ديوان‮ ‬‮ ‬‮رفــ الحصانة ــع ‬

2009-03-02

جماهيرية الكراسي

صورتان من تقارير مراسل صحيفة (تيليغراف) في ليبيا، حول حقيقة ما يدور في المؤتمرات الشعبية




إجتماع المؤتمر الشعبي في (صرمان) لتقرير موضوع (فرضيات توزيع الثروة). الأغلبية الساحقة كانت للكراسي.


جماهير المؤتمرات الشعبية تظهر ثقتها في جدوى المشاركة. في رأيك، ما هو العامل المشترك: (١) خوف (٢) يأس (٣) إمساك هضمي (٤) إمساك إرادة أو (٥) جميع ما سبق؟

التسميات: ,

1 تعليقات:

  • توزيع الثروة بين المؤتمرات والقطط والخيمة

    عندما يكون الموضوع المتناول توزيع الثرو ة ، يستلزم ان يكون ملف النفط وخصوصياته المستترة والمعقدة هو الآخر موضوع للحوار، وان كان الامر اشبه بالولوج الى زاوية تحكي رواية بوليسية حزينة مؤلمة وغير قابلة للنشر ، وقد يتعرض من يلج للتعرف على خفايا اسرارها او سرد شيء عن احداثها وذكر
    الشخوص ابطال الرواية ، الى الاتهام بزعزعة الامن القومى وملحقات التخوين والعمالة والزئبقية وجميع مفردات التهم الجاهزة للدفع في وجه اى صوت جهورى يتحدث فيما كان او فيما ينبغي ان يكون . لكن الحديث هذه الايام يجرى حول الثروة وتوزيعها . واذ لا يوجد مصدر بديل للثروة في هذا البلد سوى ثروة النفط ولمدة اربعة عقود ، فلابد من الولوج الى هذا الملف ولو من بعيد للتعرف على حجم هذه الثروة والايراد المتوقع للعام الحالى بعد خصم حصة الاجيال المقبلة .

    بالطبع ليس بالامكان تحديد حجم الايرادات بالارقام ، ومن يتسور على ذلك فقد جانب الصواب . وكل ما يعلن لا يمكن لاى منا اعتباره حتى مجرد مقاربة ، لاعتبارات اقتضتها ديناميكية عمل الخيمة منذ آمد بعيد . هذا لا يعنى انه ليس بالامكان رصد حالة الفساد الاداري والمالي التي تنتاب قطاع النفط بشكل عام . والذى اضحى ممزقا بين مصالح مافيا النفط الوطنية ، من السماسرة وموظفي القطاع ، الى هرم المؤسسة وآله واعوانه ، الى الشركات الاجنبية المتقاطرة من كل فج عميق ، الى متطلبات الخيمة والطموحات التي لا يمكن للمجنب او الاحتياطى او كل ما تم تصديره وما سيتم ان يفىء بالتزاماتها . ومن تم فالحديث عن توزيع الثروة معادلة يجب ان تمر بكل هذه العمولات والخصومات ، ما لم تطرأ خصومات جديدة اقتضتها ظروف او طموحات جديدة . كل ذلك في مقابل المراوحة التى تشهدها اسعار النفط والتي تنبىء بإنخفاض متوقع للاسعار ، والمتزامن كالمعتاد مع طرح نغمة التوزيع على الملأ في كل مرة . مشفع باهمية تسديد الديون السابقة .

    بالامس اصطحبني جدى الذى لا يجيد القراءة ولا الكتابة الى المؤتمر الشعبي . ورغم انني لا عهد لي بحضور جلسات المؤتمرات منذ زمن ، الا انني نزولا عند رغبة جدى " هيا تمشى معاى نمشوا نقصروا شوى وقت ونشبحوا الجماعة خيرلك من ها التكسيدة وتقليب الكتب اللي ما درت بيها بصيرة " ، رافقته لحضور جلسة توزيع الثروة . جلست منصتا بينما استحود جدى على جانب كبير من الوقت وهو يحاور جارنا الحاج مخلوف وعمى عمر وقد اختلفا حول اقرار الموافقة على 10 الآف دينار شهريا لكل فرد ، اذ ان جدى اصر ان تكون 20 الف كوننا " دولة بثرول " . وبحكم انني لا زلت اكمل دراساتي في مجال الاقتصاد ، وان المتحدث هو جدى ، اخترت الادلاء برأى بطريقة الهمهمة وطأطاة الراس ، كلما التفت الى جدى لتاكيد صحة ما يقول وهو يستولى على لاقط الصوت بالتناوب مع عمى عمر والحاج مخلوف ، قائلا في كل مرة : " والله لا ياولدى انت لابد قروه لكم ها الكلام فلمدارس" . ليدحض وجهة نظر الخاج مخلوف .

    لا اعرف بالضبط لماذا كان جدى متحفظا في حديثه واهتم فقط بمسالة التوزيع دون ان يتطرق لمصدر التمويل الذى هو النفط " البثرول " ، فقد توقعت منه او الحاج مخلوف اثارة مسألة الاحتياطي النفطي وحصة الاجيال القادمة . وكذا مسالة الفساد الادارى والمالي الذى يكتنف الموسسة المشرفة على انتاج وتسويق الثروة التي هم بصدد توزيعها . وان يذكر على سبيل المثال امتيازات الشركات الاجنبية المتعاقدة ، ولا اقصد هنا الشركات الامريكية او الروسية ، بل شركات مثل اينو الايطالية ، ويارا النرويجية ، وستار الاماراتية ، وغيرها مما يقع في دائرة اختصاصهم . واستباحتها تحت مظلة حماتها لكل المواثيق التي لا تضمن تحقيق المزيد من فائض الارباح لاطراف المصلحة على منهاج " كول وكل " " واذا اردت ان تدفع فادفع " .

    بالطبع جدى لا يدرك اسباب غونمة النفط ، ولا اعتقد ان الحاج مخلوف او عمي عمر على دراية بذلك . وربما لهذه الاسباب انفضت جلسة المؤتمر ولم نصل الى قرار يحدد الرقم المناسب لاخراج الاسر الليبية من دائرة الفقر . ربما في الجلسات القادمة ، فقد همس لي الحاج مخلوف ونحن في طريق العودة انه سيطرح مسألة التضخم التي قد تنجم عن التوزيع لتكون مفاجأة الى جدى ، وطلب مني الحضور والتزام السكوت كما في المرة السابقة .

    ابوالحروف

    الكاتب: Anonymous غير معرف بتاريخ الثلاثاء, 03 مارس, 2009  

إرسال تعليق

عودة إلى المدخل