رأي حول قضية الأيدز
هذا رأي أرسلته كتعليق على موضوع في مدونة براكة (ليبيا اليوم)، وقد قاموا بنشره مشكورين.
أعزائنا في براكة (ليبيا اليوم):
مرحبا بكم على الطريق المزدوج--أخيرا! وبالنظر إلى أحادية المسار في زنقتكم، أرجو أن تسمحوا لي بإبداء رأي معاكس حول هذه القضية، خاصة حول وجهة الخطاب الصادر عن عائلات الأطفال المصابين.
الكارثة الإنسانية التي أصابت أطفال مستشفى بنغازي وآبائهم لا يستطيع أن ينكرها أحد ولا يمكن تجاهلها ومدى هولها المرتقب. ولاشك أن الرأي العام في الدول الغربية لم يتعامل مع هذه الكارثة بإنصاف، خاصة بالمقارنة مع موقف الشارع الغربي من كوارث مشابهة مثل كارثة الأطفال المصابين في ملاجيء رومانيا.
أما موقف الرأي العام العالمي والحكومات من جهاز القانون والقضاء في ليبيا فهو أمر مختلف تماما. في الذاكرة الدولية، لم تعرف ليبيا بوقوف قضاتها ولا محاميها دفاعا عن مسؤوليتهم وإختصاصهم في تثبيت الأمن وحماية حقوق المواطن أولا وأخيرا. ولم يشهد العالم إحتجاج القضاة على المحاكم الهزلية أو ما يسمى في ليبيا بالمحاكم المتخصصة والشعبية وغيرها من المسميات. وأين نظام القضاء من تسليم مواطنين ليبيين في قضية لوكربي بدلا عن محاكمتهم في ليبيا؟ وأين كان القضاة والمحامون وغيرهم من إهدار موارد الدولة ثم تسليم الخردة الباقية لأمريكا؟ وغير ذلك كثير وظاهر للعيان، وربما أقرب مثال نجده في صمت السيد جمعة عتيقة، موظف منظمة القذافي، حول قضية الإخوان التي إكتفى فيها بالدفاع عن نزاهة المحكمة التي ثبتت فيما بعد إجرام موكليه.
من وجهة نظر دولية، ليبيا دولة مجرمة ومدانة مرارا وتكرارا في جرائم إرهابية ضد الإنسانية، يجب أن نقارن وضعها بوضع ألمانيا واليابان بعد هزيمة الحرب العالمية الثانية. وعلى المستوى السياسي، ليبيا تتحكم فيها قيادة مهزومة تم القبض عليها وإيداعها بصفة مؤقتة فيما يعرف في أمريكا ببرنامج حماية الشاهد. كيف نتوقع من الأمريكان أن يحترموا دولة أدانوها وأرغموها على الإعتراف علنا بجرائمها على لسان ممثليها في هيئة الأمم المتحدة ثم على لسان قائدها في قاعة مؤتمر الشعب العام وبحضور شهود من الكونغرس. وإذا كان جهاز القضاء الليبي لا يحظى حتى بإحترام دولته وقيادتها المهزومة، فهل يعقل أن يحترمه المنتصرون؟ لا، لن يكون ذلك، للأسف، بل علينا أن نتوقع قائمة طويلة من الإهانات التي تجلبها هزيمة الدولة وإستسلام قيادتها.
لا يفاجئنا وإن آلمنا القول بأن نظام القضاء الليبي ليس جديرا بالإحترام، وأن أقوى أدلة على ذلك تجدها في داخل ليبيا، بل في قمة المنظمة الإجرامية التي تقود الدولة وتتلاعب بجميع مرافقها وأجهزتها بدون إستثناء. ولذلك أظن أن توجيه الخطاب نحو أهداف سياسية لن يكون له جدوى على المستوى الدولي، ومن الأفضل أن تقدم القضية بشكل إنساني بحت يستهدف توعية الرأي العام الدولي، ليس في أمريكا فحسب، بل حتى في اليابان وألمانيا، ليدرك الجميع حجم المأساة الإنسانية بإنفصال تام عن الدولة الليبية وسوابقها الإجرامية.
أعزائنا في براكة (ليبيا اليوم):
مرحبا بكم على الطريق المزدوج--أخيرا! وبالنظر إلى أحادية المسار في زنقتكم، أرجو أن تسمحوا لي بإبداء رأي معاكس حول هذه القضية، خاصة حول وجهة الخطاب الصادر عن عائلات الأطفال المصابين.
