ديوان‮ ‬‮ ‬‮رفــ الحصانة ــع ‬

2005-05-22

مرة‮ ‬أخرى‮:‬‮ ‬مجلة‮ ‬‮(‬الحقيقة‮)‬‮ ‬وعصبان‮ ‬النّم

السيد‮ ‬عيسى‮ ‬عبد‮ ‬القيوم،‮ ‬رئيس‮ ‬تحرير‮ ‬مجلة‮ "‬الحقيقة‮"‬،‮ ‬بعد‮ ‬التحية‮. ‬

أرجو‮ ‬أن‮ ‬تسمح‮ ‬لي‮ ‬بإبداء‮ ‬بعض‮ ‬الملاحظات‮ ‬والآراء،‮ ‬منها‮ ‬تعقيبات‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬ورد‮ ‬في‮ ‬حوارك‮ ‬مع‮ ‬السيد‮ ‬صالح‮ ‬منصور‮ ‬بخصوص‮ ‬مجلتكم،‮ ‬ومنها‮ ‬ما‮ ‬يتعلق‮ ‬بجوانب‮ ‬أخرى‮ ‬من‮ ‬المجلة،‮ ‬قد‮ ‬تكون‮ ‬عينة‮ ‬ممثلة‮ ‬لبعض‮ ‬معالم‮ ‬الركاكة‮ ‬المتفشية‮ ‬في‮ ‬الإعلام‮ ‬الليبي‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮. ‬لا‮ ‬أخفيكم‮ ‬سرا‮ ‬أنني‮ ‬أميل‮ ‬إلى‮ ‬نبش‮ ‬التفاصيل،‮ ‬وقد‮ ‬ترى‮ ‬يا‮ ‬سيد‮ ‬عيسى‮ ‬أن‮ ‬أسلوبي‮ ‬يميل‮ ‬أحيانا‮ ‬إلى‮ ‬السخرية‮ ‬والتهكم،‮ ‬وهو‮ ‬رأي‮ ‬صحيح،‮ ‬ولكن‮ ‬ينحصر‮ ‬الهدف‮ ‬في‮ ‬دائرة‮ ‬ما‮ ‬ظهر‮ ‬من‮ ‬أعمال‮ ‬وأقوال‮ ‬وليس‮ ‬الهدف‮ ‬تجريح‮ ‬الأشخاص‮ ‬أو‮ ‬رجمهم‮ ‬بالغيب‮ ‬أو‮ ‬إجتياح‮ ‬حرماتهم‮. ‬وأرجوكم‮ ‬المعذرة‮ ‬على‮ ‬طول‮ ‬هذه‮ ‬الرسالة‮ ‬وعلى‮ ‬كثرة‮ ‬تفاصيلها،‮ ‬ولكن،‮ ‬كما‮ ‬يقال،‮ "‬لو‮ ‬كان‮ ‬وقتي‮ ‬أطول،‮ ‬لكانت‮ ‬رسالتي‮ ‬أقصر‮."‬

أولا،‮ ‬من‮ ‬باب‮ ‬التذكير،‮ ‬أقول‮ ‬أنني‮ ‬راسلتك‮ ‬سابقا‮ ‬مع‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬كتاب‮ ‬مجلة‮ "‬الحقيقة،‮' ‬في‮ ‬سبتمبر‮ ‬الماضي‮ ‬تحديدا،‮ ‬برسالة‮ (‬حصر‮ ‬الحقيقة‮ ‬بين‮ ‬السقيطة‮ ‬واللقيطة‮.) ‬وفي‮ ‬تلك‮ ‬المناسبة‮ ‬لم‮ ‬يفاجئني‮ ‬صمتكم‮ ‬أوتجاهلكم،‮ ‬إدارة‮ ‬وكتابا،‮ ‬بقدر‮ ‬ما‮ ‬أكد‮ ‬نظرتي‮ ‬تجاه‮ ‬مجلتكم‮ ‬التي‮ ‬تدعي‮ ‬أنها‮ (‬مصفاة‮ ‬النخبة‮) ‬وأنها‮ ‬مجلة‮ (‬أكبر‮ ‬الأقلام‮ ‬الليبية‮.) ‬طبعا،‮ ‬لا‮ ‬يعقل‮ ‬أن‮ ‬نحملك‮ ‬مسؤولية‮ ‬إدارة‮ ‬المجلة‮ ‬قبل‮ ‬إحكامك‮ ‬بزمام‮ ‬التحرير‮ ‬وإصدار‮ ‬الأعداد‮ ٩-٢١‬،‮ ‬لكننا‮ ‬نستغرب‮ ‬كيف‮ ‬فاتكم‮ ‬أن‮ ‬تبدلوا‮ ‬عبارة‮ (‬أكبرالأقلام‮) ‬بعبارة‮ (‬أعظم‮ ‬الأقلام‮)‬،‮ ‬خاصة‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬توفرت‮ ‬تحت‮ ‬إدارتك‮ ‬للمجلة‮ ‬خبرات‮ ‬عملية‮ ‬معلنة‮ ‬في‮ ‬صناعة‮ ‬التعظيم‮ ‬والخدمات‮ ‬الشفهية‮.‬
‮ ‬
فلنلتفت‮ ‬إلى‮ ‬ردك‮ ‬تحت‮ ‬عنوان‮ (‬وجهة‮ ‬نظر‮) ‬على‮ ‬ما‮ ‬كتبه‮ ‬السيد‮ ‬صالح‮ ‬منصور‮ ‬تحت‮ ‬عنوان‮ (‬في‮ ‬رحاب‮ ‬الحقيقة‮ ١)‬،‮ ‬وقد‮ ‬نشرت‮ ‬براكة‮ (‬أخبار‮ ‬ليبيا‮) ‬الرد‮ ‬والمقال‮ ‬بتاريخ‮ ٤١\٣\٥٠٠٢. ‬

