ديوان‮ ‬‮ ‬‮رفــ الحصانة ــع ‬

2007-10-29

ممنوع من النشر: المباديء الإنسانية والعوائق الفوق-إنسانية

نشرت براكة (ليبيا اليوم) مقالة بقلم السيدة عزة المقهور تحت عنوان (التحرش الجنسي في مواقع العمل بين الصمت والتشريع) وموضوع المقالة يمثل مشكلة أخلاقية واسعة الإنتشار، حتى في المجتمعات المتمدنة، ناهيك عن المجتمعات المتخلفة التي تجعل للعار وزنا أكبر من الذنب، وبذلك الشكل تعوق دون بوح الضحايا بوقوعهم تحت جريمة التحرش وتجهض بالعار الإجتماعي جميع التشريعات والآليات القانونية التي تهدف إلى إنصاف المجني عليهم، وعقاب الجناة وردعهم مسبقا. آثارت المقالة عدة تعليقات أشادت بفكرة تسليط الضوء على هذه الظاهرة لفضح الإنحرافات الأخلاقية ولمناصرة المرأة وتعزيز قدراتها لنيل حقوقها وتحقيق طموحاتها في مجال العمل والدراسة، إلخ. ومن بين التعليقات كانت بالطبع هناك تعليقات من الإسلاميين الذين لا يعيشون في عالم اليوم (أخلاقيا). من بين هؤلاء ، علق السيد خالد الغول (إسلامي يعاني من عقدة النقص تجاه النساء) بأن القانون لا يوقف التحررش الجنسي، وألقى بالمشكلة على عاتق الضحية: إما أن تبلغ عن التحرش أو تكون راغبة فيه وتتحمل ما كسبت. وعلق إسلامي آخر بأن حل هذه المشكلة يكمن في حبس المرأة في بيتها وإبعادها عن مجال العمل، وعلل حلوله (لمشكلة العار وليس لمشكلة الذنب) بأن الوقاية خير من العلاج. ثم مضى السيد الإسلامي إلى أن المرأة يجب تعليمها جيدا لكي تبقى في بيتها وتجيد تربية أبناءها ليرفعوا راية الإسلام، ويجيدوا عبادة الله، وغيرها من الأهداف الأيديولوجية. وكان لنا تعليق حول الموضوع، ولكن سادة البراكة لم ينشروه لأنهم مثل باقي الإسلاميين محدودي المدى لا يستطيعوا أن يواجهوا غيرهم في ميادين الفكر على ساحة مستوية بدون إنحياز وبتساوي الفرص.

يمكنكم الإطلاع على المقالة والحوار المنشور في براكة (ليبيا اليوم) عبر الرابط أعلاه. ثم تفضلوا بقراءة التعليق التالي الممنوع من النشر لدى أحبابنا من الإصلاحجية الإسلامية.

كما جرت العادة، المباديء الإنسانية العلمانية تصطدم بالعوائق الإسلامية. الإنسانية العلمانية تدعو إلى شمولية الحقوق والمساواة وصيانة كرامة الإنسان بغض النظر عن جنسه ودينه وعمره ولون بشرته، إلخ. والمباديء الإسلامية تقوم على أساس عدم المساواة، وذلك بإسناد الحقوق على الجنس والدين والعلاقات العرقية (مثل مفهوم مسؤولية (العاقرة) ومقابله ميثاق الشرف في جماهيرية الحمقى). المباديء الإنسانية لا تتحقق على أرض الواقع بسهولة، حتى في المجتمعات الغربية المتقدمة، بحكم الإرث الديني والعنصري لتلك المجتمعات، ولكن هناك تقدم وحراك مستمر لأن الدساتير والمنظومات القانونية التي تسود تلك المجتمعات لا يوجد فيها ما هو محصن ضد التقدم والتطور. أما في المجتمعات المتخلفة، لا سيما المجتمعات الإسلامية، لا زال الإنسان مكبلا بقيود العبودية ولا زالت حقوقه مجمدة في قوالب قديمة تسمى (ثوابث). القاعدة الدينية العتيقة بنيت عليها صروح نصية كاذبة، غير متجانسة، تشكل ما يسمى قوانين وهي في الحقيقة أدوات إحتياطية لا يتم تفعيلها إلا لصالح الطغمة المتسلطة.