الكارثة الإنسانية التي أصابت أطفال مستشفى بنغازي وآبائهم لا يستطيع أن ينكرها أحد ولا يمكن تجاهلها ومدى هولها المرتقب. ولاشك أن الرأي العام في الدول الغربية لم يتعامل مع هذه الكارثة بإنصاف، خاصة بالمقارنة مع موقف الشارع الغربي من كوارث مشابهة مثل كارثة الأطفال المصابين في ملاجيء رومانيا.
أما موقف الرأي العام العالمي والحكومات من جهاز القانون والقضاء في ليبيا فهو أمر مختلف تماما. في الذاكرة الدولية، لم تعرف ليبيا بوقوف قضاتها ولا محاميها دفاعا عن مسؤوليتهم وإختصاصهم في تثبيت الأمن وحماية حقوق المواطن أولا وأخيرا. ولم يشهد العالم إحتجاج القضاة على المحاكم الهزلية أو ما يسمى في ليبيا بالمحاكم المتخصصة والشعبية وغيرها من المسميات. وأين نظام القضاء من تسليم مواطنين ليبيين في قضية لوكربي بدلا عن محاكمتهم في ليبيا؟ وأين كان القضاة والمحامون وغيرهم من إهدار موارد الدولة ثم تسليم الخردة الباقية لأمريكا؟ وغير ذلك كثير وظاهر للعيان، وربما أقرب مثال نجده في صمت السيد جمعة عتيقة، موظف منظمة القذافي، حول قضية الإخوان التي إكتفى فيها بالدفاع عن نزاهة المحكمة التي ثبتت فيما بعد إجرام موكليه.
من وجهة نظر دولية، ليبيا دولة مجرمة ومدانة مرارا وتكرارا في جرائم إرهابية ضد الإنسانية، يجب أن نقارن وضعها بوضع ألمانيا واليابان بعد هزيمة الحرب العالمية الثانية. وعلى المستوى السياسي، ليبيا تتحكم فيها قيادة مهزومة تم القبض عليها وإيداعها بصفة مؤقتة فيما يعرف في أمريكا ببرنامج حماية الشاهد. كيف نتوقع من الأمريكان أن يحترموا دولة أدانوها وأرغموها على الإعتراف علنا بجرائمها على لسان ممثليها في هيئة الأمم المتحدة ثم على لسان قائدها في قاعة مؤتمر الشعب العام وبحضور شهود من الكونغرس. وإذا كان جهاز القضاء الليبي لا يحظى حتى بإحترام دولته وقيادتها المهزومة، فهل يعقل أن يحترمه المنتصرون؟ لا، لن يكون ذلك، للأسف، بل علينا أن نتوقع قائمة طويلة من الإهانات التي تجلبها هزيمة الدولة وإستسلام قيادتها.
لا يفاجئنا وإن آلمنا القول بأن نظام القضاء الليبي ليس جديرا بالإحترام، وأن أقوى أدلة على ذلك تجدها في داخل ليبيا، بل في قمة المنظمة الإجرامية التي تقود الدولة وتتلاعب بجميع مرافقها وأجهزتها بدون إستثناء. ولذلك أظن أن توجيه الخطاب نحو أهداف سياسية لن يكون له جدوى على المستوى الدولي، ومن الأفضل أن تقدم القضية بشكل إنساني بحت يستهدف توعية الرأي العام الدولي، ليس في أمريكا فحسب، بل حتى في اليابان وألمانيا، ليدرك الجميع حجم المأساة الإنسانية بإنفصال تام عن الدولة الليبية وسوابقها الإجرامية.
التسميات: الأيدز
4 تعليقات:
مررت على مدونتكم بطريق الصدفة و قد فاجأني حجم الهجوم القائم على دولتكم ,أعلم أن النقد و سبر الحقائق إن كانت كدلك! هو السبيل لتقييم مسار الأمه و بناء مستقبل مشرق ... لكنني أعجز عن رؤية النقد البناء هنا ... كل ما أراه هو إنتقادات مدمرة و مثيرة للشفقة.