موجز‮ ‬الحوار‮ ‬أن‮ ‬السيد‮ ‬صالح‮ ‬منصور‮ ‬إنتقد‮ ‬مجلة‮ ‬الحقيقة‮ ‬بناء‮ ‬على‮ ‬مقالة‮ ‬سابقة‮ ‬بقلم‮ ‬السيد‮ ‬عيسى،‮ ‬ولذلك‮ ‬إحتج‮ ‬الأخير‮ ‬على‮ ‬خلط‮ ‬الأول‮ ‬بين‮ ‬الآراء‮ ‬الشخصية‮ ‬والتصريحات‮ ‬الرسمية‮. ‬ولا‮ ‬شك‮ ‬أن‮ ‬الفصل‮ ‬بين‮ ‬الآراء‮ ‬الشخصية‮ ‬والمواقف‮ ‬الرسمية‮ ‬مطلب‮ ‬عقلي‮ ‬سليم‮. ‬ثم‮ ‬لا‮ ‬شك‮ --‬عندي‮--‬أن‮ ‬مقالة‮ ‬السيد‮ ‬عيسى‮ ‬التي‮ ‬إستند‮ ‬عليها‮ ‬السيد‮ ‬صالح‮ ‬لا‮ ‬تشكل‮--‬بمفردها‮--‬جسرا‮ ‬منطقيا‮ ‬سليما‮ ‬أو‮ ‬مبررا‮ ‬لخلطه‮ ‬الصريح‮. ‬ولكن‮ ‬المسؤولية‮ ‬في‮ ‬الفصل‮ ‬تقع‮ ‬عليك‮ ‬يا‮ ‬سيد‮ ‬عيسى‮ ‬قبل‮ ‬غيرك،‮ ‬ولايعقل‮ ‬أن‮ ‬تسبق‮ ‬غيرك‮ ‬للإلتزام‮ ‬بمباديء‮ ‬لم‮ ‬تراعيها‮. ‬

مثلا،‮ ‬أنظر‮ ‬يا‮ ‬سيد‮ ‬عيسى‮ ‬إلى‮ ‬مقالة‮ ‬أخرى‮ ‬بقلمك،‮ ‬سبقت‮ ‬مرجع‮ ‬السيد‮ ‬صالح،‮ ‬وهي‮ ‬مقالة‮ ‬بعنوان‮ (‬خطاب‮ ‬البحث‮ ‬عن‮ ‬الثوب‮) ‬المنشورة‮ ‬على‮ ‬العنوان‮ ‬التالي‮: ‬


