮ ‬فيه‮ ‬البلبوش
أني‮ ‬رمز‮ ‬الدولة‮ ‬الحفرية‮ ... ‬فيقوا‮ ‬ياللي‮ ‬ماتدروش

إييح‮!‬

قلنا‮ ‬يا‮ ‬مابهاك‮ ‬قضية‮ ... ‬تلم‮ ‬الثابت‮ ‬والمرعوش
جنب‮ ‬حجابات‮ ‬السنوسية‮ ... ‬زيدونا‮ ‬مسحة‮ ‬وبيوش

شن‮ ‬ناقص؟

قول‮ ‬خذينا‮ ‬كيلو‮ ‬ومية‮ ... ‬وقلنا‮ ‬نمشوا‮ ‬وما‮ ‬نبطوش
نسرفنا‮ ‬واجد‮ ‬موش‮ ‬شوية‮ ... ‬إندوروا‮ ‬إندوروا‮ ‬وما‮ ‬نلقوش
تـ‮ ‬وينه‮ ‬حوش‮ ‬المازيغية‮... ‬وين‮ ‬الأوتشو‮ ‬بالعلوش؟
‮ ‬وين‮ ‬المربوعة‮ ‬الوطنية‮ ... ‬وين‮ ‬المندار‮ ‬المفشوش؟

قالك‮ ‬شبكة‮ ‬الأمان‮!‬

بانت‮ ‬في‮ ‬عين‮ ‬الرومية‮ ... ‬حفيانة‮ ‬ورداها‮ ‬منتوش
‮ ‬لا‮ ‬سفساري‮ ‬ولا‮ ‬فراشية‮ ... ‬غبرا‮ ‬كيف‮ ‬معيز‮ ‬الهوش‮ ‬
كرت‮ ‬جير‮ ‬وسطل‮ ‬أمية‮ ... ‬وقالت‮ ‬شوفوا‮ ‬وماتمسوش‮!‬
‮ ‬خطت‮ ‬شيء‮ ‬على‮ ‬الأرضية‮ ... ‬ودقت‮ ‬وشمة‮ ‬عـ‮ ‬الخنشوش
خسارة‮ ‬نانا،‮ ‬مية‮ ‬المية‮ ... ‬تهندس‮ ‬لبنية‮ ‬لعشوش
كتبت‮ ‬عنوانا‮ ‬بالنسْلية‮ ... ‬حروفه‮ ‬مـ‮ ‬القبر‮ ‬المربوش
بتحلب‮ ‬ثدي‮ ‬الأب‮-‬جدّ‮-‬ية‮ ... ‬طاحت‮ ‬في‮ ‬عكعك‮ ‬ما‮ ‬يقروش

يا‮ ‬حليلي‮ ‬مـ‮ ‬المازيغية‮!‬

‮-- ‬ضمير‮ ‬مستتر
عضو‮ ‬معشش‮ ‬بمنظمة‮ ‬العقول‮ ‬الليبية‮ ‬الفوق‮ ‬أرضية‮ (‬علفا‮).‬

mindamir@yahoo‭.‬com

‭---------------------------------------‬

مراجع
مقالة‮ ‬السيد‮ ‬المحرر

بيان‮ ‬منظمة‮ ‬الرقيب

التسميات: ,