كما لاحظت هجومك المبطن على د. عتيقة ..و الدي أوجزت مهمته [انه صمت أمام ما يخدث في محاكم دولتكم..هنا أدعوك للتريث و التدقيق فهدا السيد المهموم بشؤون الإنسان و حقوقه قد تبرع بالدفاع عن هؤلاء برغم حساسية موقفه كرئيس لجمعية خقوق الإنسان و كسجين سابق و ياله من تضاد و لكنه يثبت أن محاولات الإصلاح تسير بخطى حثيثة في ليبيا و أعلمكم هنا أن الجماعة المعنيين قد أفرج عنهم بفضل جهود السيد عتيقة الدي ساهم في الإفراج عن مئات المساجين السابقين (زملائه ) و بدل جهوداكبيرة لتعويض المساجين من حيث صرف المرتبات المستحقة عن المدة التي قضوها في السجن ... و كما علمت من أصدقاء لي في بلدكم فإن جهود هدا الرجل هي جهود فردية نابعة من شجاعته و حبه لوطنه و محاولته للرفع من شأنها فعلياً بدلا من التشدق بما هو باطل و تسفيه كل جهد قائم.
أرجو أن تكون موضوعياً في تقييمك لما يحدث هناك
الكاتب: غير معرف بتاريخ السبت, 16 ديسمبر, 2006
مرحبا بالمعلق المجهول. أولا، اسمح لي بنقطتي نظام في ضوء محاولتك التنصل من (دولتنا) ورد بعض معلوماتك إلى (أصدقاء لك هناك ... في بلدنا) هكذا من بعيد لبعيد. لقد شد إنتباهي إستعمالك لحرف الدال بدل الذال في كلمات مثل (الدي) و (كدلك) و (هدا) و (بدل) جهودا، وحسب علمي أن إبدال الذال بالدال ليس شائعا بين المتحدثين باللسان المتجلط إلا في غرب ليبيا. النقطة الثانية هي أن معظم المدونات (كما تسمونها) مجهزة ببرامج تمكن أصحابها من متابعة إحصائيات الزوار وتحديد مواقعهم الجغرافية التي ينطلقون منها، وعدد الزيارات، والسبل التي أتت بهم إلي المدونة، إلخ. ولن أدخل في التفاصيل هذه المرة، ولكن لصالح القراء سأكتفي بقول (كيخ كيخ كيخ)!
تقول أنني فاجأتك بحجم هجومي على (دولتنا) وأنه هجوم مدمر ومثير للشفقة، رغم أنك لم تحدد هدف هذه الشفقة، أنا أم (دولتنا). عل كل حال، أنا أقول أن الدولة الليبية دولة مجرمة ومدانة--مرارا وتكرارا--في جرائم ضد الإنسانية، وهي الجرائم التي إعترفت به الدولة أمام العالم على لسان ممثلها في هيئة الأمم المتحدة، واعترف بها قائدها المهزوم أمام مؤتمر الشعب العام وبشهادة وفد من الكونغرس الأمريكي كان على رأسه السيد (كورت ويلدون) من ولاية بنسلفانيا. هل لديك مايفند ذلك؟ بإمكانك أن تتصل بإصدقائك (هناك) ثم رد على السؤال.
أما بخصوص السيد جمعة عتيقة فليس هناك هجوم مبطن ولا مقطن، لأنني لم أركز على سيادته وإنما قدمت موقفه من محكمة (الإخوان) كمثال لشلل جهاز القضاء الليبي وفقدانه لمؤهلات الإحترام. وأكرر هنا أن السيد عتيقة موظف في مؤسسة القذافي، وهو ما ينفي عنه أي إستقلالية ويؤكد تبعيته للعصابة الحاكمة في (دولتنا) المجرمة. وقلت أن السيد عتيقة نشر رسالة نفي وإحتجاج في براكة (ليبيا ليوم) أكد فيها على نزاهة المحكمة التي ثبتت إجرام موكليه فيما بعد. هل لديك مايفند ما قلت؟ وللمزيد أقول أن السيد عتيقة وغيره من السجناء والمعارضين السابقين، مثل المفتي وأبوزعكوك وبويصير وباقي الجوقة، لا يمثلون في نظري سوى عملات قديمة (زلطة بلغتنا) ليس لها أي قيمة حقيقية وإنما قيمتها رمزية ودورهم الحقيقي أن يكونوا رموزا للإستسلام والخنوع ليس بالأصالة فحسب وإنما بالنيابة عن الليبيين من خلال تنصيبهم في مواقع قيادية. وأترك للقاريء أن يطلع على كتابات هؤلاء ونشاطاتهم ثم يجيب: هل هذه كتابات ونشاطات يسجن بموجبها أحد؟ أم أن السادة المستهلكين سجنوا لأسباب ومباديء أخرى قرروا فيما بعد أن يتخلوا عنها ويخرجوا علينا بدعواتهم لليبيين أن يحذوا حذوهم فيما يسمونه الآن تجاوز الماضي والإصلاح والتسامح وغير ذلك من مفردات الإستسلام والهزيمة؟