هذه‮ ‬المقالة‮--‬في‮ ‬نظري‮-- ‬تعبر‮ ‬عن‮ ‬رأيك‮ ‬الشخصي‮ ‬ولا‮ ‬تدور‮ ‬في‮ ‬فلك‮ ‬مسؤوليتك‮ ‬الرسمية‮ ‬كمحرر‮ ‬لمجلة‮ (‬الحقيقة‮.) ‬ولكنك‮ ‬خلطت‮ ‬الأمور‮ ‬عندما‮ ‬ذيلت‮ ‬المقالة‮ ‬بتصريح‮ ‬رسمي‮ ‬يتحدث‮ ‬عن‮ ‬قيم‮ ‬المجلة‮ ‬وما‮ ‬سميته‮ "‬هدفها‮ ‬الذي‮ ‬لن‮ ‬تتخلى‮ ‬عنه‮." ‬فهل‮ ‬هناك‮ ‬حقا‮ ‬أي‮ ‬إرتباط‮ ‬موضوعي‮ ‬بين‮ ‬تعليقك‮ ‬الشخصي‮ ‬على‮ ‬خطاب‮ ‬القذافي‮ (‬أو‮ ‬حتى‮ ‬قفاطينه‮) ‬وبين‮ ‬أهداف‮ ‬مجلة‮ ‬الحقيقة‮ ‬وإلتزاماتها؟‮ ‬وهل‮ ‬بإمكانك‮ ‬أن‮ ‬تبين‮ ‬السبب‮ ‬في‮ ‬ردم‮ ‬تصريحك‮ ‬الرسمي‮ ‬تحت‮ ‬رأيك‮ ‬الشخصي؟‮ ‬المتتبعون‮ ‬لأمور‮ ‬ومواقف‮ ‬مجلة‮ (‬الحقيقة‮) ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يتم‮ ‬إعلامهم‮ ‬بطريقة‮ ‬مباشرة،‮ ‬واضحة،‮ ‬ومستقلة‮. ‬وإفتراضك‮ ‬أن‮ ‬جميع‮ ‬من‮ ‬يتتبع‮ ‬أخبار‮ ‬المجلة‮ ‬سيقرأ‮ ‬بالضرورة‮ ‬آرائك‮ ‬الشخصية،‮ ‬هو‮ ‬إفتراض‮ ‬غير‮ ‬مبرر‮ ‬على‮ ‬الإطلاق،‮ ‬ولا‮ ‬يقوم‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬منطقي،‮ ‬إنما‮ ‬يقوم‮ ‬على‮ ‬الخلط‮ ‬الضمني‮ ‬بين‮ ‬دورك‮ ‬الشخصي‮ ‬ودورك‮ ‬الرسمي،‮ ‬ويمثل،‮ ‬بطبيعة‮ ‬الحال،‮ ‬دعوة‮ ‬للآخرين‮ ‬أن‮ ‬يحذوا‮ ‬حذوك‮. ‬وبالمناسبة،‮ ‬أضيف‮ ‬صراحة‮ ‬أن‮ ‬إفتراض‮ ‬تعميم‮ ‬التصريح‮ ‬رغم‮ ‬إقترانه‮ ‬برأي‮ ‬شخصي‮ ‬قد‮ ‬يعبر‮ ‬عن‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬التكبر‮ ‬أو‮ ‬التهرب‮ ‬من‮ ‬المسؤولية‮.‬

ورد‮ ‬في‮ ‬مقالة‮ ‬السيد‮ ‬عيسى‮: ‬

وقد‭ ‬كنا‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬بسيطة‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬معضلة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يكتب‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬الوسائط
الإعلامية‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‮ ‬هي‭ ‬بالضرورة‭ ‬مسئولية‭ ‬فحواه‭ ‬‮(‬ما‭ ‬لم‭ ‬تشر‭ ‬الى‭ ‬ذلك‮)‬‭ ‬بل
مسئوليته‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬كاتبه٫٫‭ ‬ورغم‭ ‬بديهية‮ ‬النقطة‭ ‬السابقة‭ ‬فها‭ ‬نحن‭ ‬ننتقل‭ ‬ـ‭ ‬حسب
المقال‭ ‬ـ‭ ‬للكلام‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬حديث٫٫‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان٫٫‭ ‬تتحمل‮ ‬الجهة‭ ‬التى‭ ‬يعمل‭ ‬معها
كاتبه‭ ‬مسئولية‭ ‬فحواه‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬ينشر‭ ‬باسمها‭ ‬ولا‮ ‬على‭ ‬صفحاتها٫٫‭ ‬وبهذا‮ ‬أتصور
أننا‭ ‬سنخرج‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬المعقول‭ ‬والمقبول٫٫

وهنا‮ ‬لنا‮ ‬وقفات‮.

أولا،‮ ‬الرأي‮ ‬المنصوص‮ ‬أعلاه‮ ‬يبدو‮ ‬كالجهل‮ ‬المغلف‮ ‬بالبديهية،‮ ‬والغلاف‮ ‬الشفاف‮ ‬قد‮ ‬يحول‮ ‬دون‮ ‬اللمس‮ ‬ولكنه‮ ‬لا‮ ‬يخفي‮ ‬ما‮ ‬بداخله‮! ‬من‮ ‬المعلوم‮ ‬يا‮ ‬سيد‮ ‬عيسى‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬سلاسل‮ ‬مسلسلة‮ ‬من‮ ‬القضايا‮ ‬القانونية‮ ‬التي‮ ‬لاحقت‮ ‬الجهات‮ ‬الناشرة‮ ‬بسبب‮ ‬ما‮ ‬نشرته،‮ ‬منها‮ ‬ما‮ ‬فشل‮ ‬ومنها‮ ‬ما‮ ‬نجح‮. ‬مثلا،‮ ‬ربما‮ ‬تذكر‮ ‬قضية‮ ‬سيف‮ ‬القذافي‮ ‬ضد‮ ‬الصحيفة‮ ‬الإنجليزية،‮ ‬أي‮ ‬ضد‮ ‬الناشر‮.‬

