علموا أطبائنا القراءة والكتابة وأصول الكيل
في أوائل مارس، أصدرت (جمعية الأطباء الليبيين) بيانا حول نتائج الإنتخابات التي عقدتها لتشكيل (مجلس الجمعية) و (اللجنة العلمية)، وقد نشر البيان في عدد من براريك الغضب، وإلى هذه الساعة لم يظهر على الساحة أي تعليق سوى تعليق بقلم السيد خيري بوشاقور، منشور في فندق حامورابي، وهو أقرب إلى التنهيق من التعليق٫ بعد الإطلاع على بيان الجمعية وعلى الوثائق المتعلقة به، قررنا أن هذه الجمعية تعاني من مشكلة الضحالة الفكرية، وسنعرض بعض أوجهها أدناه٫ ولكن، بشكل عام وبإختصار، بيان جمعية الأطباء الليبيين لم يصل حتى إلى مستوى الجودة التي نتوقع توفرها في بيانات المنظمات الطلابية في المدارس الثانوية، برغم مظاهر الشفافية، إلخ٫ ولكن ركاكة البيان لا تعكس تدني أداء المنظمة فحسب، بل تعكس أيضا ضحالة الذوق ودونية الطلب في المجتمع الليبي٫ المستهلك الليبي، مثله مثل المواطن الليبي بشكل عام، يعاني من البدائية والتخلف الإجتماعي، بغض النظر عن مستواه المهني وشهاداته التعليمية٫ ولا شك أن العرض في الساحة الليبية لن يتحسن ولن يترقى إلا عندما يعتبر المستهلك الليبي ما وراء القشور والمظاهر ليطالب بالجودة الفعلية ويرفض الركاكة بشدة٫ ولكن، للأسف، أعمال المنظمات الليبية وبياناتها تقابل إما بالصمت والطعن في الظهر، أو بالتطبيل والتهريج العاطفي من فصيلة (زف التهاني للأطباء وللمدن التي ينتمون لها)، ولكن قلما تقابل بالنقد الموضوعي الثاقب.
أولا، من باب التعريف، تأسست هذه الجمعية خارج ليبيا ولم يبرز لها نشاط أكثر من دورها في (مؤتمر الأطباء الليبيين) الذي إنعقد في طرابلس الصيف الماضي تحت رعاية جمعية (واعتصموا) برئاسة عائشة القذافي، التي لاتملك ما يؤهلها مهنيا ولا سلطويا للإشراف على مؤتمر يحسب على مهنة الطب وإدارة الخدمات الطبية٫ وبطبيعة الحال، لم تنجم عن المؤتمر أي نتائج ملموسة منذ إختتامه بتلاوة برقية قوادة تقليدية وجهها المشاركون للقذافي الأب٫ وبتلك المسخرة إستكملت جمعية (واعتصموا) مهمتها الدعائية، وغنم من السماسرة من غنم ببعض الفتات، وعادت البيادق إلى ديارها سالمة٫
العرض: بيان (جمعية الأطباء الليبيين)
مثال الطلب: تعليق من السيد خيري بوشاقور على بيان لجنة (الدكاترة) كما يسميهم
من الواضح أن السيد بوشاقور يسعى نحو أهداف صبيانية بإنتهاز الفرصة لتقديم (الدكاترة) كمثال على تميز أبناء غريان وجنزور وغيرها بالعلم والحضارة ووو، بالمقارنة مع من يسميهم (البدو) والمعنيون بذلك طبعا هم جاب الله موسى، وسليم الرقعي، وبقية جوقة (يانا علي يا بريقتي). ولكن نموذج السيد بوشاقور لا يختلف كثيرا عن (البدو) حيث أن موازينه لم تتجاوز الإنتماء القبلي، وباقي كلامه مجرد زياط فارغ عن الحضارة والديمقراطية والعلم، إلخ٫
وهاهي نظرتنا إلى البيان:
إنتخبت الجمعية ٨ من بين ٢١ على قائمة المرشحين، جميعهم رجال، وكان لكل عضو الحق في إختيار إثنين من القائمة لكل لجنة، أي أن لكل عضو الحق في إختيار أربعة من قائمة المرشحين٫
لم تحدد منشورات الجمعية الحد الأدنى أو نصاب التصويت، ولكنها أشارت إلى إمتناع البعض عن التصويت، وقدمت نتائج التصويت بالنسب المئوية٫ وبهذا الشكل لا يمكننا أن نحدد عدد الأصوات ولا يمكننا أن نجزم بأنه تجاوز عدد المنتخَبين!
