إسلاميات
إعجاز أم مؤامرة بين بن لادن وشركة ميكروسوفت؟
آمان آمان، يا لالاللي!
من بدل دينه فاقتلوه!
في العالم الإسلامي هناك كثير من الناس (المتعلمين شكليا) يروجون أسطورة مفادها أن القرآن يحتوي العديد من الأدلة المشفرة أو الآيات التي تسمى (إعجاز علمي). ولكننا لم نسمع أبدا بأى إكتشاف علمي مؤسس على القرآن، ولا حتى على أيدي علماء مسلمين، رغم أن القرآن موجود منذ ما يزيد عن ألف عام، ويتناوله المسلمون قراءة وكتابة وتحليلا وترديدا على مدار الساعة. ولكن الشعوذة وما يسمى سحر أو إعجاز لعبة قديمة إقترنت بالأديان وشكلت محورا أساسيا للبروباقاندا الدينية منذ آلاف السنين. لماذا لا يوظف الإعجازيون أدبياتهم الدينية ليكتشفوا لنا شيئا جديدا ويحددوا توابعه الملموسة مسبقا، لماذا يركزون كل جهودهم على إيجاد سوابق قرآنية لإكتشافات علمية أحرزها الإنسان بإستقلال كامل عن القرآن؟ الإجابة بسيطة: النظر إلى الوراء دائما يكون عشرين على عشرين!
في أيام الصغر شاهدت مقابلة على التلفزيون الليبي مع أحد الإعجازيين كان يتحدث عن معجزة في سورة (قاف)، فقال أن حرف القاف يرد في هذه السورة سبع وخمسين مرة، ثم أضاف، لو ضربنا العدد في إثنين يكون الناتج ٤١١ وهو يساوي عدد سور القرآن. مدد يا سيدي بوراوي مدد!
وعلى غرار الإعجاز الديني، إليكم هذه الأية من الإعجاز الإرهابي. واحدة من الطائرات التي فجرت في ١١ سبتمبر كانت في رحلة تحمل رقم (Q33NY).
لو تطبع رقم الرحلة ثم تظهره بخط (Wingdings) ستتجلى أمامك إحدى آيات الإعجاز المعاصرة على الشكل التالي:
آمان آمان، يا لالاللي!
أرجوك، لا تسألني عن موضوعية إختيار خط معين لإظهار هذه المعجزة، لأنني لا أذكر أن أحدا سأل صاحبنا في التلفزيون لماذا إختار الضرب في رقم إثنين لإظهار معجزته الخفية.
لماذا لا يقبل الملتحية بفصل الدين عن الدولة؟ لأن الإسلام كان ولا زال وسيبقى دوما في أمس الحاجة لحماية الدولة.
في اليمن السعيد هناك رجل يسمى عبد المجيد الزنداني، يتمتع بحماية الدولة، وإليكم إحدى صوره الحديثة. الزنداني من الأفغان العرب البارزين، فهو أحد الفالتين من حرب أفغانستان، وهو من مقربي بن لادن، ومتهم بتقديم العون لتنظيم (القاعدة) ومطلوب عند الحكومة الأمريكية. والزنداني أيضا عميد لجامعة في صنعاء تسمى (جامعة الإيمان)، وهو إسم لا يختلف منطقيا عن إسم (سجن باب الحرية)، وفي أحدث صرعاته نجده يقود حملة في اليمن تطالب بإعدام محرر صحيفة يمنية أعادت نشر نماذج مصغرة من الرسوم الدنمركية الساخرة التي فضحت حاجة الإسلام لحماية الدولة. إضافة إلى كل ذلك، السيد الزنداني هو رجل المعجزات الطبية في اليمن، فقد سبق أن أعلن أنه أشفى ثلاث حالات (أيدز) وإفتتح عيادة لذلك الغرض! السيد الزنداني، أو ربما حتى الزنتاني، لا يقبع في سجن قوانتانامو، وليس من المتسكعين في جبال الباكستان، وليس حتى من الإرهابيين المتقاعدين في لندن من أمثال النعمان بن عثمان. الزنداني يعتبر من أبرز السياسيين اليمنيين، وإذا فلت من ملاحقة الأمريكان يمكن أن يكون الخليفة المنتخب لدكتاتور اليمن علي عبد الله صالح. يا سلام سلم على الدينوقراطية!
من بدل دينه فاقتلوه!
آخر ما قرأت من أدبيات مدرسة (المعتذرة) كانت مقالة بقلم السيد عبد الحكيم الفيتوري، نشرت في فندق حامورابي، وحمل عنوانها هذه المقولة. كان الهدف الأساسي للسيد الفيتوري هو الإدعاء بأن الكثيرين من القادة والمفكرين الإسلاميين لم يفهموا هذه المقولة فهما سليما. طبعا، معظم الثقافة الإسلامية يمكن وصفها بثقافة مكانك سر، لم تتقدم شعرة لأنها تدور غالبا في دائرة مغلقة بحثا عن الحلول وراءها، مثل الحية التي تطارد ذيلها. بعد مرور ٤١ قرن من الزمن، وبلايين من البشر، مازال مش فاهميييييين؟ ألم يخطر ببال أحد أن يقول، "يا جماعة شنو رايكم نغيروا إتجاهنا شوية؟"
أحدث فصل في التراجيديا يعرض الآن على المسرح الوطني في كابول، والمشهد الحرج يدور حول رجل يسمى عبد الرحمن يواجه عبيدا آخرين لنفس الرحمن يطالبون بإعدامه عقابا على إرتداده عن ديانة ما أرسلت إلا رحمة للعالمين!
صدقت يا فيتوري. علي اليمين الجماعة ماهم فاهمين حق! في نظري، مقولة (من بدل دينه فاقتلوه) تخضع لقاعدة تساوي الرسل والرسالات والديانات التي يحسبها البعض من أسس الإسلام. لذلك، لو أن الجماعة فهموا المقولة في إطارها الصحيح لقتلوا كل من بدل دينه ليدخل الإسلام. ولكن هات من يفهم!
التسميات: إسلاميات
0 تعليقات:
إرسال تعليق
عودة إلى المدخل