مسؤولية‮ ‬النشر‮ ‬في‮ ‬نظر‮ ‬القانون‮ ‬ليست‮ ‬مسألة‮ ‬بديهية‮ ‬على‮ ‬الإطلاق،‮ ‬وحسب‮ ‬علمي،‮ ‬لاتوجد‮ ‬قوانين‮ "‬دولية‮" ‬تحدد‮ ‬المسؤولية‮ ‬في‮ ‬النشر،‮ ‬بل‮ ‬لكل‮ ‬بلاد‮ ‬عزاها‮. ‬وحيث‮ ‬أن‮ ‬مسؤولية‮ ‬الإعلام‮ ‬المبث‮ (‬راديو،‮ ‬تلفزيون‮) ‬لا‮ ‬تتساوى‮ ‬عادة‮ ‬بمسؤولية‮ ‬الإعلام‮ ‬المطبوع‮ (‬كتب،‮ ‬جرائد،‮ ‬إلخ‮) ‬هناك‮ ‬صعوبات‮ ‬عديدة‮ ‬أمام‮ ‬ضبط‮ ‬هذا‮ ‬الوسط‮ ‬الجديد‮ ‬الذي‮ ‬يجمع‮ ‬بين‮ ‬خواص‮ ‬الأوساط‮ ‬التقليدية‮. ‬عمليا،‮ ‬قوانين‮ ‬النشر‮ ‬على‮ ‬الإنترنت‮ ‬تعتبر‮ ‬تحت‮ ‬التطوير‮. ‬ولكن‮ ‬الجهة‮ ‬الناشرة‮ ‬ليست‮ ‬معفية‮ ‬من‮ ‬المسؤولية،‮ ‬ولا‮ ‬محصنة،‮ ‬وإلا‮ ‬لأسقطت‮ ‬جميع‮ ‬الدعاوي‮ ‬ضد‮ "‬الوسائط‮ ‬الإعلامية‮" ‬تلقائيا،‮ ‬أو‮ ‬قل‮ ‬بديهيا‮! ‬تفضل‮ ‬بقراءة‮ ‬المثال‮ ‬التالي‮ ‬عن‮ ‬قضية‮ ‬ضد‮ ‬شركة‮ ‬Prodigy‮ ‬التي‮ ‬ثبتت‮ ‬عليها‮ ‬المسؤولية‮ ‬لآنها‮ ‬أخذت‮ ‬على‮ ‬نفسها‮ ‬مهمة‮ ‬التحرير،‮ ‬رغم‮ ‬أنه‮ ‬تم‮ ‬آليا‮\ ‬تلقائيا،‮ ‬فما‮ ‬بالك‮ ‬عن‮ ‬مجلة‮ ‬يحررها‮ ‬طاقم‮ ‬إداري‮ ‬معلن‮ ‬عن‮ ‬دوره‮ ‬ومسؤوليته‮ ‬مسبقا‮! ‬المصدر‮:


ثانيا،‮ ‬عملية‮ ‬خلط‮ ‬الأمور‮ ‬الشخصية‮ ‬بالأمور‮ ‬الرسمية‮ ‬هي‮ ‬عملية‮ ‬متكررة‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬مجلتكم،‮ ‬ولم‮ ‬تنحصر‮ ‬فيما‮ ‬بدر‮ ‬من‮ ‬جانبك‮. ‬مثلا،‮ ‬لاحظنا‮ ‬أن‮ ‬من‮ ‬
عادة‮ ‬السيد‮ ‬طارق‮ ‬القزيري‮ ‬إشهار‮ ‬إرتباطه‮ ‬بمجلتكم‮ ‬ضمن‮ ‬مقالاته‮ ‬التي‮ ‬ينشرها‮ ‬خارج‮ ‬المجلة‮. ‬كيف‮ ‬للقاريء‮ ‬أن‮ ‬يترجم‮ ‬عرض‮ ‬عنوانكم‮ ‬الرسمي‮ ‬تحت‮ ‬مقالة‮ ‬منشورة‮ ‬خارج‮ ‬مجلتكم؟‮ ‬ألا‮ ‬يمثل‮ ‬العنوان‮ ‬إشارة‮ ‬إلى‮ ‬وقوع‮ ‬المقالة‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬إرتباط‮ ‬كاتبها‮ ‬بالمجلة؟‮ ‬وإن‮ ‬تحولت‮ ‬مجلتكم‮ ‬إلى‮ ‬وحدة‮ ‬خدمات‮ ‬بريدية‮ ‬توفر‮ ‬العناوين‮ ‬للأغراض‮ ‬الشخصية،‮ ‬فبإذنكم‮ ‬نسأل‮: ‬بالله‮ ‬ما‮ ‬نحصلوش‮ ‬منكم‮ ‬عنيوين‮ ‬نطرحوا‮ ‬فوقه‮ ‬قرابيجنا؟