تقول أن السيد المحامي تبرع بالدفاع عن سجناء (الإخوان)، وهذا كلام لا يعتد به لإنه مبني على الغيب ولا يدعمه أي دليل ظاهر للعيان. الذي لا شك فيه أن السيد المحامي قام بدوره في المسرحية وأكد نزاهة المحكمة (قل برائتها) قبل أن يخسر القضية. ولكن، على عادة المزورين، تتحول الخسارة إلي مكاسب، والهزيمة تصبح فوزا. المحكمة النزيهة النزيكة أعادت إدانة المتهمين وجرمتهم مرة أخرى، وإذا كان هذا يعني الإصلاح فماذا تعني لكم الخسارة والهلاك يا هوه؟
تقول أن سجناء (الإخوان) قد أفرج عنهم بفضل جهود السيد عتيقة، وهذا كلام يتعارض مع الحقائق. الإخوان أفرج عنهم بعد أن أنهى السيد عتيقة دوره في المسرحية، والإفراج صدر عن حكومة الظل من خلال هيئة كرتونية تسمى المجلس الأعلى للقضاء، وإذا كان للسيد عتيقة أي دور في ذلك فهو دور يفتقر للشفافية ولا يحسب في خانة الممارسات القانونية على الإطلاق بقدر ما يحسب من ضمن أعمال التوسل والإستجداء خلف أبواب مغلقة. ولو أن للسيد عتيقة دورا شريفا في ذلك، فما الذي يمنعه من إشهار دوره؟ هل يسعى السيد عتيقة لتثبيت سيادة القانون أو لعقد صفقات ومساومات خلف أبواب مغلقة؟ لا يا سيدي، ما تدعيه بعيد جدا عن المعقول. وإذا أردت المزيد من الأدلة على تبعية السيد عتيقة وصمته الذي يؤكد إنعدام إستقلاليته، فإليك ما يلي:
١. عندما كان دور السيد عتيقة يتطلب إظهاره بمظهر الناشط الحقوقي، لم يمر أسبوع دون أن يعلن رئيسه (سيف القذافي) عن زيارات جمعية جمعة للسجون وتقريراتها حول عدم توفر التدفئة والمراحيض المرضية وما شابه ذلك. قارن تقريرات جمعية جمعة بالتقرير الذي صدر عن (هيومان رايتس واتش) حول وضع النساء الليبيات في السجون الليبية. ما أبعد الشبح عن النبح!
٢. ماذا قال السيد عتيقة وجمعيته عن إغتيال ضيف الغزال؟ وماذا قالوا عن تصريحات وزير العدل العنصرية في ذلك الشأن؟ وأين مطالباتهم بالتحقيق العادل العاجل؟
٣. ماذا قال السيد عتيقة في قضية السيد فتحي الجهمي؟ لا شيء لأن دوره يعكس موقف رئيسه من القضية.
٤. ماذا قال السيد عتيقة في قضية السيد عبد الرازق المنصوري؟ لاشيء، لأنه لا يستطيع أن يتجاوز الحدود الثي يضعها سيف القذافي ووالده.
٥. في فبراير الماضي قام رئيس السيد عتيقة بتنظيم مظاهرة في بنغازي ضد الحكومة الإيطالية، وقد جند لها الرعاع عبر المساجد. ترتبت عن هذه المظاهرة أحداث دموية وسقطت الضحايا تحت رصاص جهات قيل أنها أمنية. ماذا قال عنها السيد عتيقة؟ لاشيء. كل ما في الأمر أن رئيسه إنتهز الفرصة ليبعد عن نفسه الشبهات ويطالب بالتحقيق العاجل وتحديد المسؤولية عن تلك الأحداث الدامية. في العالم المستقيم، الجهة المنظمة للمظاهرة هي المسؤولة الأولى عن تلك الأحداث، أي أن التحقيق يجب أن يبدأ بسيف القذافي وليس بأمره. ماذا قال السيد عتيقة وجمعيته؟ لا شيء. أين متابعات السيد جمعة لهذه القضية البشعة؟ لا توجد لأنه لم يستلم أي تعليمات بالخصوص.
