ديوان‮ ‬‮ ‬‮رفــ الحصانة ــع ‬

2009-11-18

من ملاجئهم السياسية في بلدان أجنبية: فرسان (الحرس الجديد) يدينون اللجوء الإعلامي لسفاراتها في ليبيا

أرسلت التعليق التالي إلى براكة (ليبيا المستقبل)، في محاولة لإلقاء قليل من الضوء على خلفيات هامة لتقييم هجوم الإخوان والإخوانجية حديثا على جمال الحاجي ثم إنتفاضتهم للرد على من انتقدوا سلوكياتهم وأخلاقهم. سنضعه هنا -عـ السريع- كمسودة يمكن أن نضيف لها المراجع لاحقا...

في احتفاله بذكرى ٧ أبريل هذا العام، تحدث العقيد القذافي عن بداية تاريخه الإجرامي، واعترف ببعض سوابقه المبرمجه ضمن ما يسميه (حماية الثورة) ويسميه الإصلاحيون (المرحلة الإستثنائية)، وكان أفصحهم السيد سليمان دوغة عندما أقر لزميلته هالة المصراتي بتفهمه لحاجة (الثورة الغضة) للحماية، وهو تفهم قال أنه نتيجة (مراجعات ذاتية) على مر السنين، وربما كان يعني (الثورية الفظة)!
قال القذافي في معرض جرمه: )... وكان هنا في ليبيا شيوعيون يتبعون الإتحاد السوفيتي. والحركات الرجعية مثل الإخوان المسلمين وما إليه من الحركات الظلامية المتخلفة التي مازالت باقية وهي تعيش في العصور المظلمة) ثم أضاف عن مصير بعض معارضيه (... هؤلاء تم سحقهم، وكان لابد منه. بعد ذلك تصدت القوى الأخرى المريضة.. قوى اليمين مثل الإخوان المسلمين، الجراثيم كلها التي كانت موجودة)
بإختصار: القذافي بصفة رسمية علنية وفي سياق ما يعتبره إحياء ذكرى (مناسبة وطنية) وصف الإخوان بأنهم جراثيم رجعية ظلامية مريضة، كانت ومازالت تعيش في العصور المظلمة. فاتني شيووو؟ باهي.

الآن الكرة في ملعب السيد عبد المنعم الشريف الذي طفح به الكيل حديثا، والسيد صلاح الشلوي الذي يدجل علنا بنسب مئوية لا تخضع لقوانين الإحصاء والحساب، ثم يرد على طلب مصدرها بآية قرآنية ويبرر بطلان أعداده حسابيا بأنها رسالة مشفرة لكائنات غير مرئية يسميها (تيار الغد). والباب كان ولا زال مفتوحا منذ أبريل السابق للسادة عقوب والصلابي وغيرهم من الكيالين الشرعيين ليتحفونا برأيهم الشرعي في الأوصاف التي أطلقها القذافي عليهم. وندعوهم جميعا أن يأتوا بموازينهم (سنزات وصروف) ويضعوا رسومات الساطور الفرد على كفة وتصريحات من يسمونه (القيادة السياسية) للدولة الليبية على الكفة الأخرى، ثم يخبرونا بنسب مئوية أو حتى بلغة العفاريت: أيهما أكثر ضررا على المستوى الفردي أو الحزبي أو الوطني، رسومات الساطور الساخرة، أو شهادات العقيد الفاجرة؟

الجزء الثاني من تعليقي يقوم على ما صرح به سيف القذافي في حوار مع صحيفة (الصياد) اللبنانية - وليست البطنانية طبعا - حيث ورد ما يلي:
س: ما هي مبررات العفو عن السجناء من جماعة الإخوان المسلمين في نظركم؟

ج: الإخوان المسلمين قاموا بعمل سري لتغيير النظام بالتعاون مع تنظيم الإخوان المسلمين الدولي، وهم معترفون بذلك..ولكنهم الآن أكدوا بأنهم كانوا على خطأ..
وهذا الحوار موجود في موقع (المنارة).
وفي حوار لاحق أجرته (قدس برس) مع قائد الإخوان سليمان عبد القادر، وأعاد نشره موقع (المنارة)، تناول القائد الإخواني إتهام سيف لسجناء الإخوان وشهادته بإعترافهم بالتعاون (وين من التنسيق يا سويري؟) مع جهات أجنبية لتغيير نظام الحكم، ولكن سيدي عبد القادر شكك في صحة نسبة الإتهام لسيف القذافي ثم اطنب في رده حول (جهود الإخوان داخل البلد) ولكنه لم ينكر ولم يلمس دعوى جهودهم (الخارجية) بأي شكل من الأشكال، وعلى ذلك الشكل كان رده بمثابة تأكيد لإتهامات سيف القذافي حول خيانة الإخوان وتآمرهم مع الأجانب. مرة أخرى: الباب مفتوح أمام الإخوان في ملاجئهم السياسية وغيرهم من المدافعين عن السقوط الأخلاقي الذي تمثله صحافة سويري وبيانات الصلابي، ليبرروا لنا صمتهم بعد هروبهم من تهمة الخيانة والتآمر مع الأجانب، وليبرروا إنتفاضتهم حديثا بعد صمتهم ورضاهم بتصنيفهم رسميا في ليبيا ضمن الكائنات الجرثومية التي كانت ولازالت تعيش في الظلام.

بكل اختصار: مواقف الإخوان وترتيب أولوياتهم وأفعالهم وموازينهم جميعها تعبر بكل وضوح عن قيمهم الحقيقية، وأترككم مع فقرة من حوار قالوا أنه موسع، أجراه فايز سويري مع على الصلابي ونشرته مواقع الإخوان ليكون ميزانا لشهادة السيد الصلابي ونموذجا من صحافة السيد سويري:
سأل سويري: هناك موضوع ثقافة المطالبة بالحقوق فأغلب الناس يعتريهم الخوف دائما.

وأجاب الصلابي بحماس: غير صحيح أن الناس في خوف وانقل هذا عني، فالناس في ليبيا عندهم سقف من الحرية واسع جدا ربما أكثر ممن هم في الخارج.)
انقلوا عنه لمن، للأموات، للمجانين؟ لا أظن أن أي إنسان عاقل يمكن أن يصدق هذه الشهادة التي يستحي منها حتى أحقر الثوريين! مرحبا بالحرس الجديد، مرحبا بمن يبايعون سيف بذاته ولما يشاء!