البديهي‮ ‬والطبيعي،‮ ‬يا‮ ‬سيادة‮ ‬المحرر،‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يحمل‮ ‬إسم‮ ‬أو‮ ‬شعار‮ ‬أو‮ ‬أي‮ ‬رمز‮ ‬رسمي‮ ‬لمجلة‮ "‬الحقيقة‮" ‬بعلم‮ ‬إدارتها‮ ‬فهو‮ ‬جزء‮ ‬من‮ ‬مهمتها‮ ‬الرسمية‮. ‬وحيث‮ ‬أن‮ ‬عنواين‮ ‬البريد‮ ‬الشخصية‮ ‬متوفرة‮ ‬مجانا‮ ‬من‮ ‬مصادر‮ ‬مستقلة،‮ ‬لا‮ ‬توجد‮ ‬أي‮ ‬ضرورة‮ ‬تدفع‮ ‬بكتابكم‮ ‬إلى‮ ‬الإتكال‮ ‬على‮ ‬عنوانكم‮ ‬الرسمي،‮ ‬إلا‮ ‬أنهم‮ ‬يغرسون‮ ‬تلك‮ ‬المقالات‮ ‬في‮ ‬حيز‮ ‬أعمالهم‮ ‬الرسمية،‮ ‬وبذلك‮ ‬يشركون‮ ‬المنظمة‮ ‬في‮ ‬جني‮ ‬الرطب‮ ‬وكنس‮ ‬العفط‮! ‬وأي‮ ‬منظمة‮ ‬لا‮ ‬تعمل‮ ‬على‮ ‬تحصين‮ ‬إستقلاليتها‮ ‬ضد‮ ‬أثقال‮ ‬الحشم‮ ‬والشللية،‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬نظري‮ ‬مجرد‮ ‬حزب‮ ‬أو‮ ‬عصابة‮ ‬تجرها‮ ‬العواطف‮ ‬والعصابية‮ ‬ولا‮ ‬يقودها‮ ‬العقل‮ ‬والإلتزام‮ ‬بمباديء‮ ‬الجودة‮ ‬والإتقان‮ ‬المهني‮. ‬

من‮ ‬الواضح،‮ ‬ولا‮ ‬أقول‮ ‬بديهي،‮ ‬أن‮ ‬مجلتكم‮ ‬سباقة‮ ‬في‮ ‬الخلط‮ ‬بين‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬رسمي‮ ‬وما‮ ‬هو‮ ‬شخصي‮. ‬ومن‮ ‬الواضح‮ ‬أيضا،‮ ‬مع‮ ‬إحترامي‮ ‬لأشخاصكم،‮ ‬أن‮ ‬خبرتكم‮ ‬المهنية‮ ‬ضحلة‮ ‬جدا،‮ ‬سواء‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬الصحافة‮ ‬أو‮ ‬خارجها‮. ‬فكل‮ ‬من‮ ‬يمارس‮ ‬عملا‮ ‬في‮ ‬جهة‮ ‬منظمة‮ ‬يعلم‮ ‬أن‮ ‬الفاصل‮ ‬بين‮ ‬الشخصي‮ ‬والرسمي‮ ‬سيف‮ ‬بحدين‮: ‬لا‮ ‬يجوز‮ ‬للسيد‮ ‬صالح‮ ‬أن‮ ‬يلبّس‮ ‬آرائك‮ ‬للمجلة‮ ‬بدون‮ ‬مبرر؛‮ ‬وقبل‮ ‬ذلك،‮ ‬لا‮ ‬يجوز‮ ‬للعاملين‮ ‬بالمجلة‮ ‬أن‮ ‬يتلبسوا‮ ‬بشعارها‮ ‬عندما‮ "‬يدرسون‮ ‬خارج‮ ‬القاعة‮." ‬

ذكرت‮ ‬يا‮ ‬سيد‮ ‬عيسى‮ ‬ضوابط‮ ‬وقوانين‮ ‬دولية‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬النشر‮ ‬والإعلام،‮ ‬فأي‮ "‬القوانين‮ ‬الدولية‮" ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬الأعراف‮ ‬يخول‮ ‬الكتاب‮ ‬والمحررين‮ ‬أن‮ ‬يحشروا‮ ‬تصريحاتهم‮ ‬الرسمية‮ ‬أو‮ ‬أن‮ ‬يشهروا‮ ‬إرتباطهم‮ ‬المهني‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬إدلاءات‮ ‬شخصية‮ ‬بحتة،‮ ‬خارج‮ ‬حدود‮ ‬العمل؟‮ ‬وأي‮ ‬أعراف‮ ‬تبرر‮ ‬إزدواجية‮ ‬معاييركم‮ ‬في‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬بريد‮ ‬القراء؟‮ ‬لماذا‮ ‬ترفضون‮ ‬ما‮ ‬يعارضكم‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬أنكم‮ ‬لم‮ ‬تتراجعوا‮ ‬في‮ ‬نشر‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يمت‮ ‬للمجلة‮ ‬بصلة،‮ ‬كشعر‮ ‬من‮ ‬العراق،‮ ‬أو‮ ‬إحتجاج‮ ‬على‮ ‬إسم‮ ‬المجلة‮ ‬من‮ ‬أحد‮ ‬الخرافين،‮ ‬بل‮ ‬أنكم‮ ‬لم‮ ‬تتراجعوا‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬العودة‮ ‬على‮ ‬بريدكم‮ ‬المدفون‮ ‬لتنتقوا‮ ‬منه‮ ‬مايمكن‮ ‬إستثماره‮ ‬في‮ ‬سوق‮ ‬المقايضات‮-- ‬راجع‮: ‬مقايضتكم‮ ‬مؤسسة‮ ‬تبرة‮ ‬تحت‮ ‬غطاء‮ ‬تصحيح‮ ‬في‮ ‬العدد‮ ‬العاشر‮ ‬لآخطاء‮ ‬وردت‮ ‬في‮ ‬العدد‮ ‬السابع‮! ‬ومن‮ ‬يدري،‮ ‬ربما‮ ‬في‮ ‬السنوات‮ ‬القريبة‮ ‬القادمة‮ ‬يأتي‮ ‬دور‮ ‬رسالتي‮ ‬التي‮ ‬وصلتكم‮ ‬قبل‮ ‬صدور‮ ‬العدد‮ ‬الثالث‮!‬

