ديوان‮ ‬‮ ‬‮رفــ الحصانة ــع ‬

2010-06-14

رسائل من الأرض--٩

"جميع الآلهة أفضل من سلوكهم."

هذه ترجمة الرسالة التاسعة من سلسلة (رسائل من الأرض) للكاتب الأمريكي (مارك توين). يمكنكم الإطلاع على جميع الأجزاء المترجمة تحت تسمية (رسائل من الأرض)، و للإطلاع على النصوص الأصلية بالإنجليزية، نحيلكم إلى الموقع التالي.


by Mark Twain
© Harper & Row, 1962, 1974

_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/_/


الرسالة 9

واصلت السفينة رحلتها، عائمة إلى هنا وهناك وهنالك، بلا بوصلة ولا إنضباط، لعبة للرياح العشوائية والتيارات الدوامة. والمطر، المطر، المطر! ظلت تتساقط، تنصب، تسيل، وتفيض. مطر لم يُشهد لها مثيل في أي وقت مضى. ست عشرة بوصة في اليوم الواحد كان أمرا معروفا، ولكن ذاك لم يكن شيئا يقارن بهذا. هذا مائة وعشرون بوصة في اليوم -- عشرة أقدام! وبهذا المعدل الذي لا يصدق أمطرت أربعين يوما وأربعين ليلة، وأغرقت كل تلة في علو الاربعمائة قدم. بعد ذلك السماوات وحتى الملائكة جفت، ولا مزيد من الماء.

كطوفان عالمي كان مخيبا للأمل، ولكن كانت هناك أكوام من الفيضانات العالمية من قبل، بشهادة الكتب المقدسة عند جميع الأمم، وهذا كان بجودة أفضلها.

أخيرا حلقت السفينة عاليا وحطت على قمة جبل أرارات، على ارتفاع سبعة عشر ألف قدم من الوادي، وشُحنتها من الأحياء خرجوا وهبطوا الى اسفل الجبل.

نوح غرس كروما، وشرب الخمر وغُلب على أمره.

هذا الشخص تم اختياره من جميع السكان لانه كان أفضل عينة في الوجود. كان له أن يطلق الجنس البشري على أساس جديد. وهذا هو الأساس الجديد. الوعد كان سيئا. الإستمرار في التجربة مخاطرة كبيرة طائشة. الآن حان الوقت المناسب للتعامل مع هؤلاء الناس مثلما تم بحكمة مع الآخرين -- بإغراقهم. كان بإمكان أي شخص إلا الخالق أن يدرك ذلك. لكنه لم يدرك. أي بمعنى، ربما لم يفعل.

من المزعوم أنه منذ الأزل رأى مسبقا كل ما سيحدث في العالم. إن صح ذلك، فقد رأى مسبقا أن آدم وحواء سيأكلا التفاحة؛ وأن أحفادهما لن يطاقوا وسيتوجّب إغراقهم؛ وأن أحفاد نوح بدورهم سوف لن يطاقوا، وأنه مع مرور الزمن سيضطر الى أن يترك عرشه في السماء وينزل ويُصلب لإنقاذ نفس الجنس البشري الممل مرة أخرى. إنقاذه كله؟ كلا! جزء منه؟ نعم. كم؟ في كل جيل، لمئات ومئات من الأجيال، سيموت مليار ويذهبوا جميعا الى الجحيم ربما باستثناء عشرة آلاف من المليار. العشرة آلاف لابد أن يكونوا من الجسد المسيحي الضئيل، وواحد فقط في المئة من ذلك الجسد الضئيل يمكنه ذلك. لا أحد منهم على الإطلاق باستثناء الكاثوليك الرومان المحظوظين بحضور قسيس لصنفرة أرواحهم في الرمق الأخير، وواحد من البروتستانت المشيخيين هنا وهناك. لا أحد من الآخرين يمكن إنقاذه. كل الآخرين ملعونون. بالملايين.

هل توافقوا انه علم مسبقا بكل ذلك؟ المنابر توافق. وهذا مثل الاعتراف بأن الله من حيث العقل هو أكبر فقراء الكون، وأنه من حيث الأخلاق والطبع دنيء الى حد بعيد، على مستوى داوود.

التسميات: ,