٦. منذ ما يزيد عن شهر تم إعتقال السيد إدريس بوفايد بعد رجوعه إلى ليبيا والإعلان عن معارضته السلمية للنظام القائم. القضية تناولتها المنظمات العالمية لحقوق الإنسان (العفو الدولية، وهيومان رايتس شاتش، مثلا) ولكن ماذا قالت عنها جمعية جمعة؟ لاشيء.
٧. حديث الساعة في جماهيرية القذافي يدور حول مايسمى إقرارات الشفافية والتي تسعى العصابة الحاكمة من خلالها إلى توريط بعض المسؤولين وتقديمهم كأكباش فداء لحماية غيرهم من المفسدين. أين الدكتور جمعة وجمعيته من ذلك؟ لماذا لايتطرق السيد المحامي لعدالة هذه المسرحيات؟ لماذا لا يطالب بتعميم المسؤولية لتشمل رئيسه وغيره من المتنفذين في حكومة الظل؟ أين الشفافية فيما يخص جمعيات عائلة القذافي؟ هل يستطيع السيد عتيقة أن يحدثنا عن مصادر دخل رئيسه وجمعيته وجمعيات إخوته ومصاريفهم داخل وخارج ليبيا؟ هل يستطيع أن يحدثنا السيد المحامي عن شرعية إختيار إبن القذافي مسثسارا للأمن القومي وما يمثله ذلك من إنتهاك للحقوق السياسية؟ هل يستطيع أن يحدثنا عن شرعية الساعدي القذافي كشريك في مشروع بوكماش وما يمثله ذلك من إنتهاك حقوق الليبيين الإقتصادية؟ لا لن يستطيع لأنه أجير عائلة القذافي ولايخرج عن المجال الذي تقتضيه تبعيته لهم.
هل تريد المزيد من صمت المحامي الأسير؟ الحقيقة أن السيد المحامي ليس صامتا عن كل شيء، فهو لا يغيب فرصة ليتحدث عن (ريادة مؤسسة القذافي في مجال حقوق الإنسان) وهو مشغول أِيضا بأمور أخرى شديدة الأهمية، مثل علاقة المحاماة بالمسرح وتكريمات المحنطات الثقافية مثل التحفة على المصراتي التي تجمدت حياته في منتصف القرن الماضي.
مرة أخرى ياسيدي، أنا سعيد بزيارتك وعلى أتم إستعداد لمواصلة الحوار إذا تكرمت وأجبت عن الأسئلة والنقاط التي أثرتها أعلاه.
الكاتب: ضمير مستتر بتاريخ الأحد, 17 ديسمبر, 2006
فاجأني حجم المعلومات الإلكترونية التي
تمتلكها و لكنني سأكتفي بالقول أنني على علم مسبق بما قلته و أشكرك على ما وردته و سأضيف بأنني مقيم في الملكة المتحدة و بالتحديد في نيو كاسل (كي أوفر عليك عناء البحث)
ثانياً موضوع حرف الدال فهنا وقعتَ في خطأ أهل المشرق الليبي فمشكلة الغرب الليبي هو في الثاء و ليس الدال , و لكن ما أعنيه هنا حقيقة هو أن جهازي يفتقر للحرف السابع في أبجديتنا الجميلة لدى إستسمحك على خطأي .
ثالثاً و حيث أنك تحدثت ملياً عن مشاكل بلادنا!! و وجوب مشاركة السيد عتيقة في صنع القرار أو التغيير و هنا سأسألك أنا إن كنت قد سمعت يوماُ بمثل يقول أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة و و أن ما يحدث هناك لم يكن يمكن تخيله من إفراجات و إصلاحات سياسية و إجتماعية يتطلع لها كل فرد بترقب و أمل و بدلا من تشجيع هدا السيد و تحيته نقوم بتتفيه محاولاته و تشويه دمته الأخلاقية (هل دقت عداب السجن ؟) .. إنها موجة إصلاح طال إنتظارها و ها أنت تحاول تقويضها بنقدك القاسي و تسفيهك لكل جهد قائم ..إن كانت محاولاتك تهدف لتغيير بلدك نحو الأفضل فسأرجو منك الإنتظار و معرفة النتائج فآخر ما يتمناه الفرد في ليبيا هي تدخلات ليبيي المهجر المنعمين و الغير آبهين بيوميات المواطن الليبي أو بمعنى أدق لم يعاصروا ما عاناه الليبي طوال السنوات الماضية ..