في‮ ‬ختام‮ "‬حصر‮ ‬الحقيقة،‮" ‬ذكرت‮ ‬أن‮ ‬حقيقتكم‮ ‬مجهضة‮ ‬بنفاق‮ ‬القائمين‮ ‬عليها‮ ‬قبل‮ ‬قصرهم،‮ ‬وكنت‮ ‬قد‮ ‬بينت‮ ‬فيها‮ ‬ما‮ ‬خالفه‮ ‬محررها‮ ‬السابق‮ ‬من‮ ‬عهود‮. ‬وفي‮ ‬ختام‮ ‬هذه‮ ‬الرسالة‮ ‬سأتناول‮ ‬مثالا‮ ‬يبين‮ ‬جانبا‮ ‬من‮ ‬قصر‮ ‬القائمين‮ ‬على‮ ‬المجلة،‮ ‬عسى‮ ‬أن‮ ‬يعود‮ ‬ذلك‮ ‬بالنفع‮ ‬عليهم‮ ‬وعلى‮ ‬غيرهم‮ ‬من‮ ‬هواة‮ ‬الإعلام‮ ‬والثقافة‮.‬

في‮ ‬غضون‮ ‬ولاية‮ ‬السيد‮ ‬عيسى‮ ‬على‮ ‬التحرير،‮ ‬نشرت‮ ‬المجلة‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬المقالات‮ ‬بعنوان‮ "‬تاسكلا،‮" ‬يقول‮ ‬كاتبها‮ ‬أنها‮ ‬تتناول‮ ‬الأدب‮ ‬الأمازيغي،‮ ‬ويقول‮ ‬أنه‮ ‬شارك‮ ‬بها‮ ‬في‮ "‬مجلتكم‮ ‬الغراء‮"‬،‮ ‬حسب‮ ‬تعريفه،‮ ‬إستجابة‮ ‬لطلبكم‮ ‬عبر‮ ‬مكالمة‮ ‬هاتفية‮. ‬في‮ ‬الظاهر،‮ ‬تأتي‮ ‬هذه‮ ‬المقالات‮ ‬على‮ ‬شكل‮ ‬سلسلة‮ ‬من‮ ‬ثلاثة‮ ‬حلقات‮ ‬على‮ ‬الترتيب‮ ‬التالي‮:‬


ولكن‮ ‬الأجزاء‮ ‬المنشورة‮ ‬لا‮ ‬تشكل‮ ‬سلسلة‮ ‬بمعنى‮ ‬الكلمة‮ ‬لأن‮ ‬ثانيها‮ ‬مجرد‮ ‬صورة‮ ‬مطابقة‮ ‬لأولها‮! ‬لازال‮ ‬ذلك‮ ‬التكرار‮ ‬قائما‮ ‬منذ‮ ‬إصداره‮ ‬العدد‮ ‬العاشر‮
‬في‮ ‬يناير‮ ‬الماضي،‮ ‬أي‮ ‬ما‮ ‬يزيد‮ ‬عن‮ ‬أربعة‮ ‬أشهر‮. ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الفترة،‮ ‬قرأ‮ ‬المجلة‮ ‬من‮ ‬قرأ،‮ ‬وأصدرتم‮ ‬عددا‮ ‬أضفتم‮ ‬فيه‮ ‬حلقة‮ ‬جديدة‮ ‬من‮ ‬سلسلة‮ "‬تاسكلا‮" ‬بدون‮ ‬تصحيح‮ ‬ما‮ ‬سبق،‮ ‬وكتبتم‮ ‬ما‮ ‬كتبتم‮ ‬أفرادا‮ ‬وجماعات‮ ‬عن‮ ‬الإعلام‮ ‬والثقافة،‮ ‬وطالبتم‮ ‬بمواثيق‮ ‬الشرف،‮ ‬ونقلتم‮ ‬لنا‮ ‬مانهلتم‮ ‬من‮ ‬مرابيع‮ ‬الرشف،‮ ‬وأشرتم‮ ‬إلى‮ ‬ما‮ ‬أشرتم‮ ‬من‮ ‬إعوجاج‮ ‬في‮ ‬الرقاب،‮ ‬و‮ ‬و‮ ‬و‮. ‬ولكن‮ ‬تبقى‮ ‬الحلقة‮ ‬الثانية‮ ‬من‮ ‬سلسلة‮ "‬تاسكلا‮" ‬حلقة‮ ‬مفقودة،‮ ‬تحل‮ ‬محلها‮ ‬صورة‮ ‬مكررة‮ ‬من‮ ‬الحلقة‮ ‬الأولى‮ ‬إلي‮ ‬تاريخ‮ ‬اليوم‮.‬

