ماذا تعرف عن الكوكلة ومحركات البحث؟
في ثقافة الإنسان لا يعد التقارب والتشابه اللغوي أمرا غريبا لأنه في أكثر الأحوال أمر طبيعي، أي أنه قابل للتفسير المنطقي بدون اللجوء إلى ملاذ الخوارق من جهة أو الصدف من جهة أخرى. ولكن هناك بعض الأحوال التي لا تخضع للتفسير المنطقي رغم شدة التقارب، ليس في البنية اللغوية فحسب، بل حتى في اللفظ. وحيث أننا، بضرورة الحال، لا نفقه علوم الخوارق (كيخ كيخ كيخ)، بينما نرى بمنظومية الصدف وإحصائية التفاعلات الطبيعية، فإننا سندخل من باب المعجبين بالتصادف العشوائي كآية من آيات الجمال اللامعقول. إذا، لن نتحدث هنا عن التقارب اللغوي الذي ينجم عن تبني أو وراثة لغة ما لكلمات أو تعبريات من لغة أخرى، وإنما سنتحدث عن تطابقات عجيبة بين الليبية الدارجة واللهجة الأمريكية. ويضاف هذا الجهد المتواضع إلى برنامج التقريب بين الدولتين، الذي تصيح رحاته الدبلوماسية طلبا للزيت، وربما نسهم به في تسهيل الإتصالات بين الجانبين.
في ليبيا، إستعمل إسم "راس اللحم" لأي شخص لا يعرف كوعه من بوعه.
In America, use the name "meathead" for any person who doesn't know his elbow from his ass.
في طرابلس، تسمى الرديئة صكّة، وفي بنغازي صكصك.
In the US, it SUCKS!
وهناك أيضا تفاعلات ثلاثية ولكنها نادرة جدا. مثلا، في ليبيا نقول "يدي تاكل" أينما يعبر الفعل "أكل" عن شعور بالحاجة للحك. بالإنجليزية نقول Itch. ولكن، في الأمازيغية، كلمة "اتش" تعني "أكل" (كيخ كيخ كيخ)، ومنها تشتق كلمة "أوتشو" التي تعني طعام بشكل عام وبازين بشكل خاص. إن في ذلك لآية لقوم يلعقون!
وماذا عن لغة المعلومات والإنترنت، هل يحدث فيها التصادف، خاصة في ضوء حداثة مفرداتها وإنفراد جهة واحدة بتطويرها؟ نعم، بدون شك هناك تشابه لأن التاريخ يعيد نفسه!
في سبعينات القرن الماضي، شهدت ليبيا رخاء إقتصاديا لا مثيل له في تاريخها، لا سابقا ولا لاحقا. طبعا، رخاء السبعينات كان من ثمار العقد الذهبي في تاريخ التأسيس والإعمار في ليبيا، عقد الستينات، عقد المعمر الذي إنتهى بالعقيد معمر، وشتان بين الجر والنصب، بين الفاعل والمفعول! على كل حال، كانت معالم الرخاء في السبعينات ظاهرة للعيان، وكان من أبرزها كثرة السيارات وحداثتها، بخلاف الوضع الحالي الذي تبدو فيه شوارع ليبيا وكأنها أنهار من الصدأ إذا سارت، أو حمم من البراكين إذا تجمدت وعكت. ومن معالم رخاء السبعينات أيضا أن إمتلاك السيارات الجديدة لم يكن مقصورا على فئة قليلة، بل كان في متناول العديد من الحرفيين والمعلمين والجنود وحتى طلبة الجامعات والمدارس. من ينسى طرابلس في أوقات تسريح المدارس؟ كانت الشوارع تعج بشباب يجوبون المدينة في سياراتهم بحثا عن مدارس البنات لكي "يكوكلوا" في الداخل والخارج! والآن، لا يخفى عليك يا عزيزي القاريء أن "محركات البحث" أصبحت من أهم معالم الإنترنت، وأشهرها يسمى "كوكل" على صيغة فعل الأمر المشتق من "كوكل، يكوكل كوكلة أو تكوكيلا، فهو كوكال."
In the US, say "I googled it."
وفي ليبيا، قل "كوكلتها."
والآن، مكافأة لصبركم وقوة كبدكم، تفضلوا بالإستماع للنشيد الوطني للكوكلة من موقع "ليبيانا."
إنتي عفيفة ومشيتك غزلاني...
ضمير مستتر
منتآى ليبيا للتمنية البيطرية والسخائية-- ملتبس
في ليبيا، إستعمل إسم "راس اللحم" لأي شخص لا يعرف كوعه من بوعه.
In America, use the name "meathead" for any person who doesn't know his elbow from his ass.
في طرابلس، تسمى الرديئة صكّة، وفي بنغازي صكصك.
In the US, it SUCKS!
وهناك أيضا تفاعلات ثلاثية ولكنها نادرة جدا. مثلا، في ليبيا نقول "يدي تاكل" أينما يعبر الفعل "أكل" عن شعور بالحاجة للحك. بالإنجليزية نقول Itch. ولكن، في الأمازيغية، كلمة "اتش" تعني "أكل" (كيخ كيخ كيخ)، ومنها تشتق كلمة "أوتشو" التي تعني طعام بشكل عام وبازين بشكل خاص. إن في ذلك لآية لقوم يلعقون!
وماذا عن لغة المعلومات والإنترنت، هل يحدث فيها التصادف، خاصة في ضوء حداثة مفرداتها وإنفراد جهة واحدة بتطويرها؟ نعم، بدون شك هناك تشابه لأن التاريخ يعيد نفسه!
في سبعينات القرن الماضي، شهدت ليبيا رخاء إقتصاديا لا مثيل له في تاريخها، لا سابقا ولا لاحقا. طبعا، رخاء السبعينات كان من ثمار العقد الذهبي في تاريخ التأسيس والإعمار في ليبيا، عقد الستينات، عقد المعمر الذي إنتهى بالعقيد معمر، وشتان بين الجر والنصب، بين الفاعل والمفعول! على كل حال، كانت معالم الرخاء في السبعينات ظاهرة للعيان، وكان من أبرزها كثرة السيارات وحداثتها، بخلاف الوضع الحالي الذي تبدو فيه شوارع ليبيا وكأنها أنهار من الصدأ إذا سارت، أو حمم من البراكين إذا تجمدت وعكت. ومن معالم رخاء السبعينات أيضا أن إمتلاك السيارات الجديدة لم يكن مقصورا على فئة قليلة، بل كان في متناول العديد من الحرفيين والمعلمين والجنود وحتى طلبة الجامعات والمدارس. من ينسى طرابلس في أوقات تسريح المدارس؟ كانت الشوارع تعج بشباب يجوبون المدينة في سياراتهم بحثا عن مدارس البنات لكي "يكوكلوا" في الداخل والخارج! والآن، لا يخفى عليك يا عزيزي القاريء أن "محركات البحث" أصبحت من أهم معالم الإنترنت، وأشهرها يسمى "كوكل" على صيغة فعل الأمر المشتق من "كوكل، يكوكل كوكلة أو تكوكيلا، فهو كوكال."
In the US, say "I googled it."
وفي ليبيا، قل "كوكلتها."
والآن، مكافأة لصبركم وقوة كبدكم، تفضلوا بالإستماع للنشيد الوطني للكوكلة من موقع "ليبيانا."
إنتي عفيفة ومشيتك غزلاني...
ضمير مستتر
منتآى ليبيا للتمنية البيطرية والسخائية-- ملتبس
0 تعليقات:
إرسال تعليق
عودة إلى المدخل