بخصوص (مجلس الجمعية) كانت نتيجة الإنتخابات كما يلي
يتكون المجلس من عدد زوجي من الأعضاء وهو أمر غريب في لجنة يفترض أنها تقوم على أساس ديمقراطية الأغلبية بعد تساوي الفرص، لأن العدد الزوجي قابل للإنقسام بالتساوي، أي بدون أغلبية، وبذلك الشكل لن تستطيع اللجنة أن تحسم الأمر بالتصويت٫
النسب المئوية مقدمة بمظهر قد يوحي للبعض بدقة حسابها (إلى درجة ١ من ٠٠٠١) ولكن حاصل جمع هذه النسب المئوية يساوي ٣٠١٪، أي أن المجموع يفوق الجميع، وهو ما يعني أن هناك أصوات محسوبة ولكنها لم تصدر عن المصوتين، وربما صدرت عن كائنات أخرى غير مرئية، مثلما حدث مرة في إنتخابات شيكاغو التي شارك فيها بعض الأموات٫ ما قيمة هذه النتائج للجنة الدكاترة؟ ببساطة هذه الخزعبيلات باطلة حسابيا ولايمكن أن يستند لها عاقل، وهو ما يتناقض تماما مع (شهادة) ضابط الإنتخابات الذي أقر بأن هذه النتائج نهائية ومطابقة تماما للحقائق المدونة على قسيمات التصويت! يا سلام سلمولي عليه!
أصدرت الجمعية بيانها بالعربية متضمنا رابط إلى موقعها مع توجيهات --بالإنجليزية-- للوصول من مدخل الموقع إلى تقرير النتائج٫ ما الذي منعهم من وضع عنوان التقرير مباشرة، وبدون حاجة إلى توجيهات إضافية ولف ودوران بلغة أخرى؟ لاندري، ولكننا نخلص من هذا إلى أن إصدارات الجمعية تعد بإرتجالية ولاتخضع للمراجعة فعليا٫
ونتسائل أيضا، لماذا إختارت الجمعية اللغة الإنجليزية لإتصالاتها، خاصة وأن الكتاب لا يتقنونها بشكل مرضي؟
أنظر مثلا إلى مقدمة تقرير النتائج، حيث يقول الكاتب:
من الواضح أن الكاتب غير متمرس في القراءة والإطلاع بالقدر المطلوب للتمييز بين التعبيرات المتشابهة نغما والمتباينة شكلا ومعنى مثل كلمة (ado) وكلمتي (a do)، وكذلك كلمة (vested) وكلمة (invested).
الخلاصة: الأرقام المنشورة لايمكن أن تكون صحيحة، ولكننا لا نلومهم على الخطأ بل على التعامل مع الخطأ، واللوم يقع على اللجنة والجمهور على السواء. يحسب للجنة الأطباء أنها تحاول العمل بديمقراطية وبشفافية، كما يحسب لها أنها بلا شك تواجه العديد من الصعوبات بحكم تعاملها مع مجتمع غير ناضج٫ ولكن لماذا التركيز على الكلام العاطفي والتغاضي عن الحقائق الملموسة والأرقام؟ لماذا يصف المقرر الإنتخابات بأنها (صناعة تاريخ) ولايهمه أن يراجع ويتأكد من صحة أربعة أرقام تشكل العمود الفقري لهذا الحدث؟ كيف يتم ترتيب الأولويات في هذه الشؤون، ومتى تميز منظماتنا وجماهيرنا بين صناعة التاريخ وتصنيعه؟ إلى ذلك الحين سيبقى الليبيون خارج دائرة المجتمعات المستعدة للديمقراطية.
أولا، من باب التعريف، تأسست هذه الجمعية خارج ليبيا ولم يبرز لها نشاط أكثر من دورها في (مؤتمر الأطباء الليبيين) الذي إنعقد في طرابلس الصيف الماضي تحت رعاية جمعية (واعتصموا) برئاسة عائشة القذافي، التي لاتملك ما يؤهلها مهنيا ولا سلطويا للإشراف على مؤتمر يحسب على مهنة الطب وإدارة الخدمات الطبية٫ وبطبيعة الحال، لم تنجم عن المؤتمر أي نتائج ملموسة منذ إختتامه بتلاوة برقية قوادة تقليدية وجهها المشاركون للقذافي الأب٫ وبتلك المسخرة إستكملت جمعية (واعتصموا) مهمتها الدعائية، وغنم من السماسرة من غنم ببعض الفتات، وعادت البيادق إلى ديارها سالمة٫
العرض: بيان (جمعية الأطباء الليبيين)
مثال الطلب: تعليق من السيد خيري بوشاقور على بيان لجنة (الدكاترة) كما يسميهم
أتقدم إلى الدكاترة ناجي بركات وعبدالرزاق شليبك وأبوبكر الاصيبعي وسالم بشية (أعتذر لبقية الدكاترة الذين لم أتشرف بمعرفتهم) بأحر التهاني وكامل التقديرعلى ماقاموا به من جهد في جمعية الاطباء الليبيين٫ لقد أثبتم بأنكم على مستوى عال جدا من العلم والعمل والحضارة والديمقراطية والنزاهة التي مازال البدو يتغنون ويحلمون بها وهي منهم ببعيد ٫٫ لقد رفعتم هامات غريان وجنزور والاصابعة وسوق الجمعة عاليا ، ومسحتم ماقد يكون قد علق بها من شوائب من أفعال بعض من ينتمون إليها ٫٫
من الواضح أن السيد بوشاقور يسعى نحو أهداف صبيانية بإنتهاز الفرصة لتقديم (الدكاترة) كمثال على تميز أبناء غريان وجنزور وغيرها بالعلم والحضارة ووو، بالمقارنة مع من يسميهم (البدو) والمعنيون بذلك طبعا هم جاب الله موسى، وسليم الرقعي، وبقية جوقة (يانا علي يا بريقتي). ولكن نموذج السيد بوشاقور لا يختلف كثيرا عن (البدو) حيث أن موازينه لم تتجاوز الإنتماء القبلي، وباقي كلامه مجرد زياط فارغ عن الحضارة والديمقراطية والعلم، إلخ٫
وهاهي نظرتنا إلى البيان:
إنتخبت الجمعية ٨ من بين ٢١ على قائمة المرشحين، جميعهم رجال، وكان لكل عضو الحق في إختيار إثنين من القائمة لكل لجنة، أي أن لكل عضو الحق في إختيار أربعة من قائمة المرشحين٫
لم تحدد منشورات الجمعية الحد الأدنى أو نصاب التصويت، ولكنها أشارت إلى إمتناع البعض عن التصويت، وقدمت نتائج التصويت بالنسب المئوية٫ وبهذا الشكل لا يمكننا أن نحدد عدد الأصوات ولا يمكننا أن نجزم بأنه تجاوز عدد المنتخَبين!