أين‮ ‬المراجعة‮ ‬ومسؤولية‮ ‬التحرير،‮ ‬وأين‮ ‬الجودة‮ ‬التي‮ ‬تشترطون‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬متوفرة‮ ‬في‮ ‬رسائل‮ ‬القراء؟‮ ‬أربعة‮ ‬أشهر‮ ‬إنقضت‮ ‬ولا‮ ‬أحد‮ ‬ينتبه‮ ‬إلى‮ ‬سقوط‮ ‬حلقة‮ ‬من‮ ‬سلسلة‮ ‬في‮ ‬سلة‮ ‬الإهمال‮. ‬في‮ ‬هيكل‮ ‬المجلة‮ ‬هناك‮ ‬طبقات‮ ‬إدارية‮ ‬مفصلة،‮ ‬من‮ "‬رئيس‮ ‬تحرير‮" ‬إلى‮ "‬مدير‮ ‬تحرير‮"‬،‮ ‬إلخ،‮ ‬ولكنكم‮ ‬جميعا‮ "‬رؤوس‮ ‬وأعيان‮" ‬وحملة‮ ‬ألقاب،‮ ‬ولا‮ ‬يوجد‮ ‬بينكم‮ ‬عمال‮ ‬وحملة‮ ‬مسؤولية‮. ‬وأشدد‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬مثال‮ "‬تاسكلا‮" ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يبرر‮ ‬بغطسه‮ ‬في‮ ‬بركة‮ "‬سقط‮ ‬سهوا،‮" ‬لأنها‮ ‬بركة‮ ‬مزدحمة‮ ‬أصلا،‮ ‬ولو‮ ‬أردنا‮ ‬أن‮ ‬نعرض‮ ‬ما‮ ‬فيها‮ ‬فلن‮ ‬نجد‮ ‬ما‮ ‬يكفي‮ ‬من‮ ‬الوقت،‮ ‬ولذلك‮ ‬إكتفينا‮ ‬سابقا‮ ‬بالقول‮ ‬أن‮ ‬الموقع‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬الإخراج‮ ‬الفني‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يستدل‮ ‬به‮ ‬لإصطلاح‮ ‬إسم‮ ‬جديد‮ ‬في‮ ‬عالم‮ ‬الإنترنت،‮ ‬كبديل‮ ‬لإسم‮ "‬شبكة،‮" ‬ألا‮ ‬وهو‮ ‬إسم‮ "‬غفة‮" ‬أو‮ "‬لحية‮". ‬القصر‮ ‬المتمثل‮ ‬في‮ ‬إخراج‮ ‬ونشر‮ ‬سلسلة‮ "‬تاسكلا‮" ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يعزى‮ ‬إلى‮ ‬هفوة‮ ‬أو‮ ‬سهوة‮ ‬عابرة‮ ‬لأنه‮ ‬يحمل‮ ‬دلالات‮ ‬عديدة‮ ‬على‮ ‬نطاق‮ ‬أبعد‮ ‬وأوسع‮ ‬من‮ ‬دائرة‮ ‬الأداء‮ ‬التقني‮ ‬البحت‮. ‬

خارج‮ ‬نطاق‮ ‬المجلة،‮ ‬نوجه‮ ‬اللوم‮ ‬إلى‮ ‬من‮ ‬كتب‮ ‬تلك‮ ‬الحلقات‮ ‬وقدمها‮ ‬لمجلته‮ "‬الغراء‮" ‬ثم‮ ‬لم‮ ‬يكلف‮ ‬نفسه‮ ‬حتى‮ ‬التأكد‮ ‬من‮ ‬نشرها‮ ‬سليمة‮ ‬كاملة‮. ‬يالها‮ ‬من‮ ‬غراء‮ ‬هذه‮ ‬المجلة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يهتم‮ ‬بها‮ ‬حتى‮ ‬كتابها‮! ‬وأضف‮ ‬إلى‮ ‬ذلك‮ ‬أن‮ ‬مدير‮ ‬مؤسسة‮ ‬تاوالت‮ ‬العرقية‮ ( ‬السيد‮ ‬محمد‮ ‬عاشور‮) ‬كان‮ ‬ضيفا‮ ‬لديكم‮ ‬في‮ ‬العدد‮ ‬العاشر،‮ ‬وقد‮ ‬نقلت‮ ‬مؤسسته‮ ‬مقالة‮ "‬تاسكلا‮" ‬المكررة‮ ‬ونشرتها‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬تعي‮ ‬تكرارها‮ ‬وضياع‮ ‬أختها‮. ‬والسبب‮ ‬في‮ ‬تغفل‮ ‬ذوي‮ ‬الهوية‮ ‬أنهم‮ "‬عكعك‮ ‬مايقروش‮" ‬بل‮ ‬ينظرون‮ ‬للمقال‮ ‬كشعار‮ ‬يلبس‮ ‬أو‮ ‬علم‮ ‬يلوح‮ ‬ثم‮ ‬يردم،‮ ‬وليس‮ ‬كمادة‮ ‬تحرر‮ ‬لتقرأ‮ ‬وتمحص‮ ‬وتنخص‮ ‬وتبربش‮ ‬ثم‮ ‬تهضم‮.‬