الغرض من هذه المقدمة هو تقديم خلفية لتقييم الأمور تقييم عقلي. في المجتمعات الإسلامية مهما تقدمت وتكاثرت التشريعات المبنية على أسس إنسانية مستوردة، ستظل تلك التشريعات حبيسة في عالم نظري لا علاقة له بالعالم العملي لأن تطبيق تلك التشريعات سرعان ما يصطدم بالنماذج الفكرية التي تقول أن الله (وحراسه، مثل السيد الغول) أدرى بما ينفع الإنسان، والله فضل الرجل على المرأة ومنحه حق السمو الأبدي، ومنحها خاصية نقصان العقل والإغراء والإغواء، واالإنحراف الخلقي. وهذا الفكر هو السبب الذي يجعل الرجل الإسلامي (مثل السيد الغول) يحتج أن القانون لا يوقف التحرش الجنسي وأن السبب في التحرش الجنسي يعود للضحية ذاتها: للمرأة. إما أن تبلغ عن التحرش أو أنها تكون راغبة فيه وتستحق ما كسبت. في كلتا الحالتين المسؤولية تقع على المرأة، أما الرجل فهو مجرد حيوان يقوده الإغراء ولا يطلب منه أن يكون متحكما في سلوكه بعقله. في العالم الحر الذي يعيش فيه السيد الغول، مجرد إتهام الضحية بأنها السبب قد يؤدي به إلى السجن، ولكن السيد الغول الإسلامي لا يفهم معنى الحقوق ولا يفهم الإعتداء الجنسي والإغتصاب ليست أعمال جنسية على الإطلاق بل أعمال عنف إجرامية سادية، ولا علاقة لها بالجمال أو الجاذبية البدنية.

تخيل يا عزيزي القاريء ما سيحدث إذا نجح الإسلاميون في عقد شراكة سلطوية مع العصابة الحاكمة في ليبيا. النتيجة ستكون بوضوح نموذج أخر من الفاشية الدينية، أي بمعنى قران المؤسسة الدينية بالسلطة السياسية والعسكرية، مثل ما يحدث في السعودية وإيران وحدث في أفغانستان الطالبان. وهذا المستقبل البغيض هو هدف ما يسمى زورا بالإصلاح الإسلامي في ليبيا، وهو الهدف الذي من أجله مستعد الغول وباقي الإسلاميين أن يتغاضوا عن مسؤولية معمر القذافي الأخلاقية ومستعد أيضا أن يقدم مسبقا شيك التغاضي لأي وريث لمعمر القذافي يسمح لهم بقطعة من كعكة السلطة.

الهيمنة الإسلامية الأيديولوجية تتمثل أيضا بوضوح في فكر السيد (المتحرر) الذي يقوم أساسا على نفس المفاهيم التي تشرع العبودية وتجارة الرقيق وتجارب الدكتور (منغلي)، وهو الفكر الذي يعتمد الفوارق البيولوجية كأساس للتمييز بين إنسان وإنسان. ضرورة تعليم المرأة عند السيد (المتحرر) تتناغم تماما مع ضرورة حبسها في بيتها، إستنادا إلى نفس المنطق الذي يدعو إلى توفير رعاية صحية جيدة للحيوانات الأليفة والعبيد والجواري والرأفة بهم. من المستحيل أن يقبل الفرد منطق العبودية ولا يقبل منطق معاملة المرأة كالحيوان الأليف، وهذا السبيل إلى الهيمنة بحكم الولاء الأيديولوجي المسبق هو ما يشير إليه السيد (المتحرر) مستنكرا (أاو ليس هذا ما يتمناه كل مسلم). وبإمكانك يا عزيزي القاريء أن تستبدل كلمة (مسلم) بكلمة (ثوري) أو (وطني حر) أو (إصلاحي) إلي أخر قائمة شركاء الإستبداد الأيديولوجي.