قد لا أكون مهموماً بشؤون دولتنا المصونة مثلكم و لكنني تألمت لحجم الهجوم الدي تعرض له د. عتيقة و صدمني بشدة ما نعت به شيخنا الجليل علي مصطفى المصراتي .. أتعلم عزيزي إن تسفيهنا لرموزنا الوطنية (حتى و إن لم نكن على وفاق معهم) هو جزء من مأساتنا الطويلة..
أخيراً أود القول أن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ..
الكاتب: غير معرف بتاريخ الاثنين, 18 ديسمبر, 2006
يا سيدي أهلا وسهلا بك، ومع كل إحترامي، فإن شخصك لا يهمني، سواء كنت من نيو كاسل أو حتى من قصر حديد، بالحاء (وليس جيم) وهو الحرف السادس في أبجديتكم الجميلة. ولا يهم أن الذال هو الحرف التاسع في أبجديتكم الجميلة وليس الحرف السابع كما قلت يا سيدي. ولا يهم أيضا أنك تحسب علي المصراتي أحد رموزكم الوطنية رغم أنك لست ليبي وتقيم في نيو كاسل. كل ذلك لا يهم. وبالمناسبة، هل تعلم لماذا يتسمى الكاتب بالمصراتي في حين أنه يذكر أخيه في كتاب سعدون بإسم محمد بن مصطفى (حاف، بدون مصراتي)؟ وهل تعلم لماذا كتب المصراتي عن الأسطى عمر ولم يكتب عن المهدوي، وكتب عن سعدون ولم يكتب عن رمضان ولا المختار؟ مش مهم. المصراتي الإنسان لا زال حيا، أما المصراتي الرمز والأديب والناقد المعارض فقد تجمد في منتصف القرن الماضي، أو الستينات على أبعد تقدير. ماذا أنتج المصراتي منذ ذلك التاريخ سوى تكرار قصص الماضي؟ نعم المصراتي أصبح مثل شريط مسجل، أو قطعة متحفية ناطقة، ليس رمزا ولا هم يحزنون. وصدقني يا سيدي، أن إبدال الثاء بالتاء ليس مشكلة على الإطلاق، وأن من يقول غرب ليبيا ينطقون الذال في هذا وذلك يجهل أو يتجاهل ليبيا. مش مهم.
المهم أنك لم تتكرم بالرد على نقاطي السبع، ولا حتى من باب المجاملة.
ردي على سؤالك الأول هو أنني سمعت حقا بالمثل الذي يقول مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. وسمعت أن الربيع من فم الدار يبان. ولكن يا سيدي، هل تعلم أنه لا خطوة ولا حتى مليون خطوة تفيد إلا إذا كانت في الإتجاه الصحيح؟ لقد أسردت لك سبع خطوات كان من الممكن أن يخطوها السيد عتيقة وأمثاله، وهي خطوات في الإتجاه الصحيح. أما التخبط والتبعية وشرعنة حكومة الظل، حكومة السلطة بلا محاسبة، فهذه جميعا ليست خطى وإنما إعادة تعليب لمسرحية مكانك سر.
أما ردي على سؤالك الثاني فهو أنني لم أذق عذاب السجن ولا عذاب القبر ولكن كل شاه معلقة من كراعها، وكما قال سعدون: اللي قاعد في الدار يدفع كراها. السجون يدخلها كثيرون بدون إرادة، الأهم هو كيفية الخروج منها وبأي ثمن يبيعون المباديء التي من أجلها دخلوا. مش مهم. المهم هو أن نغني على لحن جديد وأن نستبدل مفردات (الثورة) و (الكلاب الضالة) بمفردات (الإصلاح) و (القطط السمان)... وشكي كان حليبك راب!
مرحبا بك في كل وقت، ولكن أرجوك أن تسايرني وترد على أسئلتي.
الكاتب: ضمير مستتر بتاريخ الثلاثاء, 19 ديسمبر, 2006
إرسال تعليق
عودة إلى المدخل