ماذا‮ ‬يحمل‮ ‬هذا‮ ‬الحدث‮ ‬من‮ ‬دلالة‮ ‬على‮ ‬تفاعل‮ ‬الجمهور‮ ‬مع‮ ‬مجلتكم؟‮ ‬في‮ ‬نظري،‮ ‬هذا‮ ‬دليل‮ ‬آخر‮ ‬على‮ ‬إدعائي‮ ‬في‮ ‬رسالتي‮ ‬الأولى‮ ‬بإن‮ ‬تفاعل‮ ‬الجمهور‮ ‬مع‮ ‬مجلتكم‮ ‬يقع‮ ‬بين‮ ‬التجاهل‮ ‬والفتور،‮ ‬كما‮ ‬يؤكد‮ ‬هذا‮ ‬الحدث‮ ‬أن‮ ‬التجاهل‮ ‬لا‮ ‬ينحصر‮ ‬في‮ ‬القراء‮ ‬بل‮ ‬ينتشر‮ ‬حتى‮ ‬بين‮ ‬الكتاب‮ ‬والمحررين‮.‬

وماذا‮ ‬يحمل‮ ‬هذا‮ ‬الحدث‮ ‬من‮ ‬دلالة‮ ‬على‮ ‬تفاعل‮ ‬الليبيين‮ ‬مع‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ "‬القضية‮ ‬الأمازيغية‮"‬؟‮ ‬لقد‮ ‬سبق‮ ‬أن‮ ‬قلت‮ ‬في‮ ‬مقالة‮ (‬شق‮ ‬الغمة‮) ‬أن‮ ‬معظم‮ ‬الليبيين‮ ‬يقابلها‮ ‬بالتجاهل‮ ‬مع‮ ‬قليل‮ ‬من‮ ‬الضحكات‮ ‬الصفراء‮. ‬وقلت‮ ‬أيضا‮ ‬أن‮ ‬الأمازيغية‮ ‬ستنعم‮ ‬بالتجاهل‮ ‬طالما‮ ‬أن‮ ‬دعاتها‮ ‬شركاء‮ ‬في‮ ‬سوق‮ ‬المسكنات‮ ‬من‮ ‬طراز‮ "‬كلنا‮ ‬كذا‮ ‬وكذا‮"‬،‮ ‬والتي‮ ‬تمت‮ ‬آخر‮ ‬صفقاتها‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬عرض‮ ‬هاتفي‮ ‬وشراء‮ ‬بعملة‮ "‬مجلتنا‮ ‬الغراء‮."‬

هذه‮ ‬عينة‮ ‬من‮ ‬واقع‮ ‬الإعلام‮ ‬الليبي‮ ‬الذى‮ ‬تمثله‮ ‬مجلة‮ ‬الحقيقة‮ ‬إدارة‮ ‬وكتابا‮ ‬وقراء‮: ‬واقع‮ ‬الإنفصام‮ ‬بين‮ ‬المجلة‮ ‬وجمهورها،‮ ‬بين‮ ‬المحررين‮ ‬والمواد‮ ‬التي‮ ‬يحررونها،‮ ‬بل‮ ‬إنفصام‮ ‬حتى‮ ‬بين‮ ‬الكتاب‮ ‬وما‮ ‬يكتبون‮. ‬بإختصار،‮ ‬الإعلام‮ ‬الليبي،‮ ‬مثله‮ ‬مثل‮ ‬أي‮ ‬جانب‮ ‬آخر‮ ‬من‮ ‬الثقافة‮ ‬الليبية،‮ ‬رداءة‮ ‬يغمها‮ ‬الرياء،‮ ‬أو‮ ‬كتلة‮ ‬من‮ ‬الفتات‮ ‬والشتات‮ ‬ملفوفة‮ ‬بغشاء‮ ‬من‮ ‬النفاق‮ ‬والمجاملات‮.‬

‮--‬ضمير‮ ‬مستتر
عضو‮ ‬مؤسس،‮ ‬التجمع‮ ‬الكوني‮ ‬للتحزمات‮ ‬الكرنافية‮ (‬تكتك‮)‬