التسميات: ,

2007-10-22

تكملة: حوار حول صمت جمعة عتيقة والمعارضين الزلطة

نشرت براكة (ليبيا اليوم) مؤخرا قصيدة بكائية للسيد د. جمعة عتيقة، قال أنه كان قد حررها في سجن أبو سليم بمناسبة حلول خامس عيد في فترة سجنه. وظل نواح عتيقة صامتا إلى أن سأل أحد القراء عن مواقف السيد الشاعر وتفاصيل صفقاته التي عقدها في الظلام مع العصابة الحاكمة، والتي بموجبها تم تعيينه بوابا لمغازة سيف باته للصدقات المسروقة، ومن خلالها إرتبط داعية حقوق الإنسان إرتباطا عضويا بالمؤسسة الإجرامية التي تنتهك ذات الحقوق، وهو إرتباط أسقط عنه الإستقلالية والتأهيل الأخلاقي لرعاية حقوق الإنسان. الأمين السابق للكيان الدعائي المسمى--إهانة للعقل--جمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي يعرف جيدا أن المسؤول الأول عن إنتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا هو معمر القذافي، لأن المسؤولية الأساسية عن حقوق الإنسان هي المسؤولية الأخلاقية والتي لا يعقل أن يتم تجاهلها و تجاوزها إلى المسؤولية الإدارية والتنفيذية. ولكن السيد الأمين آثر أن يتغاضى عن البعد الأخلاقي ليصبح من أبرز الشخصيات التي ساهمت وتساهم في خلق وهم الإصلاح عند الليبيين، ذلك الوهم الذي يراد منه تغطية التنازل عن مسؤولية معمر القذافي على الخراب، تنازل بالوكالة، تقدمه رموز مصنعة (مثل عتيقة)، إلى جانب الرموز المصطنعة مثل بويصير وبوزعكوك وصلاح الشلوي، وغيرهم من فرق المعارضين الزلطة.

عتيقة (ومن بعده خباز الضلال طرنيش) يريد أن يوهم الليبيين بأن المسؤول الأول عن _رعاية_ حقوق الإنسان في ليبيا هو الآخر قذافي، ولكن قذافيهم ورث من الصفاقة ما يجعله يملي على الليبيين حدود حقوقهم ويرسم لها خطوطا حمراء لتحصين أبيه المدان في عدة جرائم ضد الإنسانية والفاقد لأدنى المؤهلات الأخلاقية لقيادة حتى كاراطون ناهيك عن قيادة دولة. وصفاقة القذافي الإبن، إضافة إلى إجرامية موكله، لا تشكل أي عائق أخلاقي للسيد عتيقة --المحامي--وأمثاله ولا تعرقل سعيهم لخدمة القذافي الأول والثاني والثالث...إلخ، بحجة أن تعاميهم عن المسؤولية الأخلاقية يعود بفوائد مادية شخصية (محدودة المدى) على بعض السجناء أو غيرهم من المتضررين. في عرفهم يجوز التصدق بالمسروقات، وفي الأعراف التي تحترم الحقوق لا يجوز حتى شراء المسروقات. فأنى لمن يجتاح حرمة الحقوق بمنطق (روبن هود) أن يفقه معنى المسؤولية الأخلاقية وأولويتها؟

من خلال موقعه (وبدفع رغبته في الظهور) خدم السيد عتيقة الحملة الدعائية التي قادها سيف القذافي لتجميل صورة أبيه أمام المنظمات الخارجية، تلك التي ترعى حقوق الإنسان بدون إرتباط عضوي بالمنظمات الإجرامية التي تنتهكها. فانطلقت حملة (لا للتعذيب) ثم اختفت، وانطلق موقع على الشبكة يناشد الليبيين أن يبلغوا على حالات إنتهاك الحقوق، ثم اختفى هو الآخر، وكانت طبعا مسرحية زيارات السجون التي لعب فيها عتيقة الدور الرئيسي، والتي ركزت جل انتباهها على حالة المراحيض والتدفئة التي توفرها الدولة للمساجين الإجراميين، ولم تتطرق مسرحية عتيقة للمساجين السياسيين لا من بعيد ولا من قريب. وهكذا، عتيقة لعب دوره في حملة مؤقتة لم تؤدي غرضها بالكامل وفشلت جميع عروضه في إقناع منظمة (أمنستي) عند زيارتها لليبيا بعد منعها من الدخول لمدة طويلة، وهي الزيارة التي عقدت عليها عصابة سيف القذافي الأمل وحصدت منها الخيبة فقط. وبذلك الشكل انتهت مهمة عتيقة وانتهت صلاحيته، فما كان من العصابة إلا أن تزيحه من على خشبة المسرح وتكافئه بإجازة مطولة في بريطانيا، قالوا أنها بعثة دراسية لطالب أشرف على سن التقاعد. ولكن لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها، فمن لا يخجل من تزكية لصوص السلطة لرعاية الحقوق، لا نظن أنه سيخجل من تسمية كراءه بعثة دراسية.