بخصوص (مجلس الجمعية) كانت نتيجة الإنتخابات كما يلي
Dr Naji BARAKT (38%)
Dr Amer AZAZ (25.5%)
Dr Rajab KERWAT (25%)
Dr Saleh EL-GADI (14.1%)
يتكون المجلس من عدد زوجي من الأعضاء وهو أمر غريب في لجنة يفترض أنها تقوم على أساس ديمقراطية الأغلبية بعد تساوي الفرص، لأن العدد الزوجي قابل للإنقسام بالتساوي، أي بدون أغلبية، وبذلك الشكل لن تستطيع اللجنة أن تحسم الأمر بالتصويت٫
النسب المئوية مقدمة بمظهر قد يوحي للبعض بدقة حسابها (إلى درجة ١ من ٠٠٠١) ولكن حاصل جمع هذه النسب المئوية يساوي ٣٠١٪، أي أن المجموع يفوق الجميع، وهو ما يعني أن هناك أصوات محسوبة ولكنها لم تصدر عن المصوتين، وربما صدرت عن كائنات أخرى غير مرئية، مثلما حدث مرة في إنتخابات شيكاغو التي شارك فيها بعض الأموات٫ ما قيمة هذه النتائج للجنة الدكاترة؟ ببساطة هذه الخزعبيلات باطلة حسابيا ولايمكن أن يستند لها عاقل، وهو ما يتناقض تماما مع (شهادة) ضابط الإنتخابات الذي أقر بأن هذه النتائج نهائية ومطابقة تماما للحقائق المدونة على قسيمات التصويت! يا سلام سلمولي عليه!
أصدرت الجمعية بيانها بالعربية متضمنا رابط إلى موقعها مع توجيهات --بالإنجليزية-- للوصول من مدخل الموقع إلى تقرير النتائج٫ ما الذي منعهم من وضع عنوان التقرير مباشرة، وبدون حاجة إلى توجيهات إضافية ولف ودوران بلغة أخرى؟ لاندري، ولكننا نخلص من هذا إلى أن إصدارات الجمعية تعد بإرتجالية ولاتخضع للمراجعة فعليا٫
ونتسائل أيضا، لماذا إختارت الجمعية اللغة الإنجليزية لإتصالاتها، خاصة وأن الكتاب لا يتقنونها بشكل مرضي؟
أنظر مثلا إلى مقدمة تقرير النتائج، حيث يقول الكاتب:
...without further a do, and by the power invested in me...
من الواضح أن الكاتب غير متمرس في القراءة والإطلاع بالقدر المطلوب للتمييز بين التعبيرات المتشابهة نغما والمتباينة شكلا ومعنى مثل كلمة (ado) وكلمتي (a do)، وكذلك كلمة (vested) وكلمة (invested).
الخلاصة: الأرقام المنشورة لايمكن أن تكون صحيحة، ولكننا لا نلومهم على الخطأ بل على التعامل مع الخطأ، واللوم يقع على اللجنة والجمهور على السواء. يحسب للجنة الأطباء أنها تحاول العمل بديمقراطية وبشفافية، كما يحسب لها أنها بلا شك تواجه العديد من الصعوبات بحكم تعاملها مع مجتمع غير ناضج٫ ولكن لماذا التركيز على الكلام العاطفي والتغاضي عن الحقائق الملموسة والأرقام؟ لماذا يصف المقرر الإنتخابات بأنها (صناعة تاريخ) ولايهمه أن يراجع ويتأكد من صحة أربعة أرقام تشكل العمود الفقري لهذا الحدث؟ كيف يتم ترتيب الأولويات في هذه الشؤون، ومتى تميز منظماتنا وجماهيرنا بين صناعة التاريخ وتصنيعه؟ إلى ذلك الحين سيبقى الليبيون خارج دائرة المجتمعات المستعدة للديمقراطية.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
عودة إلى المدخل