وبعد التعليق الأول على بكائية عتيقة، إنطلقت أقلام بعض المعلقين لترد بأغبى الردود التي لا تستند لأي شيء من العقل، ولا تملك شعرة من الموضوعية والتحليل المنطقي، وأقل ما يقال عنها أنها مجرد قوادة فاضية ينفرد الليبيون بإتقانها. مثلا، أتحفنا أحد المعلقين بما سماه شهادة في حق السيد عتيقة، وهي إشارة إلى دور السيد عتيقة في تنظيم مظاهرات ضد الحكم الملكي عندما كان طالبا بمدرسة طرابلس الثانوية. لتوضيح ملائمة هذه الشهادة ومعناها العملي، نذكر القراء أن العهد الملكي إنتهى منذ ما يقارب الأربعين عاما، أي أن الشاهد لم يجد ما يستشهد به في ثلثي عمر عتيقة الأخيرين، ولا في عمله في مغازة القذافي، فذهب ينقب في مرحلة ما قبل التاريخ! وهذا ما يسميه الأمريكان (ربت بقفا اليد)، أو كما يقول الليبيون: سألوا البغل عن أبيه فأجاب بأن خاله حصان! يا سلام يا سلام! وهذا المعلق الفذ هو أيضا واحد من كتاب براكة (ليبيا اليوم) وينتمي إلى ما يسمونه الليبيون (النخبة).

لفت إنتباهنا تعليق بإمضاء (نور الدين السيد الشريف)، وهو أحد الإصلاحجية الذين تعودنا على قراءة تعليقاتهم العاطفية في براكة (ليبيا اليوم)، والتي تبين منها أنه سجين سابق هو الآخر، وأن العصابة خدعته واستدرجته إلى ليبيا ثم رمته في السجن ومكث هناك حتى بعد ما يسمى (أصبح الصبح، نراكم في العرض القادم). وفي ضوء هذه الحقائق، لن نتفاجأ إذا سمعنا عن تكريم السيد الشريف ببعثة دراسية هو الآخر. الغريب في الآمر أن كل من جنت عليه (أو ضحكت عليه) عصابة القذافي يسمى وقوعه في المقلب (نضال) و (تضحية)! نضال من وتضحية من، فهل كان لكم خيار فيما كسبتم؟ هؤلاء العينات يشوهون معنى المعارضة، لأنهم في الحقيقة مجرد ضحايا عمليات إجرامية، وأفضل تصنيف لهم هو (المعارضون الزلطة) لأنهم عملة منتهية الصلاحية يروجها سيف القذافي وأعوانه ليوهم بها الرعاع أن هناك حرية ومعارضة، ويستغل مظهرهم النيابي في ترويج مشروع التنازل الصامت عن مسؤولية معمر القذافي كرئيس عصابة إجرامية مدانة.

وفيما يلي ننقل لكم حوارنا مع السيد نور الدين الشريف، الذي نشرت براكة (ليبيا اليوم) أوله وعجزت عن نشر آخره.

هل سيعود الدكتور الى صفوف المعارضة فى الخارج؟
مواطن فضولي. | الخميس, 11 تشرين أول , 2007

نحن نعلم يادكتور بملابسات اعتقالك وعلى علم بالقضية التى ادت الى اعتقالك امنياً ولكننا نجهل حيثيات *الاتفاقية التى ابرمتها مع النظام والتى بصددها تم الافراج عنكم*.. نود معرفة تفاصيل الصفقة والمخطط الذى على ضوئه تم تعيينك المدير التنفيذى لجمعية سيف الخيرية وما ترتب على ذلك من اتعاب وتبعات كلفتك الكثير مما ادى الى تدنى صورتك ومكانتك السابقة التى عرفناها فى السبعينيات وفى الثمانينات اثناء تواجدك من ضمن صفوف المعارضة الوطنية. بالطبع لك الخيار يادكتور في تحديد وقت وزمن الاجابة ولكن لاتنسى ان هذا التسائل يحتاج الى اجاب

رد على الفضولى
نورالدين السيد الشريف | الجمعة, 12 تشرين أول , 2007

انا لست ادرى ما الذى يقصده الاخ الفضولى من وراء تسائله فيما يتعلق بملابسة قرار الافراج عن معتقل محكوم بالبرائة من قبل محكمة جنوب طرابلس . فمن المفترض ان يتم الافراج عن اعتيقة مباشرة بعد نطق الحكم ببرائته وليس بعد ان قضى سبع سنوات فى السجن وهو بريء . اين هى الصفقة يا فضولى ومن الذى يفترض ان يبرمها مع الاخر .. ارجو ان تراجع حساباتك يا اخى وان تتبين قبل ان تطلق العنان لتهم فارغة من اساسها.

الصمت اللا منطقي والمعارضون الزلطة
ضمير مستتر | السبت, 13 تشرين أول , 2007

السيد نور الدين الشريف:

عذرا يا سيدي، ولكن المعلومات التي سقتها لا تعزز موقف السيد عتيقة على الإطلاق. إن الإفراج عن السيد عتيقة وأمثاله لا يختلففي جوهره عن الإستمرار في سجنهم بعد تبرئتهم من قبل ما تسميه (محكمة جنوب طرابلس)، فالإفراج مثل السجن تم بقرار دكتاتوري لم يخضع صانعه لأي مسائلة ولا حتى إشارة إلى الجهة المسؤولة. إذا، السيد عتيقة هو الوحيد الذي يملك القدرة على تمييز وضعه: هل هو ضحية عملية عشوائية أم أنه سجين مباديء؟ الذي تبين من أصبح الصبح وما شابهه من إنقلابات ذاتية للمؤسسة الإجرامية الليبية، أن السيد عتيقة وأمثاله كانوا سجناء بلا حقوق فأصبحوا طلقاء بلا مباديء، وهو مايجعلنا نطلق على هؤلاء السادة صفة (زلطة) لأنهم حقا عملة قديمة غير صالحة ولا تمت للمعارضة بأي صلة سوى صلة الشكل والمظهر. أين هي المباديء التي من أجلها سجنوا؟ هل سجن هؤلاء لأنهم يكتبون الشعر الركيك؟ لا ياسيدي، جميع القرائن والإدلاءات التي يقدمها عتيقة طواعية لا تدل على شيء سوى أن السجين السياسي سابقا تحول إلى موظف علاقات عامة ضمن نفس الجهاز الدكتاتوري الإرهابي الذي سجنه صامتا وأطلق سراحه صامتا.

لايعجبكم العجب ولا الصيام فى رجب
نورالدين السيد الشريف | الأحد, 14 تشرين أول , 2007

أبشع شيء هو ان نزايد بالوطنية على بعضنا البعض .ان ما ورد فى تعليقى على الاخ الفضولى عبارة عن تصحيح لملابسات ولوقائع هو على ما اعتقد انه بعيد عنها كل البعد .ثم انه ياأخى ياصاحب الضمير المستتر لماذا لاتفصح عن نفسك وتتحدث باسمك الحقيقى لكى نعرفك ثم نفهمك حتى نستطيع الرد عليك بللغة التى انت وامثالك يفهمها. النضال والتضحية فى سبيل الوطن ياسيد المستتر المغيب لن يفرضا على الوطنى الغيور ان يرتدى عبائة واحدة وزيى موحد بل ان السياسة هى فن الممكن ، وما هو ممكن ويخدم المصلحة الوطنية هو فى الحقيقة مأربنا ومغزانا ..نحن لانتخندق فى مكان واحد ونتمسك بمواقف شخصية ذاتية قد تخطاها عامل الزمن ولم تعد تخدم لب قضيتنا الوطنية التى من المفترض اننا قد جردنا ذاتنا فيها منذ زمن طويل . ثم ان ما قدمه الاستاذ جمعة وغيره من ابناء الوطن المخلصين من انجازات فى صراعهم من اجل الاصلاح فى الداخل يشهد به القاصي والداني واولهم السجناء السياسيين الذين تم الافراج عنهم بمساعى وجهود هؤلاء الرجال بطريقة او باخرى .ألم يكن هذا من ضمن المكاسب التى يشهد لهم بها على صعيد القضية الوطنية ،أم ان فاقد الشيء لا ولن يعطيه .اننى اخشى ان يكون هذا هو الحسد بعينه .


وإليكم الرد الذي حجبته براكة (ليبي اليوم) عن القراء:

السيد نور الدين الشريف:

لا أدري ما دفعك من جانبي إلى النهي عن المزايدة بالوطنية، هل لأنني أبديت رأيا حول أعمال السيد عتيقة وأمثاله؟ لا أدري كيف يصبح الرأي مزايدة إذا لم يزج فيه صاحبه أي خواص شخصية. وفي نفس السياق، لا أفهم على الإطلاق كيف أن إسم صاحب الرأي يشكل ضرورة من ضروريات فهم الرأي والتفاعل معه. على كل حال يا سيدي، أنا لست مرشحا لشغل منصب عام، ولا أسعى إلى إستقطاب المصوتين ولا إستعطاف المجرمين. رد علي بما تشاء وأصدق مع نفسك ولا تهتم بتلوين لغتك حسب المتلقي.

العباءة مجرد قشرة وغلاف، لا ضير في تبديلها وتنظيفها بين الحين والآخر، ولكن حديثنا يدور حول المباديء التي إفترضنا أنها كانت سببا جوهريا في سجن السيد عتيقة وغيره. وقد أكدت أنت ما تبين من أسباب سجنهم بقولك، (نحن لانتخندق فى مكان واحد ونتمسك بمواقف شخصية ذاتية)، وهذا إعتراف بأن المواقف التي تغيرت كانت مواقف شخصية لا تتعلق بالحق العام، وربما يكون الأمر كذلك بلغة الإصلاحجية ولكنها لغة لا تختلف كثيرا عن لغة السجانين. أنا قلت أن السيد عتيقة يملك القدرة على الفصل بين كونه ضحية عشوائية غير متميزه وكونه ضحية مستهدفة ومنتقاة بناء على مباديء ومواقف وقدرات تشكل خطرا على سلامة المنظومة الإجرامية في ليبيا. ولكنك ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير حين وصفت المواقف السابقة بأنها شخصية ثم أضفت أن دور السيد عتيقة اللاحق كان دورا سياسيا (أو فنيا بحكم أن السياسة فن الممكن). ولكن الثابت من الأمر أن السيدة عتيقة ترك عبائته القديمة ليمارس دور يسمى حقوقي، وليس سياسي، وليمارس دوره من داخل سياج العصابة المتسلطة، وليس مستقلا عنها. الحقوق يا سيدي لاتتلون ولا تقع في دائرة الفنون ولا يمكن أن تأتي بتحيكم الخصم وإستجداء العطايا والمزايا والخضوع لإرادة بلا حسيب.

أين هي أعمال السيد عتيقة التي تتحدث عنها؟ أين التوثيق؟ أين الأدلة على دوره في إطلاق سراح السجناء، وأي سجناء؟ السيد عتيقة يجب ألا يقبل أن يكون سمسار حقوق يعقد الصفقات بدون إشهار. دور السيد عتيقة الموثق هو ما قدمه من خلال تقريرات تصدرها جمعية خيرية حول ما يسمى حقوق الإنسان، وهذا النشاز الفكري مرده أن الحقوق تأتي من باب الصدقات في العرف الإصلاحجي الجديد الذي يقول أن الأب مدينة الرحمة، والإبن بابها، والسجين السابق بوابها. أي أعمال تدور خلف الأبواب تحسب في خانة الصفقات الخفية ولا تعد أبدا أعمال للصالح العام، لأن الصالح العام يقتضي الشفافية بالإشهار والتوثيق والمتابعة ولا يقتضي الشخصنة والواسطة والوصاية. الأعمال التي قام بها السيد عتيقة والتي تم إشهارها تدور جميعها داخل دائرة الإستجداء الإنتقائي، ولا تصل إلى الحد الأدني من المطالبة. أي نضال الذي تتحدث عنه؟ هل هي زياراته للسجون وتقريراته عن حالة المراحيض والتدفئة؟ قارن بين تلك التقارير وبين تقرير منظمة هيومان رايتس واتش لسجون النساء في ليبيا، وهناك سترى الفرق بين الحديث عن حقوق الإنسان وبين الدعاية لصالح حكومة الظل وتغليف الحقيقة. أين تقارير عتيقة وجمعية القذافي عن فتحي الجهمي وعبد الرازق المنصوري وضيف الغزال وإدريس بوفايد وأحداث بنغازي؟ لم يستطع السيد عتيقة حتى أن يذكر الجهمي في تقاريره ولا في دعاياته المبرمجة على هذه الصفحة. أين مواقف عتيقة من مسرحية إقرارات الشفافية، وأين موقفه من سلب الحقوق المتمثل في تعيين إبن القذافي مستشار الأمن القومي وتعيين إبنه الآخر شريكا في مشروع بوكماش، وتعيين القذافي نفسه خطا أحمرا فوق المحاسبة وفوق القانون؟ وأين وأين وأين. الدور الوحيد الذي أشهره السيد عتيقه بخصوص السجناء كان دوره في مسرحية محاكمة سجناء الإخوان، وكان ذلك بشهادته على هذه الصفحة بنزاهة المحكمة قبل أن تصدر حكمها بتجريمهم، والإفراج عنهم تم بموجب صفقة ظلامية لا تشكل سابقة قانونية ولا ترسي المسؤولية ولا تلزم العصابة الحاكمة ولا تخدم الصالح العام بأي شكل من الأشكال.

الخلاصة يا سيدي أن السيد عتيقة--في نظري--لعب دوره في مسرحية لم تلتفت إلى مصالح الليبيين ولا مطالبهم على الإطلاق. الضغوط الخارجية في آخر الثمانينات هي التي أدت إلى إخراج ما تسمونه (الوثيقة الخضراء الكبرى...) وإلى مهزلة (أصبح الصبح)، ومن بعد أدت الضغوط الخارجية إلى إستحداث جمعية الصدقات وتنصيب السيد عتيقة عليها ليبلغ الزوار بالنيابة عن تسامح الليبيين وطي صفحة الماضي والتلونات التي تسميها فن الممكن. ولكن لم يكن من الممكن تغطية الشمس بالغربال، ولم تنجح جهود سيف وعملائه في تزييف الحقيقة أمام الزوار الأجانب وأتت رياح (آمنستي) بما لم تشتهيه سفينة الإصلاحجية، فخرجوا بعويلهم المعهود. ومنذ ذلك الحين إنتهت صلاحية السيد عتيقة فتم إستبداله بخباز آخر مخصص للإستهلاك المحلي. هل هذا وضع يحسد عليه أحد؟ ربما في صفوف الإصلاحجية يحسدون بعضهم بعضا على هكذا أوضاع وعلى الفوز بمنحة دراسية في خريف العمر، أما نحن (المغيبون) كما تكرمت، أو بالأصح المستقلون عن حظيرة القذافي، فلا نرى في وضع السيد عتيقة ما يحسد عليه، لا من الجانب المادي ولا من الجانب الأخلاقي.


وإلى المعلقين الذين لا يملكون ما يمكنهم من الحوار نقول: شكرا على تعليقاتكم. نتمنى أن تكونوا قريبا قادرين على نقاش الأفكار التي تلي الأسماء. الآن أنتم أكملتم السطر الأول--مبروك--وأمامكم مجال كبير للتقدم.

--ضمير مستتر
http://mindamir.blogspot.com/



